مقتل محمد صادق الصدر … بقلم أبو غانم وصلاح محمود

مقتل محمد صادق الصدر … بقلم أبو غانم وصلاح محمود
آخر تحديث:

لماذا قتل السيد مقتدى الصدرعبدالمجيد الخوئي في الأسبوع الأول للاحتلال..؟؟؟؟

في التسعينيات كان السيد محمد صادق الصدر مشروع الدولة الاستراتيجي الرامي لتنصيب مرجعية عليا في حوزة النجف من العرب الاقحاح ، واحباط كل محاولات الفرس لربط المرجعية بهم ، وانهاء قصة المراجع الايرانية للشيعة .

لذا عملت لجنة خاصة شكلها مجلس الامن القومي العراقي عام 1992 مكونة من مدير…ية الامن العامة ورئاسة المخابرات وجهازالامن الخاص وانيطت رئاستها بالعقيد روكان رزوقي أحد مرافقي الرئيس صدام حسين ، ليس لقيادتها ، اذ لم يعرف عن العقيد روكان العقلية الفذة…… ولكن اريد منه ان يمرر المعلومات ويتلقى التعليمات من رأس القيادة العراقية بشكل اسرع واكثر دقة ادراكا لاهمية هذا المشروع بالنسبة للدولة.

وتم تاسيس آلية اتصال وحوار دائمة مع السيد الصدر(رحمه الله) الذي كان موقفه ايجابيا ومؤثرا على ارث ايران في المنطقة والدائرة التي يعيش فيها , رفعت رئاسة المخابرات تقريرا ورد من احد مصادرها المزروعة داخل فيلق القدس الايراني بان الايرانيين قد أعدوا عددا من الخطط لاغتيال السيد الصدر وافشال الخطة العراقية ، فأمر الرئيس بتشديد الحراسة على السيد الصدر رحمه الله والاسراع بتنفيذ برنامج تنصيبه مرجعا رئيسيا في الحوزة.

لكن مثل هذه الخطوة كانت بحاجة لوقت يتراوح بين 3-5 سنوات ادراكا لثقل ارث الفرس في النجف وفي الحوزة بالتحديد، كما ان الموضوع كان بحاجة الى خليط من اجراءات العلاقات العامة وكذلك بعض الاجراءات القاسية من اجل تذليل العقبات وكسب دعم اسر النجف وكربلاء الدينية وكذا اصحاب راس المال , تم تشديد الحماية على السيد محمد صادق الصدر وافهم بضرورة ان يحدد حركته وكانت قوة حمايته الشخصية والمقربة منه ومن داره هي من وحدة الحماية الخاصة التابعة للمخابرات العراقية وأمن الرئاسة ناهيك عن قوة حراسة سرية من الامن العام في محيط منطقة سكناه , وفي نهاية عام 1998 بدأت ساعة الصفر بالاقتراب وبدأت ملامح تحقق المشروع ، حيث اعلن السيد الصدر عودة ممارسة صلاة الجمعة في بغداد والنجف لعموم مريديه .

كما اصدر الصدر فتوى بتحريم التجسس والتعاون مع الاجنبي، وهي خطوة احترازية ردا على ما اوصت به تقارير المخابرات بعد ايام قليلة من تبني الكونجرس الامريكي لقانون تحرير العراق واستشراف بعض من ملامح ما جرى في العام 2003 من غزو بغيض , لكن أصراروعناد السيد محمد صادق الصدر بضرورة ان لا يرى وهو يتحرك في المجتمع النجفي برفقة الحراسات الحكومية !!!.. ولكثرة ثقته بنفسه ومريديه فرض على الدولة ان تخفف هذه المظاهر وان تبدل الحراسات بمجموعة من مريديه واتباعه كي يشكلوا طوق حماية له في تحركاته العامة، وبالتالي تخدم خطة العلاقات العامة التي اراد ان ينفذها بنفسه.

استغل اتباع ايران الموضوع وتمكنوا من زراعة فرد منهم في طوق المريدين الذين اختارهم ليحموه وقام بتسريب خط سيره وتوقيته ذاهبا لصلاة الفجر وتمكنوا من اغتياله بطريقة بدائية لكنها نافذة , وكانت المخابرات العراقية قد تثبتت بعد القاء القبض على المنفذين وكانوا من فيلق بدر وقادهم شخصيا ابن عم ابن الخوئي الذي يعمل ضابطا رفيعا في فيلق القدس وبتسهيل تام وتعاون معلوماتي من جماعة محمد باقرالحكيم .. حيث كان جهدا جماعيا لاتباع ايران قد اثمر عن اغتيال السيد الصدر رحمه الله , وقد احضرالسيد مقتدى الصدر لمبنى حاكمية رئاسة المخابرات في بغداد واستمع بنفسه لافادات المتهمين وطلب ان ينفذ حكم الاعدام بهم هو بنفسه ، ووافق الرئيس الراحل صدام حسين على طلب مقتدى الصدر، لكنه تراجع في لحظة التنفيذ لانه كان صغيرا ولايقوى على تنفيذ الاعدام ، ونفذه بدلا عنه واحد من اتباعه اي اتباع مقتدى واسمه (جاسب السنيد) امامه في القاعة رقم 7 في سجن ابي غريب وكان الجناة ثلاثة بينما بقي الرابع هاربا عن وجه العدالة في ايران.

لذا كان من بين اهم اهداف وأولويات مقتدى الصدر هو الانتقام من ابن الخوئي في الايام الاولى لاحتلال العراق ، وبالفعل قاموا بذبح عبدالمجيد الخوئي في ساحة الحضرة ، وكان مقتدى ينوي ان يكمل دائرة الانتقام من قاتلي أبيه لولا تدخل المرجعيات!!!.. لذا وازاء ما اتقدم فمن المؤلم جدا ان يكذب مقتدى الصدر الكذبة ويؤمن بها ويصدقها ويعيش اجوائها معتبرا ان الدولة كانت مسؤولة عن مقتل والده ….. في حين ان والده كان مشروع الدولة وشكلت وفاته نكسة لجهود مضنية دامت سبع سنوات عمليا .. هذه المعلومات للحقيقة وانصاف التاريخ مع وافر التقدير لكم جميعا ابو غانم **

ويضيف السيد صلاح محمود ما يلي :

كان للسيد محمد صادق الصدر علاقات مع الدولة من خلال العميد ” سعدون ” مدير الشعبة الخامسة في الامن العامة , وكانت هذه العلاقة مبنية على دعم مفتوح ماديا ًومعنوياً ، حتى ان اولاد السيد كانوا يحملون مسدسات من جهاز الامن وكان دعم الدولة للسيد الصدر مبنيا على ريادة الحوزة العلمية من قبل علماءعرب للحلول بتؤدة وبالتدريج بدلا من علماء الفرس الذين يسيطرون على الحوزة في النجف.

ولهذا التقى السيد محمد الصدر وبزيارة خاصة بالرئيس صدام حسين شخصياً بعد ان قام الصدر بالابتعاد عن مذهب الاثنا عشرية بفرضه ” صلاة الجمعة ” وبدأ الوف من الشيعة العرب بالتزاحم على حضور صلاة الجمعة التي بدأ يقيمها في الكوفة . وسحب البساط من تحت ارجل العلماء الفرس وتنادوا على اساس ان الدوله تعمل على شق المذهب في والعمل بكل قوه لوقف شق المذهب في العراق وعرفوا دور الدولة في الموضوع برمته ووجدوا ان هذا خطرا عظيما حقيقيا على ايران ومخططاتها وكما هو معروف في مذهب الامامية ” الاثنا عشرية ” لانهم يمنعون بل يحرّمون اقامة صلاة الجمعة ويعطّلونها

على اساس ان البلد يحكمه نظام جائر وحاكم جائربتقديرهم ، فقرروا في قم وبالتعاون جميعا مع مرجعية ابو القاسم الخوئي ومنهم محمد باقر الحكيم للتخلص من السيد محمد صادق الصدر بقتله ولصق التهمة بالحكومة وبصدام حسين شخصيا !

وفي حينه القت السلطات الامنية على مجموعة من طلاب الحوزة في النجف واعترفوا بجريمتهم لاحقا ، وفعلا تم تنفيذهم عملية أغتيال السيد الصدر في 19 شباط من عام 1999 حيث قتل الرجل في عملية جبانة مشهورة ومعروفة مع نجليه رحمهم الله .

ومن الجدير بالذكر ان مقتل السيد محمد الصدر هو اغتيال لمخطط النظام لتعريب الحوزة العلمية الدينية في النجف الذي سعت اليه الحكومة العراقية وعملت بهذا المشروع لاكثر من 15 عام متتالية .

وللتاريخ فان مقتدى الصدر اطلع على التحقيق وسيره في الامن العام وحضر شخصيا مراحل التحقيق وتحدث مع المتهمين ومع آخرين من حاشية السيد الصدر(والده ) ، ولهذا عندما غزت امريكا العراق وسقط النظام قام مقتدى وانصاره بالبدء فعلا بالانتقام ممن يعرف اشتراكهم بقتل والده ، فنجح في قتل ابن الخوئي عبد المجيد (زوج ابنة المرجع علي السيستاني) في الاسبوع الاول من احتلال بغداد.

وكان ينوي قتل (محمد باقر الحكيم) ولكن سبقه غيره اليه ، كما كان يروم ايضا قتل عبد العزيز الحكيم ومحمد تقي المدرسي فكلاهما من ضمن اهدافه كما كان يريد الاستمرار بهذا المخطط ….ولكنه توقف لاحقا بأوامر من ايران التي احتضنته بواسطة مقلده السيد كاظم الحائري واوقفت مخططه الذي سينتج عنه صراع وشق للمذهب الشيعي في عموم العراق , انشروا هذه الحقائق لعل المغشي عليهم والغافلين يفيقوا من غفلتهم ويرجعوا الى صوابهم ويعيدوا للبلد لحمته .

 كتب أبو غانم وصلاح محمود

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *