منجنيـق الحجاج ومدافع المالكي … بقلم الدكتور خالــد الســــامرائي

منجنيـق الحجاج ومدافع المالكي … بقلم الدكتور خالــد الســــامرائي
آخر تحديث:

” نتعلم من التاريخ , أن أحــدا لم يتعلم من التـــــاريخ”

” هيغـــــل “
التــــــأريخ … سجل الأيام والأحداث والوقـــــــائع . والذاكرة .. المكتوبة والمرواة / المروية , التي لاتهمل أمرا ولاتنسى شيئا . تعيد , مؤكدة ما حصل في الزمان والمكان , في ” الآن والأوان ” , فيروي الذي حصل , شاهد عيان , أو عن .. واحدة , أو أثنتــان , أو عشرات من ” العن .. عنات ” , ويبقى مدى الدقة في صدق ما جاءت به , ” العــن ” والأيـــام .. موكول الى ما يقبلــه .. العقــــل , والمنطق والضمــــــــير .
يبقى أمرا قد لايختلف فيه وعليــه كثيرا , فان واقعة حدثت , أو أمرا جرى , فلا خلاف في كونه حصــل . ولكن قد يأتي الخلاف في أوجــه اخرى . فقد ثبت أنه بالأمكان التحقق من واقعة ما , في الزمان والمكان . ولكن لايمكن أن تأتي الدقة بنفس القدر في مجال التحقق من .. لماذا وكيف .. وماذا ترتب ومدى الأثر ..؟. فهذا أمر قد لاتأتي فيه الدقة كما يجب . وفي هذا يطول الحديث , وفي الأيجاز , يمكن القول : ان التوثيق وبشكل عام , لم يكن دقيقا , لأنه كان وما يزال والى حد بعيد , هو .. ” توثيق الحاكـــــم ” . كما لم تتوفر ما يتوفر اليوم من امكانات تسهل وتحفظ عملية التوثيق . كما وان ما وصلنا لم يكن الا القليل , وحادث حرق مكتبات بغداد على زمن اجتياح هولاكو .. واحد من فواجع ما حصل في هذا المجـــــــــال . عبر التـــــــاريخ .
حادث .. حصار الكعبة المشرفة , وضربها بالمنجنيق , واجتياحها وعمل السيف في أهلها , يضل أمرا مؤكدا في حصوله , كما هي معروفة الى حد بعيد أسبابه ودواعيــــه , ولم يكن الأمر بالتأكيد له أي علاقة بـ ” الدين ” والحفاظ عليــه ونشره .. , بل هو بدافع .. دنيــوي بحت , السياسة والسلطة والكرسي .. ولفضاعة ما قام به الحجاج .. في هذه الحادثة وغيرها كثير .. جاء قول الخليفة عمر بن عبد العزيز :
“لو جاءت كل أمة بخـبيـــــثها وجئناهم بالحجاج لغلبناهـــــــم ” .
مــــاذا عن .. حجاج اليــــوم ..؟. يبدو أن التاريخ .. صدقــــا .. يعيد نفســه . وان بحالات , ولكن وان اختلفت في البعض منــه , بأختلاف الزمان والمكان , الا أنها بذات المعنى والقصـــد والدلالة . قد يكون هناك شيئ من فارق قد لايظهر واضحا للعيــان , وهي ان ما جاء في وصف ” الحجـــاج ” بــ ” الخبــث ” بثقل موازينـه . فأن اللغــة ستكون عاجزة عن ايراد وصف لما هو عليـه الحال في وصف ” حجـــاج اليــوم ” دون أن يظلـــــــــــــــــــــم ……………….. !!!!! .
الفلوجـــة .. ليست ” الكعبة المشرفة ” نعــــم .. ولكنها ” الفلوجــــــــة ـ التي ستبقى اسما خالدا في التاريخ في الشجاعة والتحدي والصمــود في المطالبـــة بالحق ” .. هي أيضا , بأهلها وذكرها ومـــــكانتها وفيها من .. ” دور الله ـ جلت قدرتـــه ” من العدد العديد , بما لايمكن أن تأتي قذيفة مدفع الا وأن تقع على أحدهـــا , كما ولايمكن الا وأن تصيب أحـــدا من ساكنيها وهــم عــــباد اللــــه الكــــرام الخيريين الميامين , بما لايجوز به أن تضرب بالمدافع , هـذا الضرب العشوائي المجنون , المركب بالحقد والضغينة , ولا لشيئ سوى أن الناس من الشجاعة والكرامة والأيمـان , وقفــوا , ليطالبـــوا بما هي حقوق مشروعة لهم . كـــفلها لهم ولغيرهم حتى ” القانـــون البائس على بؤســـــــــــــــــــــــــه ” .
فللأهــــل في الفلوجـــة ومن اتبعهـــم في الشجاعة والتحدي والصمـــود .. والأيمــــان بعدالة الخالق العــظيم , أنتم الأعلون وأنتم المنتصـــــــرون بأذن اللــــــــــــه ..” وما النصـــر الا من عنــد اللــــــــــــــه ” .
والى الذين يحاصرون .. ” الفلوجـــــــــة ” . ” دون حاجة الى وصفهـــم , فقد يعجز فيهم الوصف في بؤســه ” فلا نقــــــــول لهم الا ما جاء في محكم الآي الكــــــــــريم : ” ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمـون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصــــــــــار ” . ” سورة ابراهيم ـ 42 “

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *