منهج التطنيش عند دولة رئيس الوزراء بقلم اياد السماوي

منهج التطنيش عند دولة رئيس الوزراء بقلم اياد السماوي
آخر تحديث:

منهج التطنيش عند دولة رئيس الوزراء

اياد السماوي

في اللهجة العامية المصرية يطلقون عليه منهج ( إدّيلو ) أي إدّيلو اذنك الطرشة , والحقيقة إنّ منهج التطنيش مفيد وضروري إذا كان الهدف منه العفو عن مسيئ أو عدم الرد على كلمات نابية أو نسيان ماض أليم أو حظ عاثر , لكن عندما يكون التطنيش منهجا لسياسة عامة تتعلق بإدارة الدولة ومصالح شعبها , فتلك مسألة ينبغي التوقف عندها والبحث في أسبابها ومسبباتها .والمتابع لإدارة دولة رئيس الوزراء منذ اعتلائه رئاسة الوزارة وحتى هذه اللحظة سيجد دولته خير من طبّق هذا المنهج , فدولته قد أدار ظهره وطنّش لمعظم القضايا الهامة التي تتعلق بهيكلية بناء الدولة ومؤسساتها الديمقراطية , فها هو الدستور الذي تمّ الاتفاق على تعديله قبل التصويت عليه لم يعدّل حتى الآن ولن يعدّل , والقوانين الهامة التي تنظم عمل هذا الدستور هي الأخرى لم تشرّع حتى الآن , كقانون النفط والغاز وقانون المحكمة الاتحادية وقانون الأحزاب السياسية وغيرها من القوانين الهامة .وحتى أكون منصفا وواقعيا فدولته لا يتحمل لوحده مسؤولية هذه الاخفاقات والتطنيش عليها , بل يشاطره في هذا التطنيش كل الأحزاب والقوى السياسية التي تساهم بالحكومة والبرلمان , لكنّ التطنيش الذي ينفرد به دولة الرئيس هو التطنيش المتعلق بإدارة الملف الأمني وملف الخدمات وملف الفساد المالي والإداري الذي ينخر مؤسسات الدولة ووزاراتها , فدولة رئيس الوزراء قد قطع عهدا على نفسه ألا يستمع للاصوات المخلصة والشريفة , وكأنّ لسان حاله يقول موتوا بغيضكم واصرخوا بأعلى اصواتكم  فلن التفت إليكم ولن استمع لما تقولونه ولن أغير أحد من طاقمي الذي أعتمد عليه في رسم وتنفيذ السياسات العامة للدولة .وليس خاف على أحد قدرة دولة رئيس الوزراء على تطنيش أي قضية مهما كانت خطيرة وتمييعها أمام الرأي العام , وذلك من خلال تشكيل اللجان التحقيقية للنظر في هذه القضايا , فلم يطلع الشعب العراقي يوما على نتيجة أي من التحقيقات التي تقوم بها هذه اللجان , وعلى سبيل المثال وليس الحصر اللجنة التحقيقية التي أمر بها دولته لكشف ملابسات أجهزة كشف المتفجرات المزيّفة والتي شغلت الرأي العام العراقي ولا زالت تفاعلاتها جارية حتى هذه اللحظة , فقد تمّ اسدال الستار على هذه القضية الخطيرة التي أودت بحياة الآلاف من أبناء الشعب الأبرياء .واليوم يتعرض أبناء القومية الشبكية في الموصل إلى هجمة إرهابية شرسة تستهدف وجودهم , وحكومة دولة رئيس الوزراء تقف متفرجة على ما يتعرض له الشبك في العراق , وكأن الأمر في دولة أخرى غير الدولة العراقية , ولا أدري إن كانت هذه القضية الهامة والخطيرة ستدخل في منهج رئيس الوزراء القائم على التطنيش واللامبالاة , أم أنّ نداءات الأخوة الشبك واستغاثاتهم ستجد إذنا غير الإذن الطرشة لدولة رئيس الوزراء التي اعتدنا عليها .

 

 

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *