الـ (يوتيوب) وسيلة الشباب العراقي لكشف الفساد السياسي

الـ (يوتيوب) وسيلة الشباب العراقي لكشف الفساد السياسي
آخر تحديث:

شبكة أخبار العراق : يغصّ موقع “يوتيوب” بتسجيلات فيديو تتناول ملفات فساد في الحكومة العراقيّة. ولا تقف خلف هذه التسجيلات أي جهة سياسيّة. فهي غالباً لا تتعرّض لكتلة سياسيّة بعينها، وإنما تشخّص الخلل الموجود في بنية الدولة العراقيّة.سعدالله الخالدي هو أحد الشباب الناشطين على موقع “يوتيوب”، إذ يملك قناة تبثّ تسجيلات فيديو وبرامج تتناول الفساد في الدوائر الرسميّة. ويساعده في ذلك عمله كمصوّر صحافي لعدد من القنوات العراقيّة. والخالدي هو صاحب شركة إنتاج تلفزيوني صغيرة، تنتج برامج سياسيّة واجتماعيّة غالباً ما تكون ساخرة.وقبيل موعد الانتخابات، أعدّ الخالدي برامج عدّة للتذكير بمساوئ الحكومة السابقة، ومنها إنتاج فيلم فيديو يتضمّن أغنية “راب” تتحدّث عن الموت اليومي في العراق والظلم الذي لحق بالعراقيّين في ظلّ الفساد الحكومي.وأطلق الخالدي على برنامجه هذا اسم “+18″، مستهدفاً الفئة العمريّة التي تتجاوز 18 عاماً والتي يحقّ لها التصويت في الانتخابات. وتشكّل هذه الفئة نحو 40 في المئة من سكّان العراق.ويقول الخالدي إن “الشباب وحدهم هم الذين يعوّل عليهم في تغيير الخارطة السياسيّة القائمة، لأنه ما زال في نفوسهم أمل على الرغم من اليأس الذي يحيطنا”. ويشير الخالدي الذي تعرّض مرات عدّة للاعتقال على يد القوّات الأمنيّة، إلى أن “الوقت حان لتحترم الحكومة رعاياها.. ولا بدّ أن يحصل تغيير على المدى القريب”.إلى ذلك، يتعمّد عدد كبير من الشباب السخرية من أحزاب الإسلام السياسي عبر تحريف ملصقاتهم الدعائيّة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويبدو كثيرون منهم منحازين إلى كتل سياسيّة تضمّ مرشحين من أحزاب مدنيّة وعلمانيّة ويساريّة.وموسيقى “الراب” لم تكن تحظى بشعبيّة في العراق قبل العام 2003، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهر مغنّو “راب”. لكنهم يواجهون انتقاداً حاداً لأنهم لا يرتقون إلى فكر هذا النوع من الموسيقى التي تتحدّث في الغرب عن المهمّشين في المجتمع.بالنسبة إلى أحمد ميدو وهو مغني “راب”، “ما من منافسة مع الغرب في أغاني الراب. فالراب العربي مختلف كثيراً عن الراب الغربي”. ويقول إن “الراب الذي نغنيه في العراق يعبّر عن الحالة الصعبة التي يعيشها الشباب في العراق”. وكان ميدو قد ألّف أغنية بعنوان “دمعة وطن”، تتحدّث عن العنف وسوء الحالة الأمنيّة في العراق وموت الشباب في التفجيرات التي تعصف بالعراق.ويبدو سياق أغاني الراب مختلفاً بعض الشيء عن بقيّة الأغاني، إذ انحاز مغنّو العراق بغالبيّتهم إلى الجيش فمجّدوه بأغانيهم. وقد تبنّى الإعلام العراقي شبه الرسمي بث تلك الأغنيات بشكل مطرد على شاشة قناة “العراقيّة”.ويقول ميدو “لم يساعدني أحد في إنتاج الأغنية. وقد أنتجتها من مالي الخاص”.  يضيف “أعددت أغنية بمناسبة الانتخابات، إلا أني لم أستطع إنتاجها لأني لا أملك مبلغاً يكفيني لذلك”. ويشير إلى أن ثمّة اتجاهاً إلى كتابة أغاني سياسيّة، لكن التمويل هو ما يمنع إنتاجها وبثها.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *