الموسيقى التصويرية وتأثيراتها في ايصال الحدث

الموسيقى التصويرية وتأثيراتها في ايصال الحدث
آخر تحديث:

بغداد/شبكة أخبار العراق- اختلف الكثيرون بتعريف الموسيقى.. بعضهم وصفها بـ “غذاء الروح” وآخرون اطلقوا عليها “لغة الطبيعة” لكنهم لم يختلفوا بقولهم ان الانسان عرفها منذ قديم الزمان، مشيرين الى ان “التصويرية” منها، تزامنت مع بدايات المسرح، باستخدامها عاملا مكملا للمشاهدة، خصوصا “الأليزابيثي” في عهد شكسبير، إذ برز فيها النمط الهادئ والطبول والابواق واصوات الرعد والعاصفة.
الباحثان دوجل و وندت، اجريا دراسة بشأن تاثيرها في الجسد وكانت النتيجة، إن سماع الموسيقى المناسبة، يزيد من نشاط عضلات الجسد، ويرفع كفاءته، تضافرا مع مجموعة من بحوث اوضحت دور المعزوفات المهم؛ باعتبارها تعطي حافزاً للمخرج والممثل؛ لإبراز مهاراتهما، من خلال رسم لوحة او صورة فوتوغرافية في مخيلته، تتكون من النص والديكور والإضاءة والموسيقى، التي يتمحور حولها المنجز.انسجام،يأتي هذا متماشيا مع اراء مجموعة من فنانين أكدوا في أحاديثهم لـ “ملحق فنون”  ان مهمتها التعبير، إذ قال جبار جودي: “غالباً ماتؤازر الحدث الدرامي وتوصل الحالات والقيم الجمالية المتعددة”.فيما اوضح ستار السعداوي، انها تساعد الممثل على المسرح، في الانسجام مع الحوار، وايصال الحدث بشكل واقعي للمشاهد، مبينا انها في السينما والتلفزيون، توضع بشكل مستقل، بعيدا عن موقع التصوير، وتربط مع الصورة داخل الستوديو، وهذا من اختصاص المخرج ومصمم الاستعراضات، يتم اختيارها حسب المشهد ونوعيته وهنا الممثل لا يتعامل معها.كمالية  أكد المخرج محمد ماجد مشجل: “يتعامل معها المخرج  كاضافة كمالية لا اكثر، والدليل ان اغلبها جاهزة، اما مقدمات الأغاني فموجودة بالفعل او اجزاء من موسيقى الافلام، يستقطع ويوظفها، ونادراً ما تؤلف خصيصاً للعرض، مشيرا الى انه عندما يقدم على اخراج عمل، يختار المعزوفات التي تعكس روح الشخصية، وتكون عاملا مساعدا لايصال هذه الشخصية الى المتلقي”.عدها السينوغراف عقيل عبد علي، عنصرا مهما، يسهم في دعم الصراع، ويدخل في نسيج العرض كقوة ترفع من اداء الممثل، واختلف المختصون بشأن الموضوع، فمنهم من يقول انها من عناصر السينوغرافيا؛ لانها تدخل ضمن العرض، اما الاخر فيعترض على هذا الرأي لانه يعتبر عناصر السينوغرافيا، هي تلك التي يمكن مشاهدتها والموسيقى، تسمع، الا ان الغلبة تكون مع الرأي الاول بأنها سينوغرافيا، لانها جزء مهم من جسد العمل، وهي طاقة خفية توازي الحوار الذي لا نراه، انما نسمعه، خصوصا ان بعض المدارس الحديثة تبني عروضها على الموسيقى وهي بهذا اداة بيد المخرج والتي من خلالها يمكنه رفع مستوى الحدث، وشد المشاهد، وربطه شعوريا مع ما يحدث على الخشبة، اما بالنسبة للممثل فهي القوة التي تسانده للتعايش مع اداء الشخصية والمواقف التي يمر بها. وقالت شروق الحسن: “المشكلة الحقيقة أمام تقديم موسيقى تصويرية مناسبة لاعمالنا، تكمن في جهة الإنتاج، التي غالباً ما تتجاهل هذا الدور المهم، ومن ثم لا يتوفر لها الوقت أو العائد المادي المناسب” مؤكدة: “العمل لا يكتمل الا باختيار موسيقى صحيحة ومتناسقة مع العرض”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *