في مقالنا ليوم أمس ( لولا تواطئ ودعم حزب الحلبوسي لما تجرّأ العاني ).. كنّا قد بيّنا أنّ ما تفوّه به النائب ظافر العاني في اجتماع البرلمان العربي قبل بضعة أيام , قد جرى الاتفاق عليه والتخطيط له مسبقا بين الحلبوسي والعاني قبل سفره لحضور اجتماعات البرلمان العربي .. فمن غير الممكن ولا من المنطقي أن يكون سليل البعث محمد الحلبوسي والبعثي بامتياز ظافر العاني غير متّفقين مسبقا على هذه الكلمة .. وأنا أجزم أن ما حصل في اجتماع البرلمان العربي هو جزء من مخطط كبير وواسع تديره دوائر ومخابرات دولية وإقليمية بالتآمر مع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لتنفيذ مشروع الإقليم السنّي .. وقضية المفقودين السنّة هو المدخل والمبرّر لإقامة هذا الإقليم الذي لم أصبح هدف أمريكا وإسرائيل والسعودية والأمارات .. بل أنّي أجزم أنّ هذا المخطط الذي تقوده أمريكا وإسرائيل بدعم من السعودية والأمارات , قد جرى الاتفاق عليه مع حزب تقدّم واجهة حزب البعث المحظور .. وحزب تقدّم الذي يقوده أبن الرفيق (ريكان الحلبوسي ) العضو الاحتياط في القيادة القطرية , هو الامتداد الرسمي لحزب البعث المجرم ..
في مقالات سابقة لنا .. كنّا قد حذرنا فيها من مغبّة استمرار الحلبوسي على رأس السلطة التشريعية , وطالبنا القوى السياسية الشيعية بالعمل الجاد لتدارك هذا الاختراق الخطير لحزب البعث المحظور للعملية السياسية , وبيّنا مخاطر استمراره رئيسا لمجلس النواب العراقي حتى موعد الانتخابات القادمة على وحدة بلدنا وشعبنا .. وقلناها لعشرات المرات أنّ مشروع محمد الحلبوسي السياسي هو لفصل المحافظات الغربية وربطها بالسعودية وإسرائيل .. وكانت هنالك فرصة تاريخية لمعالجة هذا الاختراق وعزل الحلبوسي عندما تشّكلت الجبهة العراقية التي ضمّت أكثر من خمسة وثلاثين نائبا سنيا وبدعم كبير من تحالف دولة القانون .. إلا إنّنا أضعنا هذه الفرصة التاريخية كما أضعنا فرصة تشكيل الكتلة الأكبر , بسبب قصور رؤية رئيس تحالف الفتح هادي العامري الذي أنقذ الحلبوسي من الغرق .. حيث أثبت بعد ضياع هذه الفرصة التاريخية إنّه أفشل قائد سياسي شيعي .. وبسبب قيادته الفاشلة ضاع منصب مدير مكتب رئيس الوزراء لصالح عضو سابق في حزب البعث المنحل ومشمول بقانون المساءلة والعدالة .. وها هو البلد يواجه اليوم أشرس مؤامرة على وحدته يقوم بتنفيذها سليل البعث محمد الحلبوسي .. وبدوري أقول للأخ هادي العامري , لقد آن الأوان لتصحيح أخطاء قيادتك الفاشلة لتحالف الفتح والتي تسبّبت بآلام كبيرة للبلد , وباب التوّبة إلى الله مفتوحة للجميع في هذا الشهر الفضيل .. ضع يدك بيد نوري المالكي وفالح الفياض واغتنم الفرصة التي اتاحتها إساءة الحلبوسي والعاني في اجتماع البرلمان العربي .. ففرصة إقالة سليل البعث لا زالت ممكنة وقائمة لو صدقت النوايا فقط .. وما قلته يوم أمس في مقالنا أعيده عليك اليوم أيها الأخ العامري .. فتوّكل على الله واقطع رأس الأفعى قبل فوات الأوان .. اللهم إني قد بلّغت اللهم فاشهد ..