من المقصود بالخراب : الشعب , أم الدولة ؟

من المقصود بالخراب : الشعب , أم الدولة ؟
آخر تحديث:

بقلم:كريم كتاب

خرج العراق من حربه مع ايران بعد ثمان سنوات بطولها وعرضها ومآسيها وتضحياتها ودخل في حصار ثلاثة عشر عاما بجورها وضنكها وضيقها وفوضاها , لم تطرأ على مفاهيم مجتمعه غرائب او افكار دخيلة مدمرة وهدامة اعتنقها المواطن وخرب بلده بيده ولم يتاثر تماسك مجتمعه رغم ضراوة الحصار وتكالب المجتمع الدولي عليه,رغم الجوع ورغم سنوات الحروب العسكرية والاقتصادية ورغم الفقر وتجاوز الحرب الضروس التي نشبت ضده من اكثر من ثلاثين دولة اجنبية وعربية ومسلمة وجارة وبعيدة, اثبت الشعب العراقي فرادته وثباته وتبنيه لقضايا بلده بكل حزم وحب حتى اولى ثلاث سنوات من بعد اسقاط الدولة العراقية , بقي الشعب متمسكا بآخر خيوط ألفته ووحدته وعراقيته وعروبيته وهويته , ثم بدأ الفتّ بالعضد والساعد وتراخت يديه الممسكات بالوطن ووحدة المجتمع والشعب بعد ان انهالت عليه معاول الهدم وهراوات التكسير ومناجل التقطيع بافكاره وموروثاته وقيمه وثقافته بعد ان رأى المجرمون الخونة والادلاء الاذلاء انهم انما اسقطوا(باستدراج قوة دولية عظمى) دولة ومؤسسات ونظام فقط وكان هدفهم هو اسقاط الشعب في حبائلهم والانتقام منه وتمزيقه وجعل ابناؤه يتقاتلوون بينهم , وحصل الذي حصل ويحصل , اتساءل هنا , لماذا لم يتمكن (الاعداء) من العراق وهو خارج من حربه ذات (الثمان سنوات)؟ لماذا لم يتمكنوا منه وهو يرزح تحت حصار لم يذكر التاريخ الحديث مثله ببشاعته ؟ لماذا فقط عندما أتت امريكا وجرائها وعاثت في العراق وتبّرت ودمرت وخربت دخلوا اليه رافعين رايات وشعارات الجهاد واستجابة دعائهم الذي استمر خمسة وثلاثون عاما , ؟ ولماذا نجحوا في تنفيذ مخططاتهم بعد ذلك ولم ينجحوا قبل هذا الوقت؟..اعتقد ان العائق الوحيد الذي كان امامهم يمنعهم من تحقيق مآربهم وتنفيذ خطط اسيادهم هو الشعب ذاته , الشعب الذي لم يكونوا لينجحوا في التغلغل بين شرائحه دون ان يضعفوه ويسقطوا عليه قذارتهم ويفرغونه من قدراته وقوته وفاعليته في بعثرته بالطائفية اولا وافتعال الخوارق واللا معقول او معهود من تفجير مقدسات وتاليب نفوس وعواطف دينية مذهبية , وثانيا الايغال في تجهيله وتعميته وصرفه عن معرفة جبروته وقوته الرادعة المانعة , اذن , هو الشعب المعني بكل ما طرحناه آنفا , وهو الشعب المعني الان في استعادة ما سلبوه منه ليعيد الامور الى نصابها ,

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *