من ذكريات مجيد حميد..شيخ المصورين

من ذكريات مجيد حميد..شيخ المصورين
آخر تحديث:

 بغداد/ شبكة أخبار العراق-  انه اقدم مصور سينمائي لقب بشيخ المصورين ويدعى مجيد حميد “ابو صلاح” من مواليد العام 1930 ؛ جمعتني به الصدفة وهو جالس في كافيتريا المسرح الوطني يرصد حركات الفنانين ويدون لقاءاتهم فيوثقها بصور فوتوغرافية . كانت تجاعيد الزمن قد برزت على وجهه المتعوب، فتحدث مسترجعا ذكرياته :” كنت رساما بارعا في المرحلة الابتدائية واول رسوماتي كانت لشخصية جحا، اما في المتوسطة فكنت انظر الى وجوه التلاميذ بساحة المدرسة واشبههم بنجوم السينما ، فالتقط لهم الصور واجلبها باليوم التالي على شكل قطع صغيرة بسعر درهم او عشرين فلسا، بقيت على هذا الحال الى ان تخرجت من معهد الفنون الجميلة بذلك اعنت نفسي على العيش وامليت رغبتي بالتصوير”. بالاضافة لتلك الهواية عشق مجيد السينما حد الجنون، فكان متابعا جيدا لاحدث الافلام التي تعرض ذالك الوقت في السينمات على ما يقول ويضيف “ان عمي كان يدير سينما الملك غازي في حديقة الامة فأدخلها مجانا، وكانت هناك ايضا رويال سينما في الرصافي يديرها صديق والدي فأذهب لاي واحدة منهما، ما تسنى لي معرفة اسرار الفن السينمائي واللقطات المثيرة خاصة وانا امتلك الموهبة في التصوير، فأصبحت اصور داخل المحلة كافة المناسبات لكني كنت اطمح بالمزيد ففي العام 1948 عملت في استوديو محيي عارف المعروف بتلك الحقبة والواقع في ساحة الشهداء؛ فطلبت من المصور محيي عارف ان اعمل لديه لاكتسب الخبرة دون اجر فوافق الرجل، وكنت اجلس مكانه حين التحاقه للعمل بالجيش مصورا، وهو من تلقاء ذاته يعطيني درهما يوميا” وعن اول الاشياء التي اراد ابو صلاح ان يتعلمها في فن التصوير قال:” كنت ارغب بالدخول الى غرفة التحميض لاتعلم كيفية طباعة الصور وبعد شهرين من العمل المتواصل في الاستوديو المذكور انفا تعلمت اشياء مهمة لتلك المهنة التي لطالما اثارت فضولي وشغفي في ان اصبح مصورا بارعا في السينما، بعدها  ساعدني اخي علي حميد على افتتاح استوديو خاص بي باسم “استوديو عمبر” مقابل سينما ريجنت في الصالحية بذلك الوقت، اتممت فيه سنة كاملة ثم غلقته لعدم مقدرتي على تسديد مصاريفه، وتعينت كاتب طابعة في السكك الحديد وارتبطت بتصوير الملك عبد الكريم قاسم الذي كان كثير التودد الى تلك الدائرة وكان مدير السكك صالح زكي توفيق صديقا له وهو من يأمرني بذلك “. مضيفا:” تقدمت بطلب الى مدير السكك بأن تكون لدينا شعبة سينمائية داخل الدائرة وانا المسؤول عنها ومعي الفنانان خليل شوقي، وخليل الرفاعي، عملنا فيلما مدته دقيقة واحدة دعاية للسكك الحديد من تصويري واداء خليل الرفاعي، وكنت وحدي من يطبع صور الملك حينها وصورته في جميع الافتتاحات والمناسبات” اما عن اقتراب مجيد من تحقيق حلمه في ان يكون من نجوم السينما او الاخراج والتصوير قال:” خلال ثورة 14 تموز تعرفت على مصور شاب يملك كاميرا سينمائية 8 ملم وكنت حينها احمل واحدة فوتوغرافية، فتبادلت معه في الكاميرا وتمرنت على كل الطرق السينمائية، في حينها كان المخرج عبد الجبار العبيدي صديقا حميما لي وهو زميل لفاروق هلال الممثل وهما الاثنان من مدرسة الجوزي، فطلب مني العبيدي ان اصور له فيلما وكان اول فيلم صورته هو “مع الفجر” من تأليفه واخراجي، اما الثاني كان “ليالي العذاب ” من بطولة احلام وهبي ويحمل بعض اللقطات من داخل منزلها الشخصي، واخر يدعى “السلطانة” ولتصويره  الكثير من الذكريات، اذ صور هذا الفيلم في سلمان باك وخلال التصوير تعطلت بطارية الكاميرا فقمت باستبدالها بأخرى خاصة بالسيارة، واذا بها تعمل وكان علي ان اصور لقطة لمرأة تغترف الماء من الشط ، فخلعت ملابسي ونزلت بالكاميرا الى الماء وحصلت على تلك اللقطة وهذا الشيء لم يحصل حتى في هوليوود، وصورت بعدها الكثير من الافلام “. يقول مجيد انه اصبح مصورا مشهورا وتعين في التلفزيون براتب شهري مقداره ثلاثة دنانير، بالاضافة الى عمله في السكك ليلا وانه من مؤسسي السينما في تلفزيون بغداد ومعه شكوري كتوش المصور السينمائي في الجيش، وعبدالله سلمان. بعد مشوار العطاء الطويل رجع ابو صباح الى كاميرته الفوتوغرافية مثل ما بدئ بها  ليجانس لحظات الحياة بجميع صورها كي تكون مصدر رزقه، فهو لغاية اليوم يلتقط مشاهد الدنيا ويوثقها متجولا في مقهى الشابندر وبعض المناطق الشعبية في بغداد .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *