من سينتصر في العناد المالكي ام المتظاهرون؟ بقلم الدكتور احمد العامري

من سينتصر في العناد المالكي ام المتظاهرون؟ بقلم الدكتور احمد العامري
آخر تحديث:

بيروت: شبكة اخبار العراق- دخلت التظاهرات التي بدأت في محافظة الانبار وامتدات الى جميع محافظات غرب العراق اسبوعها السادس وسط اصرار كبير من قبل القائمين عليها بالمواصلة حتى تحقيق جميع المطالب ومن دون التنازل عن اي منها مع برودة قاتلة من قبل حكومة المالكي التي تتصرف وكأن الامر لا يعنيها ابدا محاولة كسب الوقت من خلال الاعلان عن خطوات خجولة لا ترقى ابدا الى مستوى الحدث الخطير الذي يمر به العراق حاليا والذي يهدف الى تقسيمه الى اقاليم ودويلات حقيرة لاحول لها ولا قوة سوى الوقوع في براثن هذه الدولة المجاورة او تلك. والشيء الثابت والاكيد ان المتظاهرين يطالبون بحقوق لهم اغتصبتها حكومة المالكي على مدار ست سنوات وزادت في ذلك بالقيام بالتعرض الى قيم ومعاني تعتبر خطا احمرا بالنسبة للعراقيين وعشائرهم العربية الاصيلة كاعتقال النساء واغتصابهن داخل السجون ومن ثم حرمان عشرات الاف من الرجال من العمل تحت حجة المسألة والعدالة وهو قرار سيء الصيت اقصى طاقات كفوءة جدا من العمل واستبدالهم باخرين فاشلين من الاحزاب السياسية والدينية التي جاءات مع الاحتلال الامريكي وبقت ممسكة بالسلطة بكل وسيلة حتى وان كانت غير شريفة وهو ما يحصل حاليا في العراق فالمهم هو البقاء في السلطة حتى وان كانت الوسيلة قذره على طريقة المبدا الميكافيلي(( الغاية تبرر الوسيلة)). لقد عاثت حكومة المالكي والاحزاب السياسية الدينية فسادا في الارض من دون مراعاة لقيم الشرف والرجولة وتعاليم الاسلام التي توصي بالعدالة واعطاء الحقوق لاصحابها حتى وان كانوا على خلاف المعتقد او الدين فكيف اذا كان المقصود بهم من الملة نفسها. لقد ادخل المالكي نفسه في ازمة لامخرج منها سوى بالتنفيذ الكامل وغير المشروط لمطالب المتظاهرين الذين يمثلون شرائح مختلفة من الشعب العراقي بعد سنوات من الصبر والتحمل الذي ربما فاق صبر الانبياء الذين اوذوا ولكن الله سبحانه وتعالى نصرهم بعد ان وعدهم بذلك.ان الغريب والذي يقابل كل هذا الصبر الجميل ان يتجاهل المالكي هذه المطالب لابل ويأمر قواته بالتصدي للمتظاهرين ويقتل اعدادا منهم بدم بارد كما حصل في الفلوجة التي كانت بمثابة خطوة حاول المالكي ان يجس بها قوة المتظاهرين ومدى استعدادهم للتحمل والمواصلة فجاء الرد سريعا لن نرحل وسنبقى حتى تنفيذ كامل المطالب وان عليك يامالكي ان ترحل انت لان الشعب دائما هو الباقي. ان التجارب القريبة والتي حول العراق فيما اطلق عليه بالربيع العربي اثبتت ان الحكام هم الذين تخلوا عن مناصبهم وبقت الشعوب على مواقفها المشروعة وان عناد البعض منهم قبل الرحيل قد الحق بالبلاد افدح الاضرار وحمل هولاء المسؤولين الافعال التي ارتكبوها والتي افضت بهم الى القضاء لكي يحاكمهم وان مايجري في العراق الان لن يخرج عن هذا السيناريو ابدا فالتظاهرات باقية وماعلى المالكي  سوى اختيار طريقا من طريقين لا ثالث لهما الاول الاستجابة الى جميع مطالب المتظاهرين غير منقوصة واما الاستعداد الى الرحيل وترك الساحة لمن هو اكفا واقدر على التعاطي مع مطالب الشعب المشروعة ومن المؤكد ان المماطلة والتسويف التي يتبعها الان المالكي ستقود الى تحقيق  الطريقين في ان واحد الخضوع للمطالب والرحيل في نفس الوقت وعندها سيعظ المالكي على اصبعه ندما وهو ما سوف يحصل حسب كل التقديرات والمعطيات.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *