نوري غافل الدليمي
قبل كم يوم كتبت منشور عن بشر تصدر عنهم اصوات حيوانات ( أجلكم الله) ، فجائتني مشاركات ومكالمات يعتقدون أن احدا تجاوز علينا أو تطاول ، فأقول لا والله، فدعوني افصح لكم عن ما أردت قوله.
في كل العالم واقصد العالم المتطور أو بلدان العالم الأول والثاني وحتى الكثير من بلدان العالم الثالث( والتي نعتبر أنفسنا في خانتها) ، أقول في أغلب الدول توجد معارضة وموالاة وحياديين، يعني في أي برلمان هناك مؤيد ومعارض ومحايد، ولكل حكومة مؤيدين ومعارضين وآخرين محايدين. فمثلا امريكا فيها حزبين رئيسين جمهوري وديمقراطي ، والحزب الذي يفوز في الانتخابات الرئاسية يشكل الحكومة بكل حرية ويصبح الكونجرس مؤيد ومعارض، يصل بينهم الصراخ والسب والشتم الى درجات ربما تفضي للاشتباك بالايادي ولكن عندما تكون المسألة تهم أمن امريكا أو مصالحها فالجميع يتناسى الخلافات ويتوحد خلف الرئيس الامريكي، أما علئ مستوى الشعب الأمريكي فهم منقسمين بين جمهوري وديمقراطي وطرف ثالث لا علاقة له بكل هذه الامور وعندما تسأله عن العراق يجيبك شنو ( what) وعندما تسأله عن خطاب الرئيس يكون الجواب ايضا شنو، همه عمله وقراءته وراحة كلبه فقط.
إلا في العراق فكل الشعب العراقي سياسيين ومحللين استراتيجيين وكل واحد رئيس وكل واحد وزير وكل واحد شيخ ، والعراق استثناء حيث لايوجد مؤيد ومعارض ومحايد، ولا حدود فاصلة،
وموضوعي هنا كيف يقبل الوزير او نائب رئيس الجمهورية ينتقد الحكومة أمام وسائل الاعلام وفي جلساته العامة والخاصة وهو جزء منها؟ كيف يقبل عضو البرلمان ان ينتقد ويسب ويشتم البرلمان امام وسائل الاعلام وهو جزء من البرلمان؟ أقول هذه ليست شجاعة ، هذه دعاية شخصية، هذه دعاية انتخابية. الشجاعة هي ان تعترض وتسب وتشتم وربما تضرب داخل اجتماع مجلس الرئاسة او مجلس الوزراء أو البرلمان.
من حقي عندما اكون معارضا ان اسب واشتم الحكومة أو البرلمان علنا وأمام وسائل الاعلام ، ولكن ليس من حقي ولا من الرجولة ان افعل ذلك وانا جزءا منها.
كيف يقبل الشخص ان يسب ويشتم وينتقد امام وسائل الاعلام وهو يتنعم من الحكومة والبرلمان وهو يأخذ راتب ومخصصات وحمايات ويسكن المنطقة الخضراء ومحمي بحمايتها؟ الشجاعة ان تعارض داخل الحكومة والبرلمان وليس امام وسائل الاعلام حتى تظهر لنا بطولاتك!!
ماجعلني اكتب منشوري السابق هو سماعي ومشاهدتي لعدد من هؤلاء ولمرات عديدة وفي مواقف مختلفة حتى صاروا ( معاميل) لقنوات تلفزيونية.فمثلا احدهم كان يدعي المقاومة والبطولة وعندما صارت المظاهرات عام ٢٠١١ تحول الى مريد لمنصة المظاهرات يلقي الخطب النارية ويوصف المالكي بشتى الاوصاف، وتاريخه يقول ان بيته كان مضيف للمحتلين الامريكان ( ويفصخ او ويفلس اللحم للقادة الامريكان)، وبعد الصراخ والشتم تراه يسكن في المنطقة الخضراء ويقضي الليل( يتعلل) عند الذي يسبه، والاخر يعيش في الخضراء( ويطكطك) بالملايين والحماية توصله وتستقبله عند باب الطائرة وتراه يسب بهذه الجهة او تلك الدولة بل يريد شن الحرب!!
اكرر يااخي ارتقوا بانفسكم اشوية والله صرتم ( مضحكة) وتصرفاتكم الشمبانزية لم تعد تنطلي على الشعب العراقي.
عام ٢٠٠٦ اتصلوا بي وطلبوني الى بغداد على اساس اصير وزير دفاع، وفي الصباح جلس اولادي وبناتي وزوجتي لتوديعي في الباب، وهم يعرفون انني كنت ضد الاحتلال الامريكي ، واذا بابنتي وكان عمرها ١٥ سنة تقول لي بالحرف الواحد( مو عيب عليك إتصير عميل للامريكان) ورفضت والله يشهد ان تسلم علي لتوديعي قائلة( روح بابا صير عميل إن شاء الله ماتصير وزير)، كلمات اقوى من الرصاص، والحمد لله رجعت لها بعد ١٠ أيام.
اروي ذلك فاقول لهؤلاء النابحين الناهقين الذين يسبون ويشتمون وهم ( دهن ودبس) مع الحكومة وجزءا منها ويتنعمون من ( فضلها) واصبحوا يمتلكون عشرات وبعضهم مئات الملايين من الدولارات.
أقول صيروا شجعان وارتقوا الى مصاف الرجولة فاما ان تكونوا معارضين حقا أو مؤيدين حقا أو محايدين لا علاقة لكم
نحن نعلم انكم يا هؤلاء القردة انكم لا تخافون الله ولا تستحوا من شعبكم لكن على الأقل اخجلوا من اولادكم.