من صاحب القرار؟

من صاحب القرار؟
آخر تحديث:

 بقلم:خالد الناهي

في البلدان الديمقراطية من يحصل على أعلى الأصوات يمنح الثقة ويشكل الحكومة، اما في البلدان التي تعيش الحكم الدكتاتوري، من يستطيع ان يقتل الرئيس، يصبح هو الرئيس، ويبايعه الشعب بالرضا او بالإكراه، ولا يوجد بين هاتين النظامين نظام اخر.

فالحكم اما ديمقراطي تنتقل من خلاله السلطة عبر صناديق الاقتراع، او دكتاتوري تنتقل به السلطة عن طريق الدم والمؤامرات

لكن ما يحصل في العراق بعد العام 2003, نظام جديد لم تشهده جميع الأنظمة السابقة او الحالية في المنطقة او العالم

فظاهره نظام ديمقراطي، هناك عملية انتخابية تجري كل أربعة سنوات , وباطنه نظام اكثر متبنياته تقوم على أساس المؤامرة والتخوين, فمن يفوز في السباق الانتخابي غير مضمون له تشكيل الحكومة وإدارة دفة الحكم, والخاسر في العملية الانتخابية من الراجح جدا, ان يتسنم اهم مفاصل الدولة, والتي تكون على تماس مباشر بأمن البلاد, ومستقبل الأجيال القادمة

لذلك نجد ان نفس الوجوه موجودة منذ أكثر من عقد من الزمن، فمن نفقده في البرلمان نجده في الوزارة، ومن لم نره في الوزارة، نجده مستشار او سفير على اقل تقدير

ان هذا النظام الذي يقوم على أساس التخوين والمؤامرة بين أكثر من طرف، لأبعاد طرف اخر، دائما ما يؤدي الى عقد صفقات مشبوهة بين المتآمرين، وهذه الصفقات على حساب الوطن والشعب، وهما الوحيدان الخاسران في هذه الصفقة

ان هذا التشابك في المصالح الحزبية , يجعل حتى المتفقين لا يثق احدهما بالأخر, لذلك لا يوجد شيء مضمون ابدا, حتى اعلان الحكومة وكثير من المتغيرات دائما تحدث في اللحظات الأخيرة عند تشكيل كل حكومة, وعند اظهار نتائج الانتخابات, فكثير من المرشحين الذين يهنؤون انفسهم بالفوز بمقعد برلماني, نتيجة لأصواتهم التي حصلوا عليها, تجدهم عند الإعلان خارج قبة البرلمان, في حين من لم يحصل على الأصوات تجده يجلس في مقدمة البرلمان.

ان عدم الاستقرار هذا بالإضافة الى التشويش الذي يحصل منذ اليوم الأول للانتخابات، وحتى تشكيل الحكومة

يدفعنا للتساؤل ، من الذي يدير الأمور في البلد؟ هل هناك ايد خفية، تستطيع ان تغير كل الأمور تجعلها بالجانب الذي ترغب؟ إذا كان الجواب نعم، وهذا لم يعد سرا، اذن لماذا نتعب الشعب ونصرف الأموال، ونعطل الدولة بحجة الانتخابات؟

اليس من الأولى ان يقولوا للشعب ان من يشكل الحكومة، هم أناس من خارج الحدود مهما كانت هذه النتيجة الانتخابية؟

ان محاولة تغير نتائج الانتخابات ما زالت مستمرة كما هي في كل مرة، لكن ما يميز هذه المرة، انها مفضوحة جدا

لذلك نعتقد هذه المرة هي الامل الوحيد للديمقراطية في العراق، اما ان تقتل دون عودة، او بعث الامل مرة أخرى بإعادة الثقة بالعملية السياسية في مجمل العملية السياسية

الامل بالزعامات الوطنية التي حصلت على أفضل النتائج، بتصحيح المسار وإخراج العراق من عنق الزجاجة.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *