من منكم يجيب على هذا السؤال؟ بقلم هايدة العامري

من منكم يجيب على هذا السؤال؟ بقلم هايدة العامري
آخر تحديث:

من منكم يجيب على هذا السؤال؟

 

هايدة العامري

حل فصل الشتاء وجائت الامطار الغزيرة وغرقت شوارعنا وتحولت بيوتنا الى بيوت مطلة على بحيرات وأنهار وحان وقت العودة للبيوت مبكرا ومتابعة التلفاز ومتابعة الفيس بوك والمواقع الالكترونية والانتخابات على الابواب والكذب   والتسقيط السياسي ومسلسل الابتزازات  والمساومات عاد للظهور في عرض جديد ولكنه مكرر والاغتيالات عادت وأستهداف الكتاب والصحفيين مستمر هذا حالنا الان والكل يتهرب من المسؤولية نحن فقط نتكلم وننظر ولانفعل شيئا وكأننا ننتظر كل هذه الاحداث لكي يسقط بعضنا البعض وكأننا نعيش كأعداء في هذا الوطن بعضنا يصف البعض بالعمالة لتلك الدولة وتلك وبعضنا يعيب على بعضنا الطريقة العبادية في الدين ويهاجمها وبعضنا يتصيد الفرص والاخطاء ليهاجم بعضنا البعض الاخر وقسم منا أصبحوا سراقا يلبسون بدلات أنيقة ويركبون سيارات  مصفحة ويقضون عطلة نهاية الاسبوع في عمان ودبي وبيروت غير مبالين بهموم هذا الشعب الذي عانى الكثير الكثير من المصائب والاهوال وسؤالي الكبير هنا هو هل نحن العراقيون الذين كنا نحب بعضنا الاخر هل هذا هو العراقي الذي يستقبل ضيفه بالكلمة المشهورة لدينا (الله بالخير) حاملا كأس الشاي مشروبنا الوطني المفضل وان كنا نستورده من الخارج مغلفا وهل هذا العراق الوطن الذي تعلمنا من أبائنا أنه وطن لايموت فيه احد من الجوع وهو وطن عاش فيه اجدادنا منذ قديم الزمان أين الروح الوطنية العراقية ولماذا ضاعت منا الروح والهوية ألم نكن نعيش سنة وشيعة ومسيح  وحتى يهود كنا نتعايش وفق عقد أجتماعي ليس مكتوبا على ورق بل كان مكتوبا في قلوبنا وعقولنا وكم شخص من الانبار تزوج من البصرة وكم شخصا من واسط تزوج فتاة من الحي والناصرية وميسان ألم يكن هناك في العمارة شارعا كاملا يسكنه ناس من سامراء  وألم تكن الشركات التجارية في البصرة يديرها أشخاص من الانبار وصلاح الدين ويعيشون فيها وتزوجوا  فيها وأنجبوا أولادا ترعرعوا فيها وألم يخدم العراقيون سوية في الجيش وكان أبن الرطبة يخدم في البصرة والفاو وأبن العمارة يخدم في منطقة بنجوين ومنطقة مكر النعام ان كنتم سمعتم بها وألم تكن العوائل العراقية تقضي وقتها في بارك السعدون وكسلة العيد في سلمان باك والم تكن العوائل العراقية تذهب الى المسارح ودور السينما مساء بعد الساعة التاسعة وبعدها تذهب لتأكل همبركر من أبو يونان  وألم كنا نختلف حول من يشجع الشرطة والطلبة والجوية والزوراء ولكننا كنا نقف متوحدين وبقلب وعقل واحد خلف منتخبنا الوطني أين ذهب كل هذا وأين أصبح ولماذا أختفى؟قد لايرضي البعض القول بأن السبب الرئيسي لفقدان كل الذي ذكرته هو صدام حسين الذي ألهانا بحروب لاطائل منها وأدخلنا في أمور لولم تحصل لكنا الان في وضع غير الذي نعيشه ولكن الخطأ الاكبر الذي ارتكبه هو أنه لم يبقي شخصية لها مواصفات وتمتلك كاريزما القيادة أو على الاقل تمتلك مواصفات السياسي الناجح لانه لم يكن يريد منا أن نرى غيره القائد الفذ الضرورة وكأنه خالد في الحياة وكنا نحن ساكتون عنه برغبتنا أو خوفا منه ولو لم يأتي الاميركان لاحتلال العراق لكان الشعب العراقي بعد خمسين سنة من الان يخرج مرحبا هاتفا (هلا هلا بأبن حلا)  ولكن ومليون ولكن هل تغير حالنا وهل سرنا نحو طريق التصحيح والبناء لالالالالا أقولها بملء الفم لاننا خضعنا  ولاأستثني أحدا لاجندات الدول الاقليمية ومخططاتها وكأننا كنا تابعين سابقا لهذه الدول وعرفنا الطائفية وأصبح السني يلقب الشيعي ومع الاسف الشديد بالصفوي والشيعي يلقب السني بالوهابي وأصبح أشخاصا سفلة مجرمين قتلة لاتعرف قلوبهم رحمة أبطالا بنظر البعض مثل أبو مصعب الزرقاوي وأصبح بعض من يسب الصحابة وزوجات رسول الرحمة النبي محمد (صلى الله عليه واله) مثل النكرة ثائر الدراجي وأتباعه مثلا يقاس عليه الشيعة وأصبح رؤساء الاحزاب أمراء للطوائف عندنا سواء كانوا شيعة أو سنة وعندما يواجهون مشكلة ما يهربون منها الى طوائفهم وهناك أمثال كثيرة في هذا المجال وأصبح الفساد يعم البلاد وأصبح النكرات يتكلمون بالملايين من الدولارات بسبب قربهم من ذاك الحزب وهذه المنظمة أو ذلك التيار السياسي وأصبح الاغلبية يتسابقون لنهب الموازنة والبلد وعندما يتكلم معهم أحد يجيبك بالاجابة المعروفة ولماذا تحاسبني ولاتحاسب الشخص الفلاني من الطائفة الاخرى وعرفنا نوابا نحن من انتخبناهم والبعض الاخر فرضه علينا رؤساء الكتل أو أمراء الطوائف يسرقوننا علنا ولايعيرون اهتماما لنا الا حين أقتراب الموسم الانتخابي بل ونجد بعضهم من الذين يقال أنهم أعضاء في لجنة النزاهة المفترض بها أن تكون الجهة الرقابية التي لاغبار عليها يقومون بأبتزاز رجال الاعمال والوزراء ووكلاء الوزارات وتجد أرصدتهم في البنوك خارج العراق مليئة بالاموال وتجد الشقق الفاخرة في دبي والفلل في لبنان وعمان  أغلبها مسجلة بأسماء أخوتهم أو اصهارهم لانهم يعرفون أصول اللعبة جيدا ولايسجلون شيئا بأسمائهم خوفا من أفتضاح امرهم أو بالاحرى خوفا من أن يقوم أشخاص أخرون بأبتزازهم وهم أصلا مبتزين ويأتيك شخص ويقول لماذا فشلنا؟فشلنا لاننا هربنا من روح المواطنة الى روح الطائفة والتفرقة ولاننا نسينا مخافة الله أو بعبارة أدق أننا ضعيفي الايمان بالله ورسوله وبتعاليم الاسلام ذلك الدين القيم ولكن مالحل لكل ماذكرت؟الحل هو أن نهب هبة واحدة ونستغل فرصة الانتخابات ونغير واقعنا الذي نعيشه لاننا لانمتلك فرصة للتغيير الا بالانتخابات  وصندوق الاقتراع وأن لاننتخب الفاسدون والفاشلون والسراق والذين جربناهم ففشلوا الحل يكمن في أن نجعل السياسي يخاف منا ويتملق لنا لاان نخاف منه ونتملق له لانه يعلم علم اليقين أننا لن ننتخبه مرة أخرى  ويجب أن لانكرر نفس التجربة الماضية حين انتخبنا مجلسا للنواب فاشلا لايستطيع أن يفعل شيئا لنا ورئيسه يكتفي بالتصريحات ولايستطيع أستدعاء أمر فوج لمحاسبته ويمنع أستجواب النواب المتهمين بالارهاب ويمنع أستجواب الوزير الفاسد والفاشل وأؤكد هنا ان السلطة التنفيذية ممثلة برئيسها السيد المالكي لووجدت مجلس نواب قوي ومتراص وموحد القوى  لما فشلت ولفكر الوزير مئة مرة قبل ان يفكر في سرقتنا ونحن نبتسم له ولنغير مفاهيمنا المريضة التي أصبنا بها خلال العشرة سنوات الماضية ولننتقل الى روح المواطنة ولنستغل الانتخابات لنبدأ بداية جديدة كمواطنيين وكسياسيين وكلنا عراقيين لنضع   طريقنا على طريق الخلاص وننسى مافات  ونبدأ بداية جدية ونتحلى بروح التسامح التي يتحلى بها ديننا ورسولنا وال بيته عليهم السلام وليذهب السني الى المسجد وليذهب الشيعي الى الحسينية ولكن لاتنسوا هويتكم الوطنية العراقية ولتكن هذه الانتخابات  نهاية عقد من السنين وبداية عقد جديد من السنين لاننا مللنا من كوننا حقل تجارب للسراق والفاشلين والطبالة والعازفين والله عليكم لاتسبوني لانني أحب العراق والعراقيين وحمى الله العراق والعراقيين جميعا .

[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *