فواز الفواز
يعتقد البعض من اصحاب العقول القديمة ( كلاسيكية التفكير العسكري) بأن خير وسيلة للدفاع هو أظهار علامات الهجوم أو الهجوم ، وعليه نراهم كلما أشتد عليهم الضغط بادروا في اظهار علامات الهجوم والتوغل والتهديد ، وهذا مانراه في القيادة الإيرانية من فعل على الأرض،إذ تشير المعلومات عن وصول 4000 مقاتل إيراني ( حرس ثوري ) إلى العراق للبدء باستعراض عضلات في غرب العراق ( قاطع الأنبار ) في إشارة لأميركا تقول لهم “أننا جاهزون للقتال عندما يتعلق الأمر بحرمة المراقد المقدسة ” وبالتأكيد في حسابات العمل الحربي والتوسع الامتدادي لا قيمة لعاطفة ومرقد وأمام وشخوص ، لكن هي وسيلة ناجعة لشحذ العواطف والتي اخطرها هي العواطف الدينية والمذهبية فكلما ارادت حكومة اثارة قوم ما كلما وجهت صوب كلماتها باتجاه الدين والمذهب وهي تجارة رابحة في كل مكان وزمان ،وإيران بارعة في شحن العواطف .
اميركا لم تبدي أي انزعاج مطلقا ،بالعكس أنها رحبت بالفكرة بطريقة الصمت المطبق وايران فهمت أن أميركا خائفة من هذا العدد مع العدة الذي وصل قسم منه إلى حدود محافظة الأنبار، في حين أن اميركا تراقب عن بعد (قمري) كل تحركات القوة القادمة وحتى نوع السكائر التي يدخنها مسؤول القوة وكم سيكارة في اليوم يدخن وماذا يقول لزوجته في نهاية الليل .
اميركا تحتاج لإكمال ما تريد وهو توريط إيران بالدخول بأكبر عدد ممكن من الحرس الثوري لتجعلهم ( مصيدة ) لداعش ، وكلما تورطت إيران في دول عربية كلما ضعفت إيران داخلياً وهذا ما ترنو إليه اميركا لإكمال مخططها الذي سينطلق من الكويت والبصرة باتجاه الاحواز عندما تحين ساعة الصفر التي لم تكن بعيدة أبدا ومع نهاية الأسد قريبا .
الموضوع البسيط الذي لم تفهمه إيران لحد الآن أن اميركا لحد الآن لم تسمح للجيش العراقي ولا للحشد ولا حتى للعشائر بالهجوم على الأنبار فكيف تسمح للحرس الثوري بالهجوم على الأنبار، ولم تفهم إيران تصريحات القادة في القيادة العسكرية الأميركية بأن حربهم ضد داعش ستستمر لسنوات فكيف ستسمح لإيران من طرد داعش من العراق وسوريا .
الأكثر غرابة هو سكوت اميركا وعدم تصريحهم ولو بنصف خبر عن دخول قوات إيرانية للعراق ، وهذه الغرابة في أفعال اميركا تقول لنا ” انها تريدهم يدخلون ” ودخولهم يعني زيادة في توغلهم بالوحل الأنباري في العراق ( كما هو الوحل السوري ) لضمان كسرهم بعد أن تساعد داعش عن بعد كما قد خططت ، فمعركة الأنبار هي معركة وقتها خاص بالاميركيين وفوز داعش مضمون ضد كل قوة غير اميركية ، لكن يبدو أن التخبط في الحساب جعل فهم الجغرافية صعبا على إيران وعلى الحكومة العراقية التي يبدو أنها ” لا حول ولا قوة ” فهي لا تستطيع منع إيران ولا توجيه اسئلة لأميركا .
النقطة المهمة التي لا يريد المسلمون معرفتها عن اميركا ( المسلمون أقصد عرب وغير عرب ) هو أن أميركا تختلف بردود الفعل عن العالم فهي تتعامل بدم بارد جدأ عندما تخطط لإستدراج الهدف ومهما كان هذا الهدف خبير في قراءة العقل الإنساني سوف يفشل في قراءة ظاهر افعال اميركا لهذا نرى كلا من وقف ضد اميركا فشل وفي الأخير حقق لهم ما يريدون وها هم اليابانيون والألمان والعرب يدفعون ثمن خسارتهم لعقود خلت .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص : مصير القطعات القادمة من إيران يذهب باتجاهين اما العودة دون اشتراك او الخسائر الجسيمة دون أن تطلق اميركا عليهم رصاصة واحدة ( ولسان حالها يقول ) الدولة الإسلامية لها امكانيات في القتال نادرا ما شاهدنا مثلهم جيش ، في حين أن قوة داعش هي من قوة اميركا ولكن عن (بعد).