أيها الناس حين كنتُ أقول لكم عبر كلّ همسة و مقال و بيان و محاضرة بأنّ العراق و لأسباب تأريخية وديموغرافية؛ لا يستقيم إلا إذا ما أعلنت المرجعية ملامح ألحكومة الأسلامية و مواصفات و تحديد الحاكم العادل الذي يستحق منصب الرئاسة باسم الأسلام للحكم على العباد و البلاد طبق منهج سيد العدالة الكونية الأمام عليّ(ع):
لكن الكثيرين قالوا جهلاً أو تجاهلاً: بأن ّ(الفيلسوف الكونيّ) ضدّ مرجعيّة الدِّين!
و الآن و بعد تصريحات عديدة من مراجع النجف و قم و غيرها؛ بشأن وجوب تصدي الأنسان الصالح لقيادة و رئاسة حكومة الأمة بكونها من مهام المرجعية لتشخيصها وتحديدها؛ فهل بعد هذا تعتقدون بأنيّ كنتُ ضدّ المرجعية الدِّينية الحقيقية أم معها بآلقلب وآلصميم و قبل جميع الناس؟
خصوصا بعد إنكشاف الأمور وإعتراف مراجع النجف(1) بتلك آلحقيقة التي طالما ناديتُ بها منذ نصف قرن وقبل الجميع؟
لقد حان الوقت الآن أيها الناس لتُعلنوا توبتكم بحقّ فلسفتنا الكونية التي ما قالت شيئا إلا و أثبت الزمن مصداقيته و لو بعد مرور الأجيال وإعلان إعترافاكم بقيمومتنا على الفكر و الأمانة الكونيّة التي طالما نكثتموها بجهلكم وأميّتكم الفكرية و إتكالكم على النفس و الأفكار الحزبية الضّيقة ولقمة الحرام بعيداً عن العقل الباطن و حتى الظاهرّ .. لقد كنتُ حقاً على حقّ .. و لم أكن ضدّ المرجعيّة .. بل أنتم من عادى المرجعيّة الحقيقية بنفاقكم و خبثكم و تحزّباتكم؟
أما الناس الجهلاء عموماً و الحركات الجاهلية الأسلامية و الوطنية و القومية العراقية خصوصا كانت في قمّة الجّهل و الأمية الفكرية يوم حَييّتْ المرجعيّة على فتواها بكونها (تقف على مسافة واحدة من الجميع)؟ و سبب ذاك الترحيب كان واضحا وهو: جعلهم أحراراً ليسرحوا و يمرحوا حيثما شاؤوا كي يفسدوا و يسرقوا بلا حسيب و رقيب .. و كان ما كان للأسف! !
بينما كنتُ سبّاقاً حين وضعت النقاط على الحروف قبل 15 عاماً بعد ما كنتُ لنصف قرن أنادي و أُبيّن و أُنبّه الناس إلى هذه القضية المحورية المصيرية؛ و لكنهم و الأحزاب كانوا يقولون؛ أنت ضدّ المرجعية, لأنها ألأعلم و هم يقصدون غير ذلك!
طيّب ما فائدة (الأعلمية) إذا كانت المرجعيّة لا يهمّها أمور وأقتصاد ومستقبل الناس والحكومة ومن يتصدى لها .. خصوصاً إذا كانوا فاسدين ويسرقون حقوق الفقراء وكما فعل صدام و من قبله ثمّ علان و فلان و فلتان من بعد حتى يومنا هذا؟
هل أنتم أم المرجعية .. تملك الشجاعة الكافية للأعتراف الآن بهذه المحنة الكونية؟
ثم من يتحمل تبعات كل هذا الدمار والفساد الذي وقع خصوصا بعد إعلانها للناس بأنها تقف على مسافة واحدة من الجميع؟
و الآن و بعد خراب البلاد والعباد و إنتفاضة الشعب و ثورته العارمة؛ من يتحمل الوزر الأكبر لهذا الدّمار بسبب (الفاسدين) الذين وقفت المرجعية منهم و من (الصالحين) على مسافة واحدة؟
هذه مسألة مصيرية واحدة من مئات المسائل المصيرية التي نبّهتكم عليها وأشرت لها منذ نصف قرن .. يوم كان الجميع يغطّون في نوم عميق إمتدّ بهم للأسف إلى يومنا هذا بسبب الجهل و الامية الفكرية والأتكالية و لقمة الحرام(2) ..
و ما زال هناك متسع لتغيير الحال و ذللك بإعلان المرجعية عن تشكيل حكومة إنقاذ بقيادة من تثق بهم, و الشعب و الحشد و الناس حتى خارج العراق سيعلنون دعمهم و مؤآزرتهم و كما حدث في مسألة الفتوى ضد داعش.