آخر تحديث:
بقلم:علي الكاش
كتب الأستاذ عبد الكاظم العبودي مقالا رصينا ومهما بعنوان (عفن السمك وموتها بسموم إيران، والسلطة الحاكمة في العراق يبدأ من رأسها)، سلط بها الضوء الكافي لتوضيح هذه المشكلة وإبعادها الإقتصادية والسياسية، وفك ألغاز ما جرى، حيث فقد العراق أحد اسس الأمن الغذائي، بفقدان ثروة سمكية ساعدت العراق على تجاوز مشكلة اللحوم، والأسماك المستوردة من دول الجوار، علاوة على خسائرة المليارات من الدنانير العراقية، وهدم أسر كاملة كانت تعتاش على تربية الأسماك، الضرر غير معقول وفوق التوقعات، فمشاهدة الأفلام والصور عن الأسماك النافقة التي تقدر بعدة ملايين يستدعي إعلان حالة الطواريء وليس التبريرات السخيفة التي أدلت بها وزارة الزراعة وبعض المسؤولين العراقيين، ومنها إنخفاض مستوى المياه، علما ان نسبة المياه هي أفضل من السنوات السابقة بسبب الأمطار الكثيفة بإعتراف وزارة الموارد المائية، ومن المبرررات غير المنطقية إرتفاع نسبة الملوحة، والحقيقة لا علاقة للمأساة بملوحة المياه لأنه حتى الأسماك التي تعيش في المياه المالحة نفقت. ومنها وباء مجهول فتك بالأسماك، فما هو هذا الوباء هل هو جنون السمك؟ وأغربها التنافس الشديد بين مربي الأسماك مما دفع البعض منهم الى تسميم المياه، لأن السمك النافق تجاوز محافظة بابل الى عدة محافظات منها الأنبار، مما يعني استتبعاد هذا التبرير السخيف، ولكن من جهة أخرى يعتبر هذا الإعلان إعتراف بأن الحادث ليس عرضيا ، بل هناك أيادي خفية تقف وراء تدمير هذه الثروة الكبيرة.
لوعدنا قليلا الى الوراء واستذكرنا التالي، سنقترب كثيرا من الحقيقة:
-
قيام الميليشات العراقية التابعة الى ايران بحرق البساتين في محافظات وديالى والبصرة وأطراف بغداد علاوة على تجريف البسانين في الطارمية والمحمودية واليوسفية والدورة وغيرها من مناطق أهل السنة حصرا، لضمان إستيراد الخضروات والفواكه من ايران.
-
منع إعادة تعمير المعامل المتوقفة من قبل الحكومات الشيعية والميليشيات الايرانية مثل معمل السكر في العمارة وكذلك معمل الورق، ومعامل الألبان والمربيات في كربلاء والجلود والخياطة والمئات غيرها، ليبقى العراق مستوردا للسلع البديلة القادمة من ايران.
-
تدمير وسرقة المعدات الثقيلة من المصافي العراقية ومنها مصفى بيجي حيث قام حزب الله وقوات بدر وجيش المهدي بتفكيك المصفى ونقله المعدات عبر كردستان العراق الى إيران، بصمت من الحكومة الإتحادية وحكومة الإقليم ومحافظ صلاح الدين، ليبقى العراق مستوردا للمشتقات النفطية من ايران.
-
الفساد الذي شاب عقود وزاة الكهرباء، والتعاقد مع شركات وهمية، والتلكؤ في تنفيذ جميع العقود المبرمة مع الشركات الأجنبية، علاوة على إستيراد مولدات ضخمة وعدم تشغيلها لحد الآن، كان الغرض منه إستمرار إستيراد الكهرباء من إيران وبمبلغ (مليار) دولار سنويا، بمعنى ان الضغط الإيراني هو الذي يقف وراء هذا الفساد الحكومي في وزارة الكهرباء.
-
الفساد في وزارة النفط سيما خلال فترة إستيزار حسين الشهرستاني (ايراني الجنسية، وحصل على الجنسية البريطانية) ، وعادل عبد المهدي الشيعي والموالي للنظام الإيراني، وكان الغرض من ذلك عدم تطوير الصناعات النفطية والغازية، أي إستمرار إستيراد الغاز من ايران، الذي يُحرق ويضيع هدرا في آبار النفط العراقية، علاوة على تصدير النفط الخام الى ايران بسعر زهيد، واستيراد المشتقات النفطية من ايران بمليارات الدولارات سنويا.
-
التلكوء في تعمير معمل أدوية سامراء، وإهماله بشكل متعمد، وسيطرة ميليشيا الحشد الشعبي على سامراء، والضعظ على إدارة المعمل لإبقائه هامشيا ينتج بعض الأدوية البسيطة مما لا يسد حاجة 1% من السوق العراقية، والغرض هو إستيراد الأدوية الإيرانية، وهذا ما يقال عن الأغذية المعبأة، مع إن أكثر الأدوية والأطعمة المستوردة من ايران منتهية الصلاحية أو فاسدة.
-
سيطرة الميليشيات الموالية لإيران على المنافذ البحرية في البصرة، والمطارات والمنافذ البرية بين العراق وإيران لتسهيل دخول البضائع الإيرانية، وعرقلة دخول البضائع المستوردة من مناشيء أخرى، مما يعرضها بعض الأحيان الى التلف. لذا فأن نظام الملالي حريص أن تكون وزارة النقل من حصة الشيعة لتمرير أسلحته وبضاعته الرديئة علاوة على المخدرات.
-
تدمير سلة العراق الغذائية الموصل وأخواتها ديالى وصلاح الدين، ففقد العراق الركن الرئيس لحفظ أمنه الغذائي، ولو لاحظنا مستوى التدمير في الموصل، سنجد ان الأمر يتجاوز التحرير، لا يوجد تحرير بهذه الطريقة والعنف المتعمد منذ الحرب العالمية الثانية، فقد كان التدمير مقصودا، وما دمرته قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي والقوات الإيرانية في الموصل تجازو مئات الأضعاف ما دمره تنظيم داعش الإرهابي.
-
عندما تفكر دولة ما في عملية عدائية ضد دولة أخرى، فمن الذكاء المخابراتي أن تموه عن العمليه، وتكون الأبعد عن الشبهات، فالعراق لا يستورد السمك من إيران، لذا فهي تتوقع ان لا تطالها الشبهات، سيما إن لها سوابق في هذا الأمر، لذا فقد لجأت الى طريقة ذكية وهي تدمير قطاع لا علاقة لها به لإبعاد الشبهة عن نفسها.