موسم الهجرة الى “تكريت”

موسم الهجرة الى “تكريت”
آخر تحديث:

   حمزة مصطفى 

على طريقة “صورني وانا ما ادري” سيئة الصيت يستعيد سياسيون ومسؤولون بارزون عندنا القصة نفسها لكن بطريقة اخرى وهي “ودونه للجبهة انصور”. ومع ان امر تلك الحملة تم فضحه من قبل وسائل ووسائط الاعلام بحيث تحولت صور اؤلئك المسؤولين وهم يتجولون في اوساط الناس بطريقة استعراضية مكشوفة الى “مسخرة وطنية” بدلا من ان تكون مهمة وطنية. فهي اقرب الى الاعلانات المدفوعة الثمن منها الى الواجب الرسمي. اليوم المشهد يتكرر لكن باسلوب اكثر فضائحية. مسؤولون كبار ولوا وجوههم شطر تكريت بهدف اثبات وجودهم على ارض المعركة. لو كان الهدف من الذهاب الى الجبهة المشاركة في القتال على طريقة الحاجين قاسم سليماني وهادي العامري فهذا امر جيد ولا غبار عليه. لكن ان تتم العملية بالطريقة الاستعراضية نفسها ايام فيضانات الامطار فان ذلك لايعني سوى شئ واحد وهو عدم اكتراث بالتضحيات الجسيمة التي يسطرها المقاتلون هناك من كل الاطراف والاطياف والتوجهات والفئات.    

المعركة في تكريت واضحة المعالم والرؤى والاهداف. الفرز فيها واضح ايضا لايحتاج الى اعادة فرز بين صورة نيكيتف او بوزيتف او حتى فوتوشوب. والمعارك عبر التاريخ هي ليست فقط جيشين  يتقابلان ويتقاتلان. بل هي خطط واستراتيجيات وتعبئة مادية وبشرية واعلامية بالاضافة الى ما يحتاجه المقاتل من ماء وغذاء وتجهيزات مختلفة.

كل هذه الامور تتطلب وجود قيادات سياسية وعسكرية تكمن مهمتها في تامين كل هذه المفردات التي يعتمد سير المعارك عليها بدرجة لاتقل عن الاستبسال في ساحات القتال. وفي حال لم يتم تامينها بالكامل فان سير المعارك سيتغير. انطلاقا من هذه القضية بالغة الضرورة بالذات فان قيام بعض كبار المسؤولين التوجه الى  الجبهة لساعات لمجرد التصوير يعني ان هذا المسؤول واحد من اثنين. اما انه يكون قد ادى واجبه بالكامل من خلال مسؤوليته في الحكومة او البرلمان ولم يعد امامه سوى الذهاب الى ارض المعركة للاطلاع والاطمئنان  وفي هذه الحالة لايحتاج الامر الى التقاط صور تذكارية مالم ترتبط بما هو رسمي يستدعيه سير المعارك. او ان هذا المسؤول “كاضيها خدة وخدر” ببغداد ولايعرف عن سير المعارك في بلاده اكثر مما تبثه الفضائيات الوطنية منها والمغرضة. وبالمقارنة بين اصحاب حملة “صورني واني ما ادري” ايام الفيضانات وصخرة عبعوب وبين “ودونه للحبهة انصور” والتي استبسل فيها عدد كبير من مسؤولينا رفيعي المستوى من درجة “حجي” فما فوق وبين مايقوم به الجنرال  قاسم سليماني (بالمناسبة هو حجي مثلهم) فان الرجل سواء اتفقنا ام اختلفنا على وجوده في العراق  فهو موجود ليس لالتقاط الصور التذكارية. بينما الامر مختلف مع  كبار مسؤولينا ممن يفترض فيهم تامين كل نواقص الحرب ناهيك عن مسؤولية عدد كبير منهم في ضياع الموصل وصلاح الدين والانبار بل وتمدد داعش حيث يجدون ان مهمتهم الوحيدة اليوم تكمن في التوجه الى الجبهة وتوثيق مشاركتهم الرمزية بالتقاط صورة  فقط. نتمنى في المرة القادمة ان تقترب الكاميرا منهم اكثر حيث من المحتمل ان يكون احد منهم يحتاج ان ..” يسلم على اهله”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *