موقف أوباما الأسود من العراق الأسمر..؟! بقلم د. أحمد النايف

موقف أوباما الأسود من العراق الأسمر..؟! بقلم د. أحمد النايف
آخر تحديث:

تبدو الرؤية مختلفة تماماً من واشنطن، وشؤون العالم أصغر أو أكبر، بحسب أهميتها قربها أو بعدها من مشروع نظام دولي جديد سيكتمل في تشكيله وحدوده وصيغته على أعتاب العراق ومعركة “أنباره” التي ستحدد هويته، هل ستبقى عربية، أم ستندثر فتصبح فارسية، في حال إندحرت قواه الثورية التي تقاتل حفاظاً على المقدسات تتقدمها الإنتماء وتلك الهوية العربية.

على خارطة النظام الجديد تتكشف النوايا التي تتجاوز السيطرة على النفط، فهناك وراثة المصالح الإستعمارية لكل المستعمرين القدامى والمستجدين من إنكلَترا وفرنسا إلى روسيا المتهاوية المترددة الخائفة العائدة، وكأنها الحلم المنشود، الذي يراود أصحاب القرار في “إدارة أوباما” بفريقيها المتناوبين: الجمهوريين والديمقراطيين. وتفضل أميركا، حتى لا تغوص في المشكلات فتستنفدها، أن تنتقي من المصالح الإستعمارية لسلطتها العالمية الجديدة، ما خف حمله وغلا ثمنه، تماماً كما اللص الذكي لا يحمل العفش الثقيل بل المال والمجوهرات. ما خف حمله وغلا ثمنه اليوم، كما في الأمس، هو الموارد الأساسية التي ظلت عبر التاريخ المحرك الأول للإستعمار، وتتبدل تلك الموارد بتبدل حاجات الحضارة والآلة الصناعية وشروطها، ومع الموارد عقد المواصلات وطرقها القارية. و(الأنبار) من أهم وأكثر تلك العقد عصياناً.
أما وضعت أميركا يدها على النفط، وبعدها على الأرض والسماء والمياه العربية والشرق أوسطية، فلماذا تريد أن تعيد صياغة ما هو مُصاغ على قدر مصالحها.. وذلك لأنها ترى الأُمور من منظور آخر. صحيح أن مصالحها مستقرة ويدها تمسك بكل شيء، وتحرك كل شيء، ولكن من يظن بقاء الحال على ما هو عليه..؟
هي تنظر إلى أن ثمة أكثر من بلد أصبح حاكمه المطلق بحكم المنتهي سياسياً أو صحياً، ولابد من إعادة نظر وترتيب لما هو قادم وأسوء، حتى لا تفاجأ السياسية الأميركية بما لا ترغب ولا تتكرر تجارب سابقة، تتوقع حدوثها في عدة بلدان عربية أهمها “العراق” ومحيطه “الهاشمي” و”الخليجي”، ويهدد التغيير غير المحسوب فيها بنسف كل السياسة الأميركية في البلد المعني أولاً، والمنطقة ثانياً، ولأهمية تلك البلدان جغرافياً وبشرياً واقتصادياً، فإن دور واشنطن هو ضبط إيقاع التغيير، أو ربما فرضه والتحريض عليه. لا تريد واشنطن أن تقف متفرجة على ما يحدث دون أن تضع له خاتمة وترسم مراحل ما بعده. ولقد تفرض تلك الخاتمة تبديلاً يتجاوز الأشخاص إلى الجغرافياً. الحلم أو الواقع الأميركي بوجود “أوباما” حالياً هو أن ترى الشرق الأوسط وقد أُعيد تركيبه على ضوء النصر الأميركي في حرب وقعت ولم تقع (تراجع أوباما عن ضرب سورية) نموذجاً. حرب إنتصرت فيها أميركا وتريد أن تقطف ثمار نصرها وحدها ودون شريك أو شركاء أساسيين. على أية حال ثمة تغيير ما، في العراق وجواره، وسباق ما بين ما تريد أميركا وما قد يلد الإحتقان.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *