بغداد/شبكة اخبار العراق- منذ ان بدأت ايران ببرنامجها النووي قبل سنوات وهي تطمح للوصول الى مصاف الدول الكبرى في هذا المجال ليس فقط في امتلاك التكنولوجيا النووية في الجانب السلمي وانما ايضاً وسيلة ردع لمن يحاول الاعتداء عليها او على مصالحها التي تشعبت وامتدت ليس فقط في المنطقة وانما في دول اخرى بعيدة.فالتفاؤل بدأ من الجانب الامريكي الراعي الدولي الاساسي لهذه اللقاءات والاجتماعات التي نتج عنها الاتفاق من خلال تصريح الرئيس الامريكي باراك اوباما فور التوقيع على المبادئ الاولية للاتفاق بوصفه الاتفاق بانه صفقة تاريخية ومسألة جيدة لأمن الولايات المتحدة وباقي دول العالم”. وقال اوباما في كلمة من البيت الابيض بعد اعلان الاتفاق : ان الاتفاق مع ايران “لا يستند على الثقة” وانما على “تحقق قل نظيره” معتبرا اياه “الافضل حتى الآن” واعتبره وسيلة ستقطع كل المسارات التي قد تأخذها طهران للحصول على سلاح نووي مؤكدا ان أي اتفاق نهائي يشمل تدابير صارمة للتحقق من التزام ايران. ومضى الرئيس الامريكي بتسطير مزايا الاتفاق النووي مع ايران وقال انه افضل بكثير من حرب أخرى في الشرق الأوسط مذكرا ان العلاقات بين واشنطن وطهران لا تزال متوترة ملفتا الى ان “العقوبات وحدها لا يمكن أن توقف البرنامج النووي الإيراني، لكنها ساعدت على جلب إيران إلى طاولة المفاوضات”. وحذر اوباما من مغبة افشال المحادثات مع ايران للتوصل الى صفقة نهائية معتبرا انه في حال رفضت الولايات المتحدة دخول المفاوضات مع ايران ستلام على انها السبب وراء “انهيار الدبلوماسية”. واشار الى انه سيجتمع قريبا مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي في كامب ديفيد لمناقشة الاوضاع في الشرق الاوسط مؤكدا التزام بلاده في حماية دول الخليج من اي تهديد اجنبي.وجاء التفاؤل عراقياً واضحاً بترحيب وزارة الخارجية بالاتفاق الذي تم التوصل اليه بين ايران ومجموعة / 5+1/ بشأن برنامج ايران النووي .واكد وزير الخارجية ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحفي بمبنى وزارة الخارجية ببغداد بمناسبة اختتام اعمال مؤتمر السفراء الرابع:” ان الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5/ +1 / سيزيل بؤرة التوتر من المنطقة . واضاف :” ان عدم التوصل الى اتفاق كان من شأنه ان يؤدي الى المزيد من المشاكل والتوترات ، المنطقة في غنى عنها “.واوضح :” ان الاتفاق النووي من شأنه ان يكون عاملا لحل جملة من المشاكل التي تواجهها دول المنطقة ، لتتركز الجهود الدولية من اجل محاربة الارهاب والتطرف “، مؤكدا :” ان سياسة العراق تعتمد عدم التدخل في شؤون الدول الاخرى وضرورة اعتماد اسلوب الحوار في سبيل حل المشاكل والازمات والابتعاد عن الحروب او التدخلات العسكرية “.وجاء الترحيب العراقي باتفاق الاطار الذي جرى بين دول (5+1) و ايران حول البرنامج النووي الايراني ايضاً ببيان للحكومة اكدت فيه :” ضرورة ان تكون كل المنطقة خالية من السلاح النووي ، وان يتم رفع كل العقوبات الاقتصادية عن الشعب الايراني الجار ، اذ ان الشعب العراقي عانى في السابق من عقوبات اضرت به كثيرا.”واعرب البيان عن الامل بان يتم التوصل لاتفاق نهائي ينهي جميع الاشكالات المتعلقة بهذا الملف ، مشيرا الى :” ان الاتفاق اثبت ان تغليب لغة الحوار ستخلص الامم من المشاكل وويلات الحروب والكوارث”.فالعراق اولى من غيره بان يرحب بالاتفاق الدولي مع ايران عسى ان يكون عاملاً مساعداً لتخفيف التوترات في المنطقة والتي يربطها البعض بمصالح ايرانية اقليمية.وجاء الترحيب ايضاً ولكن بحذر من العربية السعودية عبر اتصال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس الامريكي والتعبير عن أمله في أن يتم الوصول إلى اتفاق نهائي ملزم يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.وفي الجانب المضاد كان بالتاكيد من الجانب الاسرائيلي الذي عبر فيه رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو عن قلقه من هذا الاتفاق وبانه اتفاق مدمر لاسرائيل.ومع هذه المواقف وتلك يبرز الاتفاق على انه نصر ليس فقط للمجتمع الدولي وانما لايران التي ترغب الان وباي صورة من ان يكون بداية حقيقة لرفع العقوبات المفروضة عليها من جهة وان يكون اعتراف دولي باحقيتها ببرنامج نووي.فاكد الرئيس الايراني، حسن روحاني، ان الجميع اعترفوا بأن التخصيب في ايران لا يشكل تهديدا لاي بلد، مضيفا ان حكومته ملتزمة بالمصالح الوطنية.وقال روحاني، في خطاب متلفز، تعليقا على اتفاق لوزان:” ان هذا اليوم سيبقى في الذاكرة التاريخية للشعب الايراني، وهو يوم الاعراب عن الشكر والتقدير للشعب الايراني “.واضاف انه :” بناء على هذا الاطار، سيتم إلغاء الحظر المفروض على ايران في القطاع المالي والاقتصادي والمصرفي، في نفس يوم تنفيذ الاتفاق، وستلغى جميع القرارات الاممية ضد ايران، و ستبدأ ايران صفحة جديدة من التعاون في القطاع النووي وسائر القطاعات مع العالم “. اذن جاء الاتفاق الاولي ليعزز من المكانة السياسية الايرانية ليس على مستوى المنطقة فقط وانما على مستوى ادارتها لملفات حساسة مع المجتمع الدولي .فهل سيكون الاتفاق حافزاً لها لانهاء ملفات اقليمية باعدت بعلاقاتها مع دول اخرى مؤثرة كالسعودية وتركيا؟ ام يكون خطوة متقدمة لتثبيت قدرتها على ادارة هذه الملفات خدمة لمشروعها المستقبلي باحقيتها كدولة عظمى نووية؟.لننتظر ونرى.
موقف العراق من “اتفاق لوزان”!
آخر تحديث: