مَنْ ينقذ سفينة الدراما العراقية من الغرق ؟

مَنْ ينقذ سفينة الدراما العراقية من الغرق ؟
آخر تحديث:

رضا المحمداوي

إذا ما اعتمدنا الروزنامة المصرية والسورية في توقيت وبرمجة الانتاج الدرامي التلفزيوني وخصوصا الموسم الانتاجي الخاص بشهر رمضان وسباقه الفني المحموم الذي أشبهه بـ(المارثون الدرامي)… إذا ما اعتمدنا وحدة القياس هذه وطبقناها على الدراما العراقية فان النتيجة النهائية ستكون مخيبة للامال وتدعو الى القنوط والتشاؤم من مستقبل الدراما العراقية بشكل عام، في حال بقي الوضع الانتاجي على ما هو عليه الان؟ هذا إذا غضضنا النظر عن المستويات الفنية المتهافتة التي ظهرت بها النتاجات الدرامية القليلة المبعثرة في هذه القناة الفضائية او تلك للموسم الرمضاني هذا العام. أهذا هو المآل الذي انتهت اليه الدراما العراقية بعد كل ذلك التاريخ الطويل الحافل بالانجازات الفنية طوال ستين عاما هو عمر جهاز التلفزيون في العراق؟ ومنْ المسؤول عن هذا المآل الذي اشرنا اليه؟ هل هي مؤسسات الدولة الرسمية المعنية بالانتاج الدرامي؟ وما هي تلك المؤسسات؟ أم القنوات التلفزيونية الفضائية التي تولت في مرحلة من مراحل عمرها العناية بالانتاج الدرامي ودخلت في منافسة فنية فيما بينها من أجل زيادة انتاج تلك الساعات الدرامية من  زمن بثها اليومي وعمدت فيما بعد على إعادة عرض تلك النتاجات أكثر من مرة في خطوة لا تخفى على الناقد او المراقب لذلك النوع الدرامي الغايات والاهداف من وراء ذلك  نظرا لما يحمله ذلك النتاج من خطاب فني ذي محمولات ايديولوجية تسعى تلك القنوات للتأكيد عليهِ وإبراز ملامحهِ وسماتهِ لغرض في نفس يعقوب، كل ذلك قبل أن تتوقف اغلب تلك القنوات عن الانتاج الدرامي.

السفينة الغارقة والمياه العميقة

والآن منْ ينقذ سفينة الدراما العراقية من الغرق؟ وَمنْ يحرك عجلة الانتاج المتوقفة؟ والسؤال الصعب،بعد ذلك اذا تم  انتشال تلك السفينة وتحركت توربيناتها العاطلة عن العمل، فإلى أين تبحر تلك السفينة وفي أية مياه تعوم ؟ وإلى أّيِّ الموانئ والمرافئ التي من الممكن ان ترسو فيها ؟ هل لديها خارطة طريق واضحة المعالم تسير في ضوئها كي لا تضل الطريق مرة  أخرى وتصطدم بجبل جليدي جديد آخر يعرضها للجنوح عن الطريق والغرق مرة ثانية  بذات المياه العميقة حيث التيارات والامواج الدرامية العالية القادمة من مصر وسوريا والخليج العربي وكذلك من تركيا وإيران وحتى من الهند وكوريا والمكسيك وبعض دول امريكا اللاتينية  وسوف ازيدكم من الشعر بيتاً لاقول مَنْ يقود هذه السفينة؟ أقصد من ْ هو ربانها الذي يمسك بدفة القيادة فيها؟ ومن هم ملاحوها القائمون على رعايتها والعناية بها ؟ والسؤال الاخير منْ هم ركاب تلك السفينة الغارقة ألآن؟ هل هم مسافرون عابرون أم ركاب دائميون على متن تلك السفينة؟ وماذا يوجد في حقائبهم التي يحملونها معهم ؟ حقاً لقد اصبحت الدراما العراقية (مسألة) بمعنى إنها مكمن الاسئلة ومبعثها  الدائم في هذه الموضوعة الثقافية – الفنية التي مازالت تثير الاسئلة المتتالية وتحفز على طرحها بطريقة دائرية فما أنْ تبدأ بسؤال عند نقطة معينة حتى تجد نفسك تدور في حلقة ملؤها الاسئلة ثم سرعان ما تجد نفسك عند سؤالك الاول ! وما زالت الاسئلة تترى امام الدراما العراقية وخاصة في مرحلة السبات التي تمر بها الان والتي لا تليق بتأريخ هذه الدراما وسجلها الطويل الحافل بالانجازات من خلال جهود اجيال متعددة تعاقبت على الانجاز والفعل في ذلك السجل والتاريخفها هو رمضان قد انقضى وانتهت دورته التلفزيونية ، فأين هي الدراما العراقية التي نتحدث عنها الآن ؟

لعبة الحضور والغياب

واقعا  إنَّ غياب الدراما العراقية هذا العام على وجه الخصوص من على شاشات القنوات الفضائية هو السبب في إثارة موضوعتها المتأزمة ؛ وفي هذا الاطار لا بُد من تثبيت حقيقة انتاجية بدأتْ تشهدها الدراما العراقية منذ سنوات عديدة تمثلتْ بتوقف العديد من القنوات الفضائية التي عُرفِتْ بإنتاجها الدرامي بهذا المستوى او ذاك خلال السنوات التي اعقبتْ النظام السابق عام 2003، وخاصةً في القنوات التي تميزت بالتركيز على الانتاج الدرامي في مقدمتها شبكة الاعلام العراقي وقنواتها العاملة إضافة الى قنوات (السومرية ) و( الشرقية ) و(البغدادية ) . 

* كاتب ومخرج

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *