نازك الملائكة وصولة الناصريّة

نازك الملائكة وصولة الناصريّة
آخر تحديث:

 بقلم:علي حسين

عندما قرأتُ الخبر الذي يقول إن إحدى الجامعات المصرية احتفلت بالشاعرة العراقية الكبيرة نازك الملائكة من خلال عرض مسرحي بعنوان ” نجمة بغداد “، كان هناك خبرآخر يؤكد إنّ معهد العالم العربي في باريس احتفل بشيخ الخطّاطين العراقيين، عبد الغني العاني، وكان يتقدّم المحتفلين وزير الثقافة الفرنسية السابق جاك لانغ،. قلتُ لأحد الزملاء لا يقدِّر الكبارَ سوى الكبار.

عاشت نازك الملائكة وماتت وهي تنتمي إلى فكر وثقافة مضادة لاثنين، التخلّف ودعاة الطائفيّة. ودعاة التخلف والطائفية، هم اليوم من يقف وراء حالة الجحود التي نعيشها إزاء رموز العراق.

ومثلما تمرّ كل عام ذكرى رحيل جواد علي وعلي الوردي والجواهري وفائق حسن بصمت، مرّت أيضا مئويّة هاشم الخطاط، وسط صمت رسمي وثقافي،لأننا منشغلون بحملة جديدة لتحرير مدينة الناصرية من ” الكفار ” فقد بشّرتنا المحافظة أن القوات الأمنية في قضاء الغراف التابع لمحافظة الناصرية تلاحق أربعة ملحدين في القضاء، وأن القوات تمكنت من اعتقال أحدهم. مبارك، وماذا عن تجار المخدرات؟ وماذا فعلتم ياسادة لمن سرقوا أموال المحافظة التي تعاني من سوء الخدمات والبطالة. تخبرنا الإحصاءات الدولية أننا البلد الوحيد الذي يستورد 99 بالمئة من احتياجاته، والتجار هم أعضاء في البرلمان، والكثير منهم يعمل بالباطن لأحزاب السلطة.. هل تريدون أرقاماً أخرى، ٣٥٪‏ من العراقيين تحت خطّ، وبعد انتشار ٣٩ مرضاً ووباءً أبرزها الكوليرا وشلل الأطفال والكبد الفايروسي وارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية، وهل في الجعبة من مزيد في زمن عامر الكفيشي ورفاقه؟ نعم.. التقارير الدولية تقول إنّ الديون العراقية تجاوزت الـ 130 مليار دولار، في الوقت الذي حصل العراق من مبيعات النفط، منذ أن اعتلى أياد علاوي سدة الحكم عام 2004 وحتى هذه اللحظة أكثر من ترليون دولار عداً ونقداً.. ذهبت في جيوب الحجاج، مَن سمع مشعان الجبوري أمس وهو يقول إن الحكومة تبرعت برحابة صدر بفندق الميريديان ومعه بابل إلى أحد داعمي حزب الدعوة ليستثمرهما على مزاجه الخاص.

سيقول البعض يارجل، متى تتخلص من حالة البطر هذه؟ تريد من حنان الفتلاوي وعتاب الدوري أن يتذكّرا نازك الملائكة، ومن عباس البياتي وصالح المطلك تقديم التحيّة للخطّاط عبد الغني العاني، وهم جميعا مهمومون بمعارك الكرسي وحرب الحصول على المقاولات، وإذا كانت بعض شعوب العالم تحتفل بمفكّريها وأدبائها الكبار، فهذا لأنّهم شعوب عاطفيّة أكثر من اللازم، ويملكون وقتاً فارغاً لا يعرفون ماذا يفعلون به!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *