نافـــذة..القصــة القصــيرة بين الفكــر والواقــع

نافـــذة..القصــة القصــيرة بين الفكــر والواقــع
آخر تحديث:

بغداد: شبكة اخبار العراق – ان وظيفة القصة القصيرة مرتبطة بالقاص نفسه ، فهي مرآته وغايته لأنها تتناول وتصور النفس البشرية من خلال صراع الشخصيات من اجل البحث عن الذات ، في ضوء هذا يعمد القاص بتقديم نصه القصصي المنظم الذي هو عبارة عن تجربة انفعالية توقدت في اعماقه فأحس بثقلها عليه من خلال اثارة مشاعر الانسان الفرد ونوازعه الوجدانية وتفجير دموعه وفرحه وهذا يعني انه يتجه في عمله متعاملاً مع عالمه الداخلي ليثير هذا العالم ويؤثر فيه حزنا او فرحا ويحاول وصف نتاجه القصصي بالانساني ، هذه السمات لاتتحقق الا من خلال الجوانب الفنية لأن الأبعاد الفنية كائنة في القصة ذاتها كونها نابعة اساساً من طبيعة التجربة الانفعالية ومرتبطة ايضا بمقدار ماتتركه من آثار في المتلقي ، ويتم توليدها من خلال اثارة عواطفه وتوتراته في الكشف المعرفي لأنها تخاطب العقل وتنفذ الى الذات التي تمثل جوهر الانسان . تتجه القصة القصيرة ايضا الى الداخل الانساني مخاطبة العواطف والمشاعر وبهذا تنتقل من كونها فكرة في اعماق القاص الى كيان يتشكل في ذات المتلقي وواقعه الاجتماعي ، اذ ن هناك مدركات ذهنية تمثل الفكر وهناك معطيات كائنة في الواقع الخارجي ، وهنا يكون دور القاص عبر محاولته ايجاد التوازن والتطابق بين الفكر والواقع ، القصة تصور الحياة الاجتماعية وتتحدد واقعيتها من خلال تصويرها لنواحي الحياة كما هي دون ابهام لتكون صورة صادقة وواضحة من الحياة اليومية المعتادة . ومادام القاص يحاكي الواقع كما هو عليه فان اعماله القصصية تتحول الى سجل لحوادث الحياة وبالتالي الى وثائق تاريخية للواقع الاجتماعي ، لأن القصة تقودنا معرفيا الى الكشف عن حقائق موجودة وتسهم في تمكين المتلقي من وعي واقعه الاجتماعي كون الأشكال القصصية تكشف الكثير من خبايا النفس . 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *