نجاح معرض بغداد الدولي للكتاب

نجاح معرض بغداد الدولي للكتاب
آخر تحديث:

بغداد/ شبكة أخبار العراق- نجح معرض بغداد الدولي للكتاب في الصمود أمام تسونامي الكتب الإلكترونية ليجذب نحو 700 دار نشر من 23 دولة، في دورته الحالية التي اختتمت يوم الإثنين الماضي، بعد أن امتدت 12 يوما. وأقيمت الدورة الـ46 للمعرض تحت شعار “كتاب واحد أكثر من حياة”، في محاولة لتأكيد مكانة الكتاب المطبوع، وسط حديث عن تراجعه أمام نظيره الإلكتروني. ويقول الكاتب والإعلامي العراقي سعدون محسن ضمد “التكنولوجيا تتطور بشكل سريع ومثير للاستغراب والقارئ أصبح بإمكانه تحميل الكتب إلكترونياً بل بإمكانه حفظ مكتبته بأكملها في جهاز حاسوبه”. ويعرج على ما يقام من معارض كتب في مختلف دول العالم بالقول “الكتاب الورقي والمكتبة والفعاليات المعنية بالكتاب في طريقها إلى الاندثار حتما”. تلك الفكرة بدأت تلقى رواجا لدى الكثير من الشباب المولعين بالخدمات التي وفرتها لهم التكنولوجيا ومنهم فراس عصاد (طالب ماجستير) إذ يجد أن الكتاب الإلكتروني أنجع لاعتبارات عملية بحتة لاسيما بين جيله. ويلخص تلك الأسباب بالقول “كنا نضيع الكثير من الأموال والجهد والوقت بحثا عن كتب ومصادر سواء بقصد الدراسة أو الاطلاع لكن مع توفر خدمات الكتب الإلكترونية بات الجهد أقل بأضعاف فضلا عن توفير الوقت والأموال الطائلة”. في المقابل، يرفض قطاع آخر من القراء فكرة الاستغناء عن الكتاب الورقي، ويرى أن في إقامة معارض الكتب رسالة معنوية تقدمها شعوب البلدان التي تحتضن مثل هذه المحافل. وتدافع عن ذلك بشراسة الشابة ليان القدسي، التي أقامت مشروعا أسمته “درج”، وتمكنت من خلاله من افتتاح قرابة 7 مكتبات ثابتة في الأماكن العامة (المراكز التجارية والمطاعم). وتقول القدسي “الرسالة مفادها أننا لسنا في حرب ولسنا بلدا مدمرا، وأننا لا نزال نؤمن بأن الكتاب هو حجر الزاوية لبناء الشعوب، ومعارض الكتب ليست دائماً يكون منها الهدف هو الربح المادي بل لعكس صورة إيجابية عن البلاد”. ويذهب التشكيلي العراقي ستار عواد (مشارك في المعرض ويقيم ببلجيكا) أبعد من ذلك إذ شارك في المعرض بعمل فني جسد فيه مجموعة من الكتب الورقية على هيئة كتلة بشرية. ويحاول عواد، من خلال مشاركته، إيصال فكرة لخصها قائلا “المادة يمثلها الجسد والفكرة يمثلها الكتاب، لا غنى لأحدهما عن الآخر بل إن الفكرة بلا جسد ضائعة”. وأضاف “هناك حنين إلى الكتاب الورقي، والجمهور بدأ يعي أن الكتاب الورقي له قيمة بصرية وفيه رائحة الحبر على عكس الكتاب الإلكتروني الذي هو هائم وضائع”. وبغض النظر عما إذا كان الكتاب الورقي يواجه مخاطر فعلية أم لا من التهام التكنولوجيا له، فإنه ليس الأول والوحيد في هذه المعركة فقد سبقه التلفزيون والراديو والصحف الورقية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *