منى سالم الجبوري
مع تصاعد الاحتجاجات العراقية و الإصرار على مطالبهم و خصوصا فيما يتعلق بإجراءات عملية لمکافحة الفساد و تقديم سراق الاموال العامة والذين جلهم من العناصر التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وبعد فشل المحاولات المختلفة لإختراق هذه الاحتجاجات او تحريفها عن أهدافها، فإن عمليات إغتيال قادة الاحتجاجات بدأت تتصاعد ازاء ذلك و بشکل غريب بحي بلغ عدد الضحايا الذين إستهدفهم المسلحون بالاغتيال قد وصل الى 12 ناشطا، والانکى من ذلك إن الجهة او الطرف الذي يقوم بتنفيذ هذه الاغتيالات هم أفراد من الميليشيات الشيعية المرتبطة بالحرس الثوري الايراني، مما يعني بإن طهران بدأت معرکتها ضد هذه الاحتجاجات من خلال إغتيال قادتها على أمل الحد من تطورها و إستمرارها.
في هذا الوقت و في خضم حسابات التصفية الجسدية التي تجريها الميليشات التابعة لطهران ضد قادة الاحتجاجات، حذر إمام جمعة طهران، كاظم صديقي، من احتمال اغتيال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي على يد أشخاص لم يسمهم، حيث قال في خطبة له بإنه”في حادثة عاشورا قتل عدد من الناس إمام زمانهم، يعني الحسين، استرضاء لأميركا زمانهم. واليوم علينا أن نكون حذرين كي لا يغتال عدد من الأشخاص ولي فقيه زمانهم استرضاء لأميركا”!
الاهم من ذلك إن هذا الزعم الغريب يأتي بالاضافة لتزامنه مع عمليات الاغتيال الجارية لقادة الاحتجاجات في العراق، فإنه يأتي أيضا في خضم الصراع الجاري بين أجنحة النظام حيث يتم تقاذف الاتهامات فيما بينها من أجل ترسيخ مواقفها السلطوية، کما إنه يتزامن أيضا مع إقرار الاتفاق النووي في الکونغرس الامريکي مما يعني إن العد التنازلي لتنفيذ بنوده قد بدأ وبطبيعة الحال فإن هناك الکثير من البنود التي لو نفذتها طهران فإنها سوف تجد نفسها في أوضاع لاتحسد عليها.
الاوضاع المأساوية في العراق و سوريا و اليمن و التي يلعب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الدور الاساسي فيها، و تداعيات ذلك على الاوضاع الداخلية في إيران والتي وعلى الرغم من المزاعم و الادعاءات المختلفة التي تحاول تصوير النظام على إنه في موقف جيد و متماسك لکن کل المٶشرات تدل على حالة التضعضع و التخبط التي يمر بها خصوصا بعد هروب السفير الايراني مع الدبلوماسيين الايرانيين الکبار من صنعاء و التصريحات المتناقضة من جانب المسٶولين الايرانيين بشأن ذلك مما ينبئ بإن إيران مقبلة على أوضاع غير عادية تتطلب إستعدادات إستثنائية، والحقيقة إن الاوضاع في إيران بشکل خاص و الدول التي تخضع لنفوذها بشکل عام تسير بإتجاه لايمکن القول أبدا بإنه في
صالح طهران، ولذلك فإنه ليس بغريب أن يتخوف نظام متمرس في الاغتيالات من إغتيال مرشده الاعلى!