فلاح المشعل
ينشغل البرلمان العراقي بمناقشة موضوع قروض مالية مقابل نفط من اليابان ، والمتوقع ان تكون 34مليار ين ياباني لكردستان لعمل بنى تحتية للماء والمجاري ، و54مليار ين للعراق لتطوير البنى التحتية للكهرباء والنفط ، القروض تسدد نفط بنسب ارباح محددة ولمدة اربعين سنة …!
كان العراقيون يرددون شعار (نفطنا لنا) في سبعينات القرن الماضي، في اعقاب نجاح قرارتأميم نفط العراق من شركات الإحتكار الأجنبية ، ولم تسعفهم التوقعات بأن نفطنا سيكون لهم ، في صفحة خسارة إضافية من زمن الخراب العراقي ….!
بعد نحو ثلاثين سنة صار الشعار ( نفطنا لهم ) في أبشع صور الحرام والسرقة ، لم يشهد لها تاريخ الدول مثيلا ، حيث الحكومة وأحزابها تسرق الشعب وتتركه جائعا عاريا ً محروما مأزوما في كل شيء …!
عاد النفط لشركات الإحتكار وشركات النهب ولمافيات التهريب وسرقات دول الجوار والأحزاب الفاسدة والصفقات السرية والعقود الوهمية وجولات التراخيص و…و….الخ
والآن جاء الدور للمتاجرة ورهن مافي باطن الأرض العراقية من هبة الله للعراقيين ..! سرقة ثروات الأجيال المقبلة …!
لاأحد يصدق بان القروض سوف تذهب الى مايدعون من بنى تحتية ، وإذا تسلموها أموالا ً فأنها ستتحول هي الأخرى الى صفقات فساد وعقود وهمية، وذات التطبيقات التي فرضت على الف مليار دولار نهبها السياسيون وازلامهم في عشر سنوات من تاريخ الموت العراقي .. ثم يظهر العراق بلا خدمات ولابنى تحتية ولاصحة ولامعيشة بكرامة ولاأمن ولامستقبل ….!
سأعلن موافقتي على القرض في حالة تم الأتفاق مع شركات يابانية على البناء ، نعم شركات يابانية فقط ، لأن اليابانيين لايعرف قاموسهم الغش أو الكذب أو السرقة ، وفي لقاء لنا في طوكيو عام 2008 مع ممثلي كبرى الشركات والمصارف اليابانية ، سألناهم لماذا يحجمون عن العمل في العراق ، فكان ردهم ؛ بالعكس نحن مستعدين لكن لانستطيع ان ندفع رشاوي ونقدم اعمال مغشوشة أو منقوصة الكفاءة كما يطلب منا المسؤولون العراقيون .
{في الإجتماع كان يحضر كل من السادة مفيد الجزائري ووائل عبد اللطيف وصالح المطلك وخلف العليان وقيس العامري وحسن الشمري وآلا الطالباني وأنا } .
اليوم نفطنا يعود لهم للسياسيين اللصوص ولمافيات الأحزاب وللنهب الدولي وشركات الإحتكار ، ولعله البلد النفطي الوحيد في العالم تحدث لثرواته هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطن .
حكومتنا في عشر سنوات وبصراحة مطلقة فشلت في الحفاظ على الثروة الوطنية كما كانت تفعل الحكومات الرجعية والدكتاتورية ، كما فشلت في الحفاظ على حياة المواطن وجغرافية الوطن ووحدة الوطن وشرف الوطن.