“نفط كوردستان بين الحقيقة والتصريحات ” عنوان المقال الذي كتبه كفاح محمود كريم والذي طرح فيه جملة من الاراء المتناقضة وكان عنوان المقال في مقدمتها ,استهل المقال بقوله ” يخرج احد مستشاري السيد المالكي المدعو سامي العسكري لكي يحاسب شعب كردستان على حقوقه المشروعة في ارضه وثرواته ,وهنا يكمن التناقض الاول حيث يتغافل كاتب المقال ان شعب كوردستان جزء من الشعب العراقي وان اقليم كوردستان جزء من الارض العراقية وهو كلام يستبطن استقلال الاقليم وفصل شعبه عن الشعب العراقي متناسيا عن عمد ان ثروة الاقليم وغير الاقليم انما تكون ثروة لكل العراقيين ولا تخص الاقليم وهذا ما نص عليه الدستور العراقي الدائم لعام 2005 والذي شارك في كتابته الساسة الكورد ووقعوا عليه حيث تنص المادة (111): النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي في كل الاقاليم والمحافظات . ويضيف الكاتب ان “ابار كوردستان لا تتجاوز في اعلى انتاجياتها 150 الف برميل يوميا ذهبت كل وارداتها الى الخزينة العراقية ,بينما يتناسى هذا الشخص والكلام لكاتب المقال (ويقصد به سامي العسكري) مليارات البراميل التي شفطوها من ابار وكردستان وغيرها من المناطق الكردستانية المستقطعة عبر ما يقرب من مائة عام ” وهذا تصريح غريب من كاتب كوردي يجافي الحقيقة فيما يطرح عندما يعتبر ابار النفط في كركوك وعين زالة في الموصل ويصفها بعبارته التي تحمل الشيء الكثير من الحقد والضغينة رغم تزيفه للحقائق حيث ان كركوك لم تكن في يوم من الايام مصنفة على المنطقة الكوردية ثم يذكر بالأرقام ومنذ عام 1927 ولغاية 1989 ما انتجته وكردستان ومن حقول كركوك ما يعادل 73% فيما تنتج البصرة النسبة المتبقية والبالغة 27% وهو هنا يظلل القارئ بهذا التأكيد المقصود من ان كركوك جزء من كردستان وكان لسان حاله يقول ان النسبة المقررة للإقليم من الميزانية السنوية هي جزء من حق الاقليم الذي ضاع على مدى 100 عام ,ولهذا السبب تكون حصة البصرة رئة العراق الاقتصادية والتي يبلغ عدد سكانها اكثر من سكان الاقليم 1% فيما يخصص للإقليم 17% من دون وجه حق .
فأول صحيفة أصدرها الاحتلال البريطاني بكركوك بعد إغلاقه لجريدة (حوادث) ، هي صحيفة (نجمة) صدر عددها الأول في 15 كانون الأول في 1918 باللغة العربية . وحينما رأى المحتلون ان التركمان يشكلون الأغلبية العظمى لسكان المدينة أصدروها باللغة التركية وأسموها (نجمة ) بدلا من (النجمة) . واستمرت بالصدور بهذا الاسم حتى عام 1926 حيث تغير اسمها إلى (كركوك ). وهذا الكلام موثق تاريخيا يثبث وبالدليل القاطع ان كركوك لم تكن كوردية في يوم من الايام .
ان الكاتب كفاح محمود استخدم عبارات تنم عن عدم ارتباط الاكراد بالعراق عندما يقول ” لقد استخدمت الاموال الطائلة من نفط كوردستان المنهوب حيث تعرض هذا البلد الى التدمير الشامل ” ويضيف مرة اخرى ” لقد ولى زمن التفرد والهيمنة فالكوردستانيون قد فهموا تاريخهم جيدا وعرفوا اعدائهم وأصدقائهم وهم يبنون بلدهم ” وهنا يكرر للمرة الثانية كلمة ( بلدهم ) وهو يغالط نفسه كان العراق ليس بلدهم في الوقت الذي يصادقون على الدستور الذي يعتبر الاقليم جزء من العراق , ثم يناقض نفسه عندما يقول ” ان فرصة ذهبية امامنا في انجاز عراق جديد نتعايش فيه جميعا يضمن حقوقنا السياسية والاقتصادية والثقافية والديمقراطية ,والتعامل مع ثوابت الدستور بما ينميها ويطورها في التطبيق والسلوك ,والتوجه الى كوردستان بما ينميها ويعوض خسارتها طيلة اكثر من 70 عام من ثروتها المسروقة “!!!
نقول للكاتب ان سياسة لي الاذرع من خلال الانسحابات من البرلمان والحكومة من اجل فرض شروط جديدة وفرض زيادة حصة الاقليم هو الذي دفعك لكتابة هذا المقال ,وان التوافق لم يعد مجد لا للاكراد ولا لبقية القوائم والتيارات المنسحبة وان حكومة الاغلبية البرلمانية سوف تعيد الامور الى نصابها الصحيح دون الحاجة الى التوافق السياسي الذي دمر العراق وحوله الى حصص يتقاتل من اجلها الجميع .