فَتَعَلَّم ألأمانة .. ولا أظنّك تتعلّمها بسبب لقمة ألحرام وتحزّبك للباطل:
أيّها العبادي؛ إليكَ المعايير الكونيّة التي تُبيّن قيمة و مكانة الأنسان الحقيقيّة في الوجود بحسب (الفلسفة الكونيّة العزيزية) و ليس بمعاييرك الحزبية الضيقة التي علّمت الشعب على الفساد وآلأنتهازية وآلكسب الحرام, فتعلّمها إن قدرت ثم عَلِّم “دعاة” اليوم الموهومين الذين ليس فقط لا يفقهون معنى السلام وفلسفة القيم؛ بل يُعادون مُقيّمها والحزبي عدوّ ما جهل لعبوديته لغير الله.
ولستَ أنتَ الوحيد يا “رئيس الوزراء” لا تعرف قيمة الأنسان وآلفكر وكما أثبتنا لك في مقالات سابقة(1) بل كلّ رؤوساء الدّول بدءاً بآلعرب وأمراء الخليج و دول آسيا وأفريقيا وكل حُكّام دول العالم لا يعرفونها, بل يعتبرون الأنسان كبش و وسيلة لتحقيق مآربهم و خدمة أنظمتهم و أهدافهم و مشاريعهم و حماية سلطانهم كآلعبيد و كما أشرنا في الهمسة الكونيّة رقم (160)(2)؛ وهم يعتقدون أنّ لكلّ إنسانٍ و حزبٍ و حكومةٍ و حتى شعب بأكمله قيمةٌ مُعيّنة يُمكن تحديدهُ و شرائه بآلمال, و لذلك حين عرضوا عليَّ ( لشراء 3)وجداني لم يكن غريبا ًعليّ – و كم حاولوا شراء قلميّ المقاتل, بل في الحقيقة شراء فكري ووجداني الذي يُمثّلني – و رفضتُ و لم أساوم كما ساومتم أنتم لأجل ذنياً حقيقيرة لا تساوي عندي شسع نعل و حتى عفظة عنز كما علّمني أستاذي الأكبر الأمام عليّ(ع) و ولده البار الفيلسوف محمد باقر الصدر و بعده كل فلاسفة الوجود و أنبياءه من آدم و للخاتم و ما بعده .. لهذا سأقدم لك إضاآت تناسب وعيك لتنقلها إلى من سار على نهجك لتقويم مسيرتهم التي لم تُخلّف لنا سوى الألم و الجّهل و المآسي و الدّيون و الفقر!
رغم إحتياجي ألشّديد لجزء قليل جدّاً من تلك الأموال الكثيرة التي عُرضت علينا لمشاريعي الخاصّة – العامة – المُعطلة و منها؛ طبع مؤلفاتي الكونيّة التي وصلت لأكثر من مئة مؤلف على الأقل و لبعض الحاجات الضروريّة و الملحة .. لكنّي و الله رفضتُها بقلبي قبل لساني, وأحسستُ بآلنصر على النفس و هو عدّو مدمر, كما تيقّنت بأنّ كرامتي تحقّقت بل وإزدانت بسبب إعتزاري بآلحقّ الذي أحملهُ .. بعد ما قلت لهم بثقةٍ كونيّة عالية؛
[أيها الظالمون؛ يا من أفسدتم ضمائر الناس؛ ليس فقط ملايينكم .. بل كل تهديداتكم و أساليبكم الخبيثة .. بجانب كلّ أموال البنك العالمي و بنوك الدُّنيا .. بل كلّ ما موجود في هذا الوجود لا تعادل ثمن أفكاري و قلبي الذي يمثل وجودي الحقيقي .. لذلك لا يمكنكم شراء ذمتي و وجداني, وأمامكم هذا العالم المليئ بمن يبيع وجوده ببضع دولارات للأسف بسبب الثقافة السطحية الحزبية التي شوهت الحقيقة في العالم!
و لا أتّقيكم و كما فعل و يفعل الجبناء لأجل راتب حرام و مال منهوب بآلمحاصصة, إبحثو عن غيري], فآلناس كلّهم و بسبب بطونهم “الكونية” فقدوا كرامتهم بما فيهم حكومات الأرض؛ جاهزة و على إستعداد تامّ لقبول عروضكم بآلروح قبل الجسد, فقد باتت لا تعرف للكرامة قيمة و لا للفكر الأنساني معنىً, بل حاقدين على الفكر و الفلسفة و اهلها, لذلك يسهل شرائهم و بيعهم و دفعهم حيثما كان بثمن بخس و كما فعلتم مع الكثيرين منهم عرباً و هنوداً و أفغان و باكستانيين و صوماليين و عراقيين وووغيرهم.
بآلمناسبة سبق أمراء آلخليج و أسيادهم لمقايضتي؛ تاجرٌ و ربّما كان مسؤولاً أردنيّاً أيضاً أرادَ مساومتي أثناء مروري بعَمّان عاصمة الأردن, و أنا بطريقي للعراق بعد السقوط عام 2003م وبعد غربة إمتدّتْ لثلاثين عاماً, حيث قال لي بآلحرف الواحد: [إمّا أنْ تشترينا أو نشتريك]؟ فأجبتهُ على الفور و أنا مُتَعَجّبٌ من عرضه الجَّسور الذي لم أعلم حيثياته و أهدافه و مقدماته و لا حتى غايته بآلقول:
[أمّا أنا يا أخي “الأنسان”؛ فلا أشتريك .. و كيف يُمكن لي شراء إنسان مثلي .. لكوني أعتقدُ بعدم وجود حدٍّ لقيمتة التي لا تُقدّر بثمن لأحتوائه على روح الله التي تعادل قيمة كل هذا الوجود الذي بدونه لا وجود للوجود و ما في الوجود, ألذي لا يُمكن لكلّ رؤوساء و ملوك و أباطرة وأغنياء و حتى ملائكة السماء و العَالم من شراء هذا الكون الكبير الذي ملكوته و أسراره بيد خالق قدير عليم حكيم خلقه و سخره لهذا الأنسان!؟من هنا لا يمكن أن يُقدر هذا الأنسان بثمن .. لعدم محدوديّة قيمتة الحقيقيّة المادية ناهيك عن الروحية التي نجهلها .. رغم كونه (ظلوماً جهولاً)؛ لأنه يحمل الرّوح الألهية – التي لا تُقَدّر بثمنٍ!
فالله تعالى قد كرّمهُ بتسخير كلّ هذا الوجود .. بأفلاكه و مجرّاته و أقماره و شموسه و نجومه و ما فيها من الهواء و الماء و التراب و النار لأجله, و هذا يعني بأنهُ تاج هذا الوجود و سيّده و العلّة الغائيّة فيه لأنه يحمل سرّ الخلق و الأمانة الألهيّة و تحقيق الغاية من هذا الوجود!لذلك فإنّ ثمنه و إعتباره عندي غير محدود لهذا السبب .. و ليس لطول قامته أو جماله أو علمه أو لمنصبه و لا حتى لنسبه وجاهه و ماله؛ بل لمكانة و قيمة تلك الرّوح ألألهية في وجوده – و التي تعادل قيمة الوجود كله بآلنسبة لي.و أمّا أنتَ يا أخي التاجر(المسؤول) .. فمن الطبيعي أنّك لن تقدر على شرائي أو شراء أيّ إنسان يحترم كرامته, إن كنتَ تدرك و لو قليلاً أبعاد ما بيّنت؟
فكيف الحال مع فيلسوف مثلي يعرف كنه الأشياء و غاياتها كما يعرف قيمة الكرامة و أسرار هذا الوجود و يحمل ثقل السّموات و الأرض, بحمله للأمانة الألهية الكونيّة بعد ما أودعها الله في وجودي و وجود من مثلي .. إن وجد على هذه الأرض المملوءة بأنواع الكائنات و المخلوقات!عندها حَنَى ذلك الرَّجل(ألأنسان) رأسهُ إحتراماً لم أكن أتوقعهُ من أردنيّ لمعرفتي بأن صفة البداوة ما زالت تحكم أعماقهم و تحدد مواقفهم, و أضاف قائلاً:[هذا كلام ثقيل و عظيم يرتقي لكلام الملائكة والأنبياء و لم أسمع مثله من قبل .. بآلله عليك؛ قل لي؛ من أنت أيها (العزيز)]؟
قلت لهُ؛ أنا صاحب النظرية الكونية(العزيزية) بآلفعل , وقد تحمّلت الكثير .. الكثير خصوصا من المُقرّبين ومن الذين أرادوا شراء فكري, و لا زلت مقاوماً متغرباً و متشرقاً بسبب ذلك, يُعرّفَني فكري الذي أضمّه بوجودي و جوانحي لأنه يمثل كل هذا الوجود, الذي صيّرني إنساناً كونيّاً كقدر محتوم أراده الباري لي.. و ليس من السّهل عليك و على مفكري العالم معرفتي, لأنها تحتاج إلى مسيرة عمر كاملة مضمخة بكل الأفكار و الرسالات التي نزلت بجانب مصاحبتي إن قبلت كي تعرفني على حقيقتي كفيلسوف كونيّ, و ستعلم بعدها .. بأنّك مع تلك المعرفة الكونيّة للأنسان ستختلف في أحكامك و نظرتك للعالم عمّا أنت عليه الآن, لأنك ستعيش كبيراً و ستخلد للأبد و لأنك (لو عرفت إنساناً واحداً .. لعرفت الناس جميعاً) و لعرفت الله حقاً.قال لي: [أنا لا أفهم هذه اللغة الكونيّة الفلسفية المعقدة حقّاً رغم إنّ القلب و الرّوح قد إستأنس بها و تعلّق بكَ أيضاَ من دون إرادة و إختيار فأسرار المحبة من الله, فإعذرني على عدم إستيعابي لما تفضلت بشكل كامل أيها (العزيز) الكريم!
فشكرتهُ على صدقه و إعترافه و نزاهته في الكلام, ثمّ ودعته في الختام رافضاً دعوته لتناول الغذاء معه بسبب موعد لاحق كنتُ قد حدّدتهُ من قبل مع صديق فارقته من سنوات كان قد وصل حديثاً لعمان ممثلاً عن الوكالة الخبرية للجمهورية الأسلامية…, و آخر كلمة قلتها لمحدثيّ و أنا أودعه؛ [لا تنس أيّها الأنسان ألكادح: بأنك قادرٌ إن أردتَ لمعرفة سرّ هذا الوجود من خلال النوافد التي فتحتها لك والطريق طويل عسير مليئ بآلأشواك].و من المحزن .. و المأساة أنّ هذا الأنسان الذي سخّر الله تعالى لهُ السموات والأرض و ما فيها يُباع اليوم و يُشترى بثمن بخس بحسب قوانين الحاكمين كآلعبادي و الشمري و الجبوري و فلان و علان كآلعبيد أو حتى من قِبَلِ بعضهم لبعض و كما تفعل المنظمة الأقتصادية العالمية التي تقيس الأنسان على أساس مقدار الأرصدة المملوكة له و كما فعل الذليل صدام الجاهل حين إشترى أفقرَ العراقي و إستعبده لنصف قرن حتى خرجوا فاضي اليدين, ثم إستسلموا من بعده للمتحاصصين على نفس النهج .. نهج الذلة وآلجهل والفقر الفكريّ كأفضل فلسفة لأدامة التسلط ولا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.