هل إنتهت مهمات الأحزاب والحركات الدينية؟!!

هل إنتهت مهمات الأحزاب والحركات الدينية؟!!
آخر تحديث:

 بقلم:صادق السامرائي

من الصعب الإجابة بنعم , ومن الأنسب الإجابة بربما وبأن الأدوار ستتبدل لتتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة والمشاريع المرسومة والأهداف المعلومة والخفية وما ستنجبه من تطورات تستدعي المواكبة والإبتكار.

فالأحزاب والحركات الدينية بأنواعها , لم تقدم أي إنجاز وطني أو لصالح الدين الذي تدعيه , وإنما أمعنت في تدمير البلدان التي تواجدت فيها , وقتلت من المسلمين ما لم يقتله أحد غيرها على مرّ العصور والأزمان , كما أنها خربت ودمرت وجارت وفسدت وإستهترت بالقيم والأخلاق , وأوجدت حالة مناهضة للعروبة والدين ولجوهر المبادئ التي توارثتها الأجيال.

أحزاب وجركات تمذهبت وتطيفت وكفرت وإعتدت بوحشية وفعلت ما لم يفعله جنكيز خان ولا هولاكو بالعرب والمسلمين , وبهذا فهي أدت مهمة كبيرة وأضعفت الوجود العربي وقهرت الإسلام يإسم الإسلام , ووصلت فظائعها إلى ما يفوق الخيال الإجرامي , ويتجاوز سلوك الوحوش الكاسرة الغادرة.

وجميع الأحزاب والحركات الدينية ممولة وتابعة لقوى خارجية متنوعة ومتعددة , فهي التي توفر لها السلاح والعتاد والمؤونة الكاملة والأجندات الواضحة , وما عليها إلا أن تنفذ لكي يأتيها رزقها من ربها الكريم وسيدها اللئيم.

واليوم تطغى على وسائل الإعلام تصورات بأن هذه الأحزاب والحركات في مأزق وأنها ستواجه مصيرا ما , وهذا أشبه بالتخريف , لأنها وجدت لتبقى وتتطور وتتوالد على مدى القرن الحادي والعشرين , لأنها قوة ذاتية كامنة في الهدف المطلوب وتقوم بتدميره بمهارة وكفاءة غير مسبوقة , وما تحتاجه “التفويل” , مثل السيارة التي ستتحرك وتقطع مسافات تتناسب وكمية البنزين الموضوع في خزانها.

فهي سيارة ذاتية الحركة وتقود نفسها إلى حيث يراد لها الوصول وإلقاء حمولتها بإتقان.

هذه الأحزاب والحركات لن تنتهي مهماتها بعد , وهي في بداية تنفيذها لمشاريع جهنمية تسعى لتجويل العرب أجمعين إلى قبائل وعشائر ومجموعات متناحرة متقاتلة وعالة على الآخرين , لكي يتم توظيفهم وتأهيلهم لتنفيذ المشاريع بإندفاعية فائقة.

ومن المحتمل أن يكون دورها الجديد مبرقعا بأقنعة جديدة لأن حقيقتها إنكشفت في جميع الدول العربية , وأصابها التراجع والخذلان وتولدت قوى ضدها ورافضة لها , مما يستوجب تغيير سياساتها وآلياتها التدميرية.

وهذا يعني أن العقود القادمات في البلاد العربية ستشهد تداعيات ذات أبعاد متطورة وآليات نوعية غير مسبوقة , بموجبها يتحقق الخنوع المطلق والإستسلام النكيد المسوغ بأضاليل تسمى دين.

ترى هل سيستيقظ العرب من غفلتهم ويدركون حقيقة دينهم , ويجتهدون لبناء حاضرهم ومستقبلهم , والإهتمام بالعلم والتعليم والعمل , بدلا من القيام بدور الأدوات التي تستعملها قوى أخرى لا تريد لهم خيرا؟!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *