هل تم حل مشاكل العراق ، ولم يبق غير يومه الوطني؟

هل تم حل مشاكل العراق ، ولم يبق غير يومه الوطني؟
آخر تحديث:

بقلم:خليل ابراهيم العبيدي

صدر مؤخرا قرارا لمجلس الوزراء يقضي بجعل يوم الثالث من تشرين اول من كل عام عيدا وطنيا للعراق ، لأنه يعد يوما للاستقلال حيث تم قبول العراق عضوا في عهد عصبة الامم.والغريب هذا التوقيت ، وفي فترة حكم مصطفى الكاظمي، والأغرب انه كما يحلو لحكام بغداد ان لا مشاكل للعراق الا هذه المشكلة مشككين بثورة 14 تموز المجيدة .

ان العراق وضع تحت الانتداب بموجب المادة 22 من عهد عصبة الامم ، وبدرجة،  أ ، كون شعبه غير مؤهل لحكم نفسه بنفسه،   والانتتداب في عهد عصبة الامم هو شكل مقنن من اشكال الاستعمار ، وقامت بريطانيا بعقد معاهدة الانتداب مع العراق عام 1922 ، وتم تأكيد المعاهدة عام 1926، وظل العراق شعبيا يطالب بالاستقلال ، حتى عام 1930، حيث تم عقد معاهدة مع بريطانيا تعترف كما تدعي هذه الدولة المنتدبة باستقلال العراق ، تمهيدا لدخوله عصبة الامم ، وفي عام 1932 وبالتحديد يوم 3 تشرين الأولأدخلت بريطانيا العراق ليحصل على عضوية هذه المنظمة  التي صنعتها بريطانيا وفرنسا لإضفاء الصفة القانونية لإدارتهما الدول الخارجة عن احتلال الدولة العثمانية والمانيا .

ان المعاهدة كبلت العراق كما هو معروف بالكثير من الإملاءات وظلت الدولة المنتدبة بعد توقيع معاهدة الاذعان هذه تحكم الاقتصاد والسيطرة على النفط من خلال شركة I. P. C.وأخواتها نفط البصرة ونفط كركوك.، وأقامت معسكرات دائمة للجيش البريطاني ، منها قاعدة االحبانية وسن الذبان وقاعدة الشعيبة وغيرها من القواعد العسكرية ، وظلت سياسة العراق تدور في فلك بريطانيا واالغرب ، وكان محرما على العراق إقامة العلاقات السياسية والاقتصادية مع الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية والصين ، وظل العراق ضمن الاحلاف الموالية للغرب ومنها حلف المعاهدة المركزية (السينتو ) وهناك الكثير من التبعية للدولة المحتلة والتي ادعت انها لم تعد منتدبة بعد دخول العراق عصبة الامم  .

ان العراق بعد هذا العرض المختصر لم يكن مستقلا على الإطلاق وإنما نال استقلاله الحقيقي بقيام ثورة 14 تموز عام 1958 ، حيث اعلن بيان الثورة الأول القضاء على نظام الملكية الموالي للغرب ، وأعلن العراق انسحابه معاهدة حلف المعاهدة المركزية في نيسان عام 1959 ، وهو الاعلان الحقيقي للاستقلال وصار بامكان العراق الانفتاح على العالم الشرقي فاقام الاتفاقيات الاقتصادية والصناعية مع الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية وصار للصين والدول الاشتراكية سفارات في بغداد بعد ان كان العراق ممنوعا من هذا التواصل ، ولم يكن العراق مستقلا فيما يخص عملته مما دفع بثورة تموز وقادتها الا الانسحاب من منطقة الاسترليني وتحرير صرف عملته ، وانضم العراق بعد الثو رة الى مجموعة مؤتمر باندونغ لعدم الانحياز، وفي مجال النفط أصدرت الثورة قانون رقم 80 لسنة 1961، الذي تم بموجبه تحديد مناطق الاستثمار والتنقيب، وبدعوة من العراق تم الدعوة إلى مؤتمر لمناقشة شؤون النفط حضرته الدول المنتجة آنذاك وبدافع من حكومة الثورة تم الإعلان عن قيام منظمة الدول المصدرة للنفط OPEC ، وفي الاستقلال السياسي دعم العراق الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة اراضيه ، وقد ساعد الزعيم الخالد على تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية ، وقد ساعد العراق بالمال والسلاح الثورة الجزائرية ، كل هذه الانشطة والدعوة الى التحرر لم تكن مسموحة للعراق فبي ظل النظام الملكي ، فكيف يكون مستقلا بدخوله عصبة الامم ، العراق صار مستقلا استقلالا حقيقيا بقيام ثورة تموز ، عليه لا يمكن ان يكون اي يوم بديلا لهذا اليوم ليكون يوما وطنيا للعراق ، على مجلس النواب ، رد مشروع القانون الى رئاسة الوزراء والتوصية باحترام رغبات الشعب العراقي.ويومه المجيد.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *