ماقد أعلن عنه المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي يوم الأحد الماضي، عن بدء تنفيذ طلبات المتظاهرين بشكل فعلي. مضيفا بحسب ماجاء في بيان له إنه تم تحويل العديد من طلبات المحتجين إلى التنفيذ المباشر، مشيرا إلى أنه سيتم لمس ذلك على أرض الواقع خلال الأيام المقبلة، وإنه لم يعد مجرد وعود. هذا الکلام، ليس من السهل تقبل وأخذه على محمل الجد، خصوصا وإن الحکومة العراقية تفتقر الى آلية ديناميکية عملية بفعل الفساد الذي تغرق فيه کما إن الشعب العراقي وخلال تجربة مريرة مليئة بالاحباطات والوعود الکاذبة، لايمکن التعويل على أن يصدق بهذا الوعد لحکومة مشتتة في ولاءاتها وفي خضوعها لأکثر من طرف وجهة.
هناك مشکلتان کبيرتان تواجهان العراق وهما التدخل الايراني والفساد، وکلاهما ليس من السهل أبدا حلحلتهما والتصدي لهما فلهما جذور مترسخة في العراق ولايمکن إقتلاعهما إلا من دون مواجهة جدية ضدهما، وبطبيعة الحال يمکننا القول هنا وبکل ثقة من إن حکومة حيدر العبادي ليس بمقدورها أبدا أن تسير بهکذا سياق کما أوضحنا سابقا، خصوصا وإن الظلال الداکنة للتدخلات الايرانية والفساد تعصف بها عصفا.
الاسلوب والطريقة التي تم من خلالها معالجة التظاهرات خلال الايام الماضية وأسفرت کما أکدت الانباء عن وفاة وفاة 13 شحصا وإصابة 729 بينهم 460 من القوات الأمنية، يدل على إن الوعد الذي أطلقه الحديثي لايعتد به لأکثر من سبب ذلك إن التربص بالمتظاهرين أو إلهائهم أو حتى ترويضهم أمر وارد في ظل حکومة تکاد أن تخضع للمشيئة الايرانية وإن لطهران باع طويل في خداع المتظاهرين أو تشتيتهم من أجل إخماد تحرکهم، ولذلك فإنه من المنطقي جدا أن يکون هناك من يشکك بهذا الوعد ولايصدقه.
المشکلة الاهم والاکثر تعقيدا، هو إن هناك ترابطا قويا بين الفساد وبين التدخلات الايرانية، ذلك إن معظم الفاسدين هم من رجال وأساطين الفساد في العراق، ولذلك فإن جبهة الفساد+ التدخلات الايرانية سوف تبذل کل مابوسعها من أجل الوقوف بوجه التظاهرات والعمل على إخمادها أو تفريغها من المضامين الوطنية التي خرجت من أجلها، وإن الفساد الذي إبتلع ثروات وإمکانيات العراق وأضاع مستقبل أجياله، لايمکن أن ينتهي من دون إنهاء قرينه وحليفه الاساسي ونقصد به على وجه التحديد النفوذ الايراني في العراق والذي ومن دون إنهائه لايمکن تحقيقڤ أي شئ أو أمر إيجابي ومفيد في العراق،