بغداد/ شبكة أخبار العراق-افادت مصادر سياسية،السبت 11/11،أن ملف المفاوضات السياسية بين بغداد واربيل والتي ترفض الأولى انعقادها دون إلغاء نتائج الاستفتاء قد يشهد مفاجأة هذا الأسبوع رغم تمسك المركز بشروطه.واضافت المصادر،أن ” بغداد ستشهد بدءاً من اليوم السبت ،حراكاً لحسم ملفات شائكة وعملاً على استحقاقات مهمة، في الوقت الذي تنتظر فيه ضيفاً «ثقيلاً خفيفاً» قد يغيّر مسار الأزمة، ويُحدث الكثير من المفاجآت.واشارت المصادر الى أن ” هناك زيارة منتظرة لرئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني وهي قائمة رغم الحديث عن صعوبة إجرائها حاليا ،فيما أشار مصدر كردي، إلى أن «طائرته تنتظر موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي للإقلاع».وأكد هذا المصدر أن ” بارزاني أبلغ بعض الكتل السياسية الكردية بأن ملفات كركوك والمناطق المتنازع عليها ورواتب البيشمركة والموظفين الأكراد، فضلاً عن الموازنة التي أخذت موقعاً متقدماً في الأزمة، خلال الأيام الماضية، ستكون في صدارة الملفات التي سيبحثها مع المسؤولين في بغداد”. وتواصل المصادر ” في المقابل، وضعت بغداد شروطاً جديدة «غير مُعلنة» على زيارته، أبرزها أن يحظى الوفد الذي سيترأسه بـ«مقبولية من جميع الأطراف الكردية»، وأن يقدم ضمانات لبغداد «تتعلق بوحدة العراق وسيادته»، وفق ما كشفه مصدر سياسي شيعي من بغداد الذي جدّد تأكيد موقف حكومة العبادي بأن «كل حوار يجب أن يكون في إطار الدستور».
المصدر أشار، أيضاً إلى “رفض العبادي استدراج قضية الحوار مع أربيل وتحويلها إلى «صفقة سياسية»، سواء كان ذلك بضغط وتدخل خارجي أو داخلي، في إشارة ضمنية إلى طلب البرزاني ونائبة قوباد الطالباني من زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، التوسط”. وتتحدث المصادر ذاتها، عن المفاوضات العسكرية المتوقفة منذ أيام بين بغداد واربيل تأكيدها ، إن «نصراً ومفاجأة من العيار الثقيل سيحدثان خلال اليومين المقبلين»، دون الإفصاح عنهما أو ملامحهما، مكتفية بالإشارة إلى أن «المفاجأة تخص بغداد وهي إيجابية لنا».
وتناقلت وسائل اعلام كردية الاسبوع الماضي، عن رسالة سرية بعثها بحسبها رئيس إقليم كردستان المتنحي مسعود بارزاني السرية إلى قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني »، قاسم سليماني وتنقل عن مصدر قريب بحسبها من السفارة الأميركية تأكيدها أنها على علم بموضوع الرسالة، رافضاً في الوقت ذاته الحديث عن محتوى الرسالة ومطالب البرزاني لسليماني. ولكنه لمّح إلى إمكانية قبول طهران بـ«توسلات البرزاني واعتذاراته»، مشيراً إلى أن «المرحلة المقبلة قد تشهد تعاوناً بين طهران والبرزاني” بحسبه. فيما قال القيادي في حزب الدعوة النائب كامل الزيدي، اشارته إلى صحة الرسالة، ورأى أن بارزاني يحاول عبر تحركاته الأخيرة البحث عن «طوق نجاة»، كاشفاً في تصريحات أوردتها وسائل إعلام عراقية عن اتصالات يجريها مع مسؤولين أتراك من أجل مقابلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
وفي السياق نفسه ،اكدت مصادر كردية، عن منح الحزب الديمقراطي الكردستاني، رئيس الحكومة الكردية نيجيرفان بارزاني، تفويضاً سياسيا لفتح حوار مع بغداد، فيما اشارت الى أن الشارع الكردي بات يتحدث عن “إيجابيات” تنحي بارزاني عن السلطة.واضافت، إن “الأوساط السياسية في أربيل تتداول أن نيجرفان بارزاني منهمك في التشاور مع الأحزاب الكردية، لتشكيل وفد خاص يطلق المفاوضات مع بغداد بعد ان انتهت الاربعينية مشيرة إلى أنه حصل على تفويض سياسي كبير من حزبه”.وتابعت، أن “التحالف الدولي بقيادة واشنطن أبلغ بغداد وأربيل مجدداً منع أي عملية عسكرية جديدة، والتمسك تماماً بوقف إطلاق النار وإلا فسيعتبر هذا اعتداءً على قوات التحالف نفسها”.ولفتت الى أنه “بعد ثلاثة أسابيع من الصدمة والقلق اللذين سادا كردستان، إثر إعادة انتشار مباغتة قام بها الجيش العراقي قلصت حجم الأراضي الخاضعة لإدارة الإقليم إلى نحو النصف، تتجه الأجواء إلى ارتياح متبادل عربياً وكردياً، نظراً لنجاح الطرفين في تجنب القتال، وهو ما تم بفضل وساطة أميركية واتصالات دولية مكثفة، وأيضاً بسبب تحولات داخلية رجحت كفة الجناح المعتدل في أربيل، ودعمت حكومة حيدر العبادي “.وأشارت المصادر الكردية، الى أنه “لم يكن سهلاً على الأكراد تقبل عدم لجوء القوات الكردية (البيشمركة) إلى القتال إلا في اشتباكات محدودة، لكن الأيام اللاحقة كشفت وجود تفاهمات حول ما وصفه التحالف الدولي بإعادة التنسيق الأمني، وهو ما تأكد مع انطلاق أول حوار من نوعه بين كبار القيادات العسكرية من الطرفين لبحث الإدارة المشتركة”.
وأكدت، أن “الأكراد تجاوزوا صدمة تخلي رئيس الإقليم مسعود البارزاني عن منصبه، وصاروا يتحدثون عن (إيجابيات) انتقال معظم الصلاحيات العسكرية والتنفيذية إلى رئيس الحكومة، وهو ابن أخيه نيجرفان، المعروف بميله إلى دبلوماسية الحوارات، وهو انتقال سياسي امتدحته واشنطن، ورحبت به بغداد كثيراً، إلى درجة شجعت العبادي على إطلاق أول إشارة جدية بشأن استعداد الحكومة الاتحادية لدفع مرتبات نحو مليون موظف كردي”.واستدركت، أن “هذه الخطوات لاتزال في بدايتها، خاصة مع تأخر الاتفاق على نوع الإدارة (المشتركة) لمدينة كركوك المتنازع عليها، وبشأن تصدير النفط من الحقول الواقعة داخل الحدود الإدارية للإقليم الكردي”.ذكرت المصادر، أن “واشنطن تشعر بالاطمئنان، وأن الوضع مستقر منذ بدأت النقاشات الأمنية الميدانية بين الطرفين”، ويردد الدبلوماسيون أن ذلك “لن يتضرر حتى لو حصلت خروقات هنا أو هناك، أو تعثرت الحوارات أحياناً”.وحسب المصادر، فإن “العمل يجري للحفاظ على وضع كردستان الخاص، وتهيئة أرضية لانطلاق الحوار مع بغداد، وسط حرص أميركي على إبقاء العراق خارج أي تصاعد محتمل للخلاف بين إيران والسعودية”.
وتابعت المصادر، أنه “من الناحية العملية، كانت كردستان منذ عودتها إلى رفع العلم العراقي بعد احتلال العراق عام 2003، شكلاً كونفدرالياً نادراً للإدارة لا تتدخل بغداد في شؤونها إلا رمزياً، أما الآن فإن الترتيبات التي ترعاها الولايات المتحدة، من شأنها أن تجعل كردستان مقاطعة فدرالية لديها لا مركزية واسعة، ولكن تنضبط بما نص عليه دستور 2005 وجوهره الاشتراك بين الطرفين في إدارة الثروة والحدود”.واختتمت المصادر بالقول: “إذا نجحت الحوارات فإنها ستعالج خلافاً تاريخياً كبيراً، وسيحد ذلك من ضغوط تركيا وإيران التقليدية على أكراد العراق، الذين اعتادوا القول إنهم يريدون الاحتفاظ بعلاقة استراتيجية مع بغداد، بينما تضغط إيران لتقليص صلاحياتهم إلى أقصى حد، وتطمح إلى مد نفوذها في منطقتهم الاستراتيجية التي تربط العراق بتركيا والاتحاد الأوروبي”.