واهم من يظن أن بإمكانه شراء الولاء من البعض بالمال أو باي طريقة أخرى ، فالإنسان بحكم أنه يطمح للأفضل دائما يكون عرضة لمواقف لا يستطيع أن يتجاوز حب ( الأنا ) ، فالتأريخ فيه من القصص التي لا تكفيها ملايين الأوراق البيضاء تتكلم عن الخيانة بعدما تم رفع شانهم من قبل ( الإمبراطور ، الأمير ، السلطان ، القائد ) ثم انقلبوا عليه في لحظة لا يتوقعها ، وواهم من يعتقد أن السياسة والمناصب والطموح فيه نوع من الامان والثقة بالأخرين .
ينطبق هذا الكلام على المقربين من السيد المالكي والذين هربوا دون معرفة الأسباب الرئيسة وهؤلاء الثلاثة هم أكثر المقربون لنوري المالكي ( حاتم الكصوصي ، قاسم المكصوصي، ناصر غنام العكيلي ) فحاتم مدير الاستخبارات العسكرية العامة وقاسم كان مدير العمليات في جهاز المخابرات الوطني وناصر غنام قائد الفرقة المسؤولة عن الجزء الجنوبي الغربي لمحيط بغداد ويعد هذا الجزء هو الأخطر على بغداد .
اختفى الثلاثة بيوم واحد وبالتحديد قبل الهجوم على سجن أبو غريب والتاجي والسؤال الذي يتبادر إلى الاذهان كيف يختفي الثلاثة في آن واحد؟ وما السبب والسر من تركهم لمناصبهم الكبيرة في وقت عصيب يمر به المالكي حيث الانهيار الأمني في أعلى مستوياته ؟ فواحد منهم كانت حجته هي اجراء عملية جراحية خارج العراق والآخر حجته تقديم الاستقالة والأخير حجته هي زيارة أبن عمه الذي أجرى العملية الجراحية ، والسؤال الآخر هو هل من المنطق يكون الاختفاء لهذه الأسماء الثلاثة في وقت واحد دون أن يكون لهم تنسيق مسبق ؟ هل هروب هؤلاء كان مجرد صدفة ؟ هل كانت محاولة انقلابية تم كشفها في آخر لحظة ؟ هل كانوا مجبرون على اتخاذ هذا الموقف ؟ هل كانوا يعملون لجهة مخابراتية اقليمية وتم كشفهم مما دفعهم للهرب خوفا من الاعتقال والموت ؟ هل المخابرات الإيرانية هي التي كشفت هذه المحاولة ؟ هل هناك ضباط آخرون سيلتحقون بالهاربين ؟ هل هناك وزراء مشاركون معهم وأعضاء مجلس نواب ؟ هل للسفارة الأميركية علاقة ( سلبية أو ايجابية ) بهذا الهروب الجماعي ؟ هل كانوا على علاقة بمخابرات دولة إقليمه استطاعت أن تجبرهم بطريقة ( الابتزاز) مما دفعهم لتنفيذ ما تريد خصوصا وإنهم جهلاء في العمل المخابراتي والحصانة الذاتية ؟ هل وقعوا ضحية ابتزاز بطريقة التصوير في مواقف ومناظر مشينة ؟ هل تم اغرائهم ماليا ؟ هل كانوا فعلا يريدون تخليص الشعب من دكتاتور جديد ؟ هل فعلا حقيقة الاشاعة التي تقول أن علي غيدان هرب أيضا ، هل سيكشف المالكي رويدا رويدا عن هذه المحاولة للإعلام ؟ هل سيثق المالكي مستقبلا بأحد من المقربين ؟ هل سيستغل المالكي هذه المحاولة لطرد كل المقربين وتقريب الأقرباء ؟ هل سيستغل المالكي هذه المحاولة للتخلص من الخصوم ؟ هل ستتغير قناعات المالكي بالمقربين ؟ هل للسيد على الأديب علاقة بهذه الأسماء ؟ هل لهم علاقة بحادث الاقتحام ؟ هل كانت ساعة الصفر هي لحظة الهجوم على السجن وتحرير السجناء ؟ اسئلة كثيرة في جعبتنا لكن الإجابة الدقيقة ستكشفها الأيام والشهور ويبقى السؤال المهم هو : هل كان هروبهم بنفس اليوم مجرد صدفة ..
هل كانت هناك محاولة انقلاب عسكري في بغداد … بقلم الدكتور فواز الفواز
آخر تحديث: