هيّا بنا نتفاءل بأوامر حكوميّة !!

هيّا بنا نتفاءل بأوامر حكوميّة !!
آخر تحديث:

 

 بقلم:علي حسين

منذ صدور كتاب ” العالم إرادة وتمثُّل ” لأرثر شوبنهور قبل أكثر من مئة وخمسين عاماً ، وموضوعة التشاؤم والتفاؤل تشغل بال الأدباء والفلاسفة . ظلّ شوبنهور يقول للجميع إنّ ” الحياة ليست محلاً للكلام عن الفرح والسعادة ، بل مكان للإنجاز ” ، فالكلام مجرّد وهم نسمعه كل يوم ، أما الإنجاز فهو الذي سيبقى في ذاكرة الناس .سيقول البعض يارجل مالكَ تقلِّب بدفاتر المتشائمين وتريد أن تتفوّق على ابن الرومي في تشاؤمه ، وسيحاول البعض أن يدقّ على الخشب ، فبالتأكيد أنا كاتب لا أرى حجم ما تحقق من إنجازات في مجال التعليم والصحة والكهرباء والاستثمار ، ولهذا ينطبق عليّ ما قاله السيد حيدر العبادي أمس من أنّ المتشائمين ” من أمثالي ” لايريدون لحركة الإعمار والاستثمار أن تستمرّ وتزدهر . إذن دقّوا على الخشب والحديد والنحاس ، واتركوني مع القاضي منير حدّاد وهو يكتب أُطروحته ” الفنطازيّة ” في الدفاع عن النائبة حنان الفتلاوي ، وأطروحة منير حدّاد تختلف عن أطروحة أستاذنا علي الشوك الذي فاجأ العراقيين في منتصف السبعينيات بكتاب غريب الشكل والموضوع ، لكنه غني المحتوى بكل ما هو جديد من معارف العلوم والفنون والأدب ، أما أطروحة القاضي حداد فهي عن الظلم الذي تعرضت له حنلان الفتلاوي ، فهي لم تكن طائفيّة في يوم من الأيام ، وإنّ مشروعها هو إقامة دولة مدنيّة تحترم جميع المكونات ، وأعتقد أن السيد القاضي يعتقد أننا شعب بلا ذاكرة ، عندما يقول قاضٍ محترم إنّ السياسة مصالح وينسى أنّ هناك شيئاً من الأخلاقيات التي يجب أن تحترم عقول الناس ، فإنّ هذا ليس من العلم السياسي الحديث. صحيح أنّ ميكافيللي دعا إلى شيء من الانتهازية في إقامة الدول، لكنّ الدول لاتبنى على خطب المديح وشعارات بل على العقول التي تصرّ على أن تجعل همّ المواطن قبل هموم طائفتها وعشيرتها .لقد سمعنا في الأيام الأخيرة خطباً وهتافات وندوات عن الدولة المدنية والقوائم العابرة للطوائف ومحاربة الفساد ، وبتحليل هذه الخطب سنتأكد أنّ بناء البلدان ليس في الكلمات وإنما في الإنجاز ، كما يتأكد لنا أنّ المصدر الوحيد لسعادة الناس في كل زمان ومكان هو الإنجاز الذي تقدمه الدولة للمواطن ، وليس بيانات اليونسيف التي أخبرتنا أنّ في العراق مليوناً ونصف طفل نازح ، وأن هناك أربعة ملايين طفل يحتاجون إلى مدّ يد العون لهم .لقد حدّثتكم عن التشاؤم ترى.. ماالذي دعاني لذلك؟ انظروا حولكم وستجدون الجواب .

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *