والحُسنى عاقبة المخلصين لمبادئهم وللشعب وللوطن .. بقلم هاشم حسن

والحُسنى عاقبة المخلصين لمبادئهم وللشعب وللوطن .. بقلم هاشم حسن
آخر تحديث:

نعمْ يستحق المناضل والمضحي امتيازا يميزه عن اقرانه تمنحه الدولة في صيغة قانون أو تعلميات، ولكن السؤال الجدير بالمناقشة ينصب على نوعية التكريم وزمنه، فهل نميز هذا الشخص في مجالات الحياة كافة حتى لو كان هذا التمايز يسلب حقوق الآخرين، ويضر بالمصلحة العامة؟ وهل سيبقى هذا التمايز مطلقا على مدى حياة هذا الشخص؟. اسئلة كثيرة تدور في اذهان الناس، لكن ليس هنالك من يجرؤ على مناقشتها، بل صار الهمس واللمز مرافقا للكثير من حالات التكريم.. ورافقتها مفارقات خاصة في مجال اضافة الدرجات على المعدل العام، فمنح هذه الدرجات لابن الشهيد واخوته حق مشروع في سنة الاستشهاد، وادراك واع للحالة النفسية التي يمر بها الطالب، ويكون هذا الامتياز مثارا للجدل إن امتد الى السنوات الاخرى، والاكثر غرابة ان الاتحاد الوطني لطلبة العراق استحصل في ظروف خاصة امتياز الحصول على 10 درجات فوق المعدل العام لكل من عمل في اللجان الاتحادية، وما زال هذا الامتياز ساريا برغم زوال مبرراته، بل صار ورقة لتحطيم طموحات العديد من الطلبة الذين يتنافسون على اجزاء الدرجة للحصول على عشر درجات، وهي رشوة غير مبررة للطلبة العاملين في الاتحاد، وإن استمرار منحها يقضي على اسلوب المنافسة الشريفة في الجامعات، وكان يفترض بالطالب الاتحادي ان يحصل على المعدل العالي بجهده الخاص وليس على (مكرمة) الاتحاد ليكون حقيقة مناضلا بالجهد والجهاد، ولا أدري كيف يتميز من عمل في لجان الاتحاد على ابناء الشهداء أنفسهم الذين لا يحصلون الا على 5 درجات، بينما يمنح الطالب الاتحادي ضعف هذه الدرجات.. ان منح هذه الدرجات رافقته مفارقات مضحكة، حيث استطاع احد الاشخاص العام الماضي ان يرتب معدله العام ويحول شهادته بطريقة نضالية ايضا، وزاد عليه درجات لمكرمات كثيرة وخرج صاحبنا بمعدل 110%، وهذا الرقم يصلح ذكره في قاموس جينز للارقام القياسية، وان نشره في الخارج سيثير تساؤلات عديدة عن مستوى الدراسات العليا في العراق، ويجعلها مصدر شك وريبة!.

ترى متى نفكر بطرق مناسبة ومشروعة نكرم بها الناس ونميزهم ماديا واجتماعيا ونترك العلم والتعليم بعيدا عن المكرمات، فلا يتجاوز أو يعبر حدوده الا المجتهدون والمبدعون، وتبقى الجامعات والمؤسسات العلمية محاطة بحصانة قانونية وعلمية لا تخضعه للاهواء ولقرارات الاستثناء مهما كان مصدرها او سببها.. ولهذا فإن المسؤولية الوطنية توجب ان نعيد النظر في مستوى التعامل مع الجامعات والقبول فيها وايجاد صيغ علمية بحتة للمفاضلة، ويقال الشيء نفسه عن البعثات والزمالات الدراسية. المطلوب لبناء الوطن والانسان في الجامعات ان نرسخ تقاليد علمية خاصة.. في مجالات الدراسات العليا لتكون حصرا للعقول النابغة وليس مقاعد للمكرمين.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *