كاظم فنجان الحمامي
في ضوء مشروع قانون الموازنة الذي أقره مجلس الوزراء العراقي للعام 2015، بقيمة 123 تريليون دينار عراقي (102.5 مليار دولار أميركي)، وبعجز يناهز 19%، اعتماداً على التحديدات الجديدة لسعر برميل النفط، والتي تقدر بستين دولاراً.
وجدت أن واجبي ككاتب يعمل في عرض البحر، حيث الموانئ والمنصات النفطية العملاقة، يحتم عليّ القيام بمسوحات عامة لأسعار السوائل كلها، ومقارنتها بالسعر الحالي لبرميل النفط، وبناء عليه ينبغي أن أشير هنا إلى أن حجم البرميل كوحدة قياسية أمريكية مُعتمدة في مجال استخراج النفط الخام يساوي (158,98723) لتراً، أو (42) غالوناً. من هنا يمكننا القول أن سعة البرميل تساوي 159 لتراً. ولما كان سعر اللتر الواحد من مشروب الكوكا لا يزيد على دولار واحد، فأن السعر الافتراضي لبرميل الكوكاكولا في أسواقنا المحلية صار في حدود (159) دولاراً، وهو أعلى بكثير من سعر برميل النفط الخام المستخرج من حقل الرميلة الشمالي. وتسري هذه الأسعار المقارنة على البراميل الافتراضية لمشروبات (الفانتا والشابي والسبرايت والبيبسي والسفن أب)، وكل أنواع الشرابت والعصائر. آخذين بنظر الاعتبار أن البرميل الواحد يحتوي على (500) علبة تقريباً من علب الكوكاكولا والبيبسي قياس (330 مل). وبالتالي فأن سعر النفط صار أرخص من مواد استهلاكية كثيرة مثل الحليب، والمياه المعدنية، والشامبو، ومعجون الطماطم.
من نافلة القول نذكر أن تكلفة برميل الحليب الطازج في أسواقنا المحلية تصل إلى (159) دولاراً أيضاً، فاللتر الواحد من حليب (المراعي) أو (KDD) المستورد من الكويت والسعودية يباع عندنا بدولار واحد، وظهر لنا أن تكلفة سعر البرميل الافتراضي للقهوة المبردة من نوع (ستاربكس) يباع بنحو (954) دولاراً، ويباع برميل الشطة من نوع (تاباسكو) بحوالي (6155) دولاراً. ويباع البرميل الواحد من عطور (شانل) بحوالي (1.6 مليون) دولاراً. وبرميل الآيس كريم بحوالي (1600) دولاراً. وبرميل قاتل الحشرات من نوع (Raid) بحوالي (945) دولاراً، وبرميل الشامبو من نوع (هيد أند شولدر) بحوالي (1431) دولاراً، وبرميل زيت الذرة (عافية) بحوالي (397)، وبرميل شربت (فيمتو) المستورد بحوالي (318) دولاراً. ولما كان عباس أبو الشربت من أفضل الذين أبدعوا في تطوير صناعة عصير الرمان والنامليت والنومي بصرة في المنطقة الجنوبية، فأنه ومن دون منازع المرشح الأوحد لإدارة وزارة تختص بإنتاج وتصدير (النامليت)، والتي من المؤمل أن تكون عوائدها المالية أعلى بكثير من عوائد النفط الخام، فشراب (النامليت) من أقدم أنواع المشروبات الوطنية والتراثية في البصرة، وكان معرفا قبل ظهور المشروبات الغازية الأخرى مثل المشن والكراش والشابي. أما اسم (نامليت) فهو في الأصل تحريف لكلمة ليمونيت (lemonade). أي عصير الليمون باللغة الإنجليزية وقد تغير إلى (نامليت) بسبب عفوية لهجتنا العامية.