وطن لايضيع ..!بقلم جلال النداوي

آخر تحديث:

كأس من النبيذ الاحمر يتلألأ امامي بخمرة عنب معتق مع صديقة فرنسية تعرفت عليها للتو ، لا افهم منها ولاتفهم مني الا بعض كلمات مجاملة تختلط فيها الانگليزية والفرنسية ، ارادت هي ان توحي لي بمعرفتها بثقافتنا ومجتمعنا تقربا مني بينما كنت انا مصغٍ لها واحاول فهم ماتلسعني به من جمل متسارعة لااقوى على استيعابها !
نظرت الي بحمق وعجز في آن عما تريد ان توصله لي ، فاختزلت الموقف بان تسمعني اغنية عراقية تحتفظ بها في جهاز هاتفها .. وانا كالاطرش في زفة لا افهم منها شيئا ، غير اقتراب وتقارب نفسي من جهتي ومن ناحيتها في آن واحد يجمعنا ..
يالله ، صرخت بهدوء في وسط المقهى الذي دعتني اليه ، لقد فهمت !
اغنية لفاضل عواد ( حاسبينك ) .. اسمعها من خلال جهاز الموبايل خاصتها والتي طالما رددتها في صباي واحفظ كلماتها عن ظهر قلب لكاتبها الشاعر زامل سعيد فتاح ان لم تخونني الذاكرة ، بادرتها السؤال هل تفهين كلماتها ؟
اجابت بالنفي ، كل مافهمته انها مجاملة منها لي اخرجتها بعد ترجمة من الحاج يوتيوب ..
سرحت في خيالي وذاكرتي تاركا مضيفتي الرائعة وهي ماانفكت تبتسم حينما شعرت بارتياحي .. تذكرت تلك الليلة التي كنت اعمل فيها بجريدة الجمهورية البغدادية اوائل الثمانينات حينما اخرنا طبع عدد الصحيفة لاغنية وطنية انشدها وهو على سريره في المستشفى الفنان العراقي المبدع فاضل عواد وكانت ابان الحرب العراقية الايرانية ( يمه يماه يمه شديت الچرغد بزنودي للوطن ياروحي …) !
اختلطت لحظتها رومانسية اللقاء بذاكرة وطن ، ولا عليكم ببقية الحوار .. فمازلت اطرشا في زفةٍ كما يقول المثل العراقي !
التقيكم بعدها

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *