وفسر الماء بعد الجهد بالماء!!

وفسر الماء بعد الجهد بالماء!!
آخر تحديث:

بقلم:صادق السامرائي

معظم الكتابات والخطابات والتصريحات التي تواصلت حول ما يجري في البلاد ينطبق عليها القول:

قومٌ جلوسٌ حولهم ماءُ……كأننا والماء من حولنا !!!

فلا جديد في الموضوعات المطروحة , وكأنها إسطوانة مشروخة , تدور على إيقاع رتيب , فالكلام ذاته والتبريرات لم تتغير , والتفاعلات المتوّجة بهوّ كما هي , ولا أحد مسؤول , والدنيا بخير وإن قالوا بأنها غير ذلك.

وسبب الهيجان الشبابي أجندات خارجية ومندسون , والذين سقطوا من الأبرياء المطالبين بأبسط حقوقهم , قد قتلتهم الأيادي الخبيثة , والمحافظات الأخرى تتفرج , وغير ذلك من الأقوال المتحاملة المنفعلة الخالية من الأدلة والبراهين , وإنما تريد أن تديم الحال , وإن تظاهرت بغير ما فيها من النوازع والدوافع والخِلال.

ولو شاركت جميع محافظات البلاد بما يحصل لقالوا ما قالوا كما في العديد من الحالات السابقة , فهم يسوّغون كل شيئ على مقاسات منافعهم الشخصية ومنطلقاتهم الطائفية والفئوية , وما أكثر البعابع التي يطلقونها لإخماد إرادة الجماهير وتحويلهم إلى قطيع مرهون بعمامة موالية لمن يطمع بالبلاد والعباد.

فلا جديد في الذي يُكتب ويُصرَّح به , ولن تتغير الأحوال إلى ما هو أفضل وأحسن لأن الجمع القابض على مصير الوطن والمواطنين قد تعوّد الفساد , وصار دينه ومذهبه وربه , ويأتيك بألف تبرير وتبرير لتسويغ ما يقوم به من إستحواذ على حقوق الآخرين بإسم الدين.

فلكل سلوك مهما كان آثما وظالما تبرير ديني وفتوى من مُتاجر بدين , والناس ترى وتسمع وتعيش مأساة الواقع الذي يستفحل فيه الضلال والبهتان والعدوان على الإنسان , والدين مطية لتحقيق الرغبات والنزوات فالمآثم والخطايا والجرائم أصبحت مقدسة ومبررة بدين.

وحتى الشباب الذي لا يعرف ما هو السابق وإنما يعيش حاضرا منورا ومعززا بوسائل التواصل الإجتماعي , التي جعلته يرى بوضوح ويقارن أحواله بغيره من بشر الدنيا , يتم إتهامه بما ليس فيه.

والقوى الفاعلة في الواقع تبيد الآلاف من أبناء الوطن بذرائع مشرعنة , وفقا لمقتضيات فتاوى العمائم التابعة لألف شيطان رجيم , ويقولون إن الأيادي الخبيثة قد قتلت , وأياديهم بلا إثم وعدوان على المواطنين.

قرأنا وسمعنا وشاهدنا , ولا أحد يضع النقاط على الحروف ويمتلك الجرأة لتوصيف الحالة بصدق وإخلاص وطني وغيرة وطنية , وإنما تكشفت حقائق الذين يدّعون المثالية والحرص على المواطنين والدفاع عنهم , وتبين أنهم أكثر ولاءً للآخرين , وأن وطنيتهم تعني الحفاظ على مصالح الطامعين في البلاد والعباد.

فالهدف من الطروحات هو التشويش والتشويه والدفاع عن أئمة الفساد والحرص على الفاسدين , ولن تتحرر البلاد بسهولة من الفساد المهين , لأنه منظومة مسوّغة بفتاوى ويقوده المعممون المتاجرون بجوهر الدين , ومن حولهم مَن يتبع ويقبع ويسبّح بأفكهم المبين.

فهل حقا أن الحياة ستتغير والواقع المعاصر سيكون أفضل؟!!

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *