وقفة تأمل في الرواية العراقية

وقفة تأمل في الرواية العراقية
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- لا يستطيع المتتبع الدارس لحركة الثقافة العراقية المعاصرة، إلا الوقوف مليّا لحركة نهضوية للرواية العراقية الجديدة الصاعدة.. ليس ما حققته عربيا على مستوى الجوائز المتخصصة في الفن الروائي فحسب، إنما بتمددها وحركتها الواسعة في زيادة رقعة انتشارها العربي وربما العالمي لاحقا.. من الناحية الفنية استطاعت أيضا الرواية العراقية الجديدة التخلص من بلاغات زائدة كانت عبئا كبيرا على القارئ العادي غير المتخصص، تخلصت فعليا في نوعها من الإنشاءات التي زادت من ترهلها في السابق، تخلصت من الانزياحات النرجسية وتراكم كميات هائلة من (لا- وعي) الكتابة في أنساق السرد وأثقال المحتوى الحدثي بما هو يضر بعناصر التشويق والشد اللازمين للقارئ. القضية إذن بحاجة إلى وقفة تأمل ودراسة وفحص المحتوى السردي لها ولمواضيعها التي استطاعت إماطة اللثام في الكثير من بواطن التاريخ المسكوت عنها.. نحن إذن إزاء لحظة نهضة وحراك روائي عراقي يحمل الجدة والتغيير في طبيعة التناول الفني المستحدث فـي المتـون الروائيـة العراقيـة والانفجـار الكمـي المتصاعد.وبالمقابـل هناك حراك جدّي لتشكيل (تيار لجماعة الرواية الجديدة) بانتظار مولده في الأسابيع المقبلة، سينبثق عما قريب وربما سيكون الأول من نوعه في المنطقة كلها من حيث تأشير وضم النتاجات الروائية التي ستنضوي تحت خيمة هذا التيار. ربما سيكون على شكل بيان أو إعلان أو مسمّى آخر وفق ما ستتمخض عنه النقاشات وجلسات الدرس المستمرة، فـي بلورة الـرأي أو مجموعـة الآراء التي ستتمحور حول طبيعة هذا الإعلان المزمع للجماعة اياهم..فالأمر أصبح حقيقة واقعة لذلك الحراك المستمر لجماعة تيار الرواية الجديدة، في طرح مجموعة الأفكار التي تبتغي الوصف الكلي لمنهج نظري مكتمل الرؤية تنخرط تحت فضائه كل الرؤى التي تريد نقش مفهوم رواية عراقية واضحة المعالم، من حيث اللغة والأنساق الفنية ووضع مكانة حقيقية لمفهوم الروح العراقية للشخصيات الروائية، لتصب في صياغة فن عراقي جديد يعيد كتابة تاريخ البلد روائيا وفيه من نسغ تلك الروحية العراقية صياغة وتركيبا وإنتاجا..تلك الجماعة تديم الصلة من دون التقاطع مع الإرث الروائي العراقي وعموم السرديات الأخرى.. وتلك عملية بحاجة إلى التريث والإمعان العميق في اكتشاف طرق التواصل مع ذلك الإرث على قلته ومن ثم الانطلاق في رصد وفحص النتاج الروائي الحالي والمستقبلي.. سيكون الإعلان ليس على طريقة بيانات الشعر المحلية والعالمية، إنما إطاره الفحص النقدي، لما هو يحسب على تيار الجماعة من عدمه.. كذلك هناك قضية أيضا يجب الالتفات اليها مسبقا قبل إعلان ذلك التيار، ما يتعلق بمحتوى المفاهيم الجديدة الموضوعية والفنية والشكلية التي سيتضمنها الإعلان بخصوص المغزى الحقيقي لذلك الإعلان.على ألا يكون دعائيا لجماعة بقدر ما يكون لحظة نهوض حقيقية تؤسس لابتكار الطرق الجديدة للانطلاق الحتمي والجدي الفاعل، ليس على مستوى النخب الثقافية، بل بكيفية الوصول إلى كتابة رواية عراقية جديدة وجماهيرية في استقطاب القارئ العراقي قبل العربي والعالمي.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *