علي الزيادي
(برلمان ) مفردة او كلمة جميلة فهي تمثل الشعب لذلك سمي مجلس الشعب في بعض البلدان واعضائه انما هم ينوبون عن الشعب لذلك قيل عنه مجلس النواب وفي بلدان اخرى يمثل اعيان البلد فقيل عنه مجلس الاعيان . وفي كل هذه التسميات تفخر الشعوب به كتشكيل ديمقراطي يعمل على اعانة الوطن والمواطن فنجده متصديا لكل الظروف العصيبة التي يمر بها بلد ما فيعمل على اصدار قرارات تخفف من اعباء الناس وتخلص البلد من كوارث سواء كانت طبيعية ام مفتعلة نتيجة عدوان او غير ذلك .
وعلى مدى التاريخ لم نسمع بمجلس نواب او شعب او اعيان وقد خذل الناس بل ان كل اعمال تلك المجالس كانت حجر زاوية في استقرار البلدان وشموخها واعمارها وتطورها . فهي مجالس تأتي بالنخب والكفاءات لتبني وتعمر وتطور البلد وعلى هذا الحال تطورت ماليزيا وكوريا واليابان والمانيا وروسيا وافريقيا والهند وسائر بلدان العالم ونستثني منها العراق فهو البلد المبتلى بمجلس نواب ان حضر لايعد وان غاب لايفتقد فهو منذ ان تشكل بعد الاحتلال الامريكي يعمل على تنفيذ برامج وخطط حزبية وما اعداد اعضائه الا لعبة سخيفة لاتعدو عن كونها دستورية فقط واِلا فالبرلمان يمثله ثلاث او اربعة اشخاص او اكثر بقليل يقال عنهم انهم رؤساء كتل يمررون ماتريد احزابهم وكتلهم وليذهب الشعب الى الجحيم !
هذه حقيقة مرة لايمكن ان يحجبها غربال بدليل ان العراق يتراجع نحو الأسوأ عام بعد آخر فلا خدمات ولا أمن ولا حقوق للشعب وان ماكتب في الدستور من مواد تضمن حقوق الناس ماهي الا شعارات للأستهلاك الاعلامي ليس اِلا.
الشعب العراقي يتلقى الموت المنظم وبأشكال متعدد تحت انظار البرلمان ولامن ساكن يتحرك !
نسب الفقر تزداد عام بعد عام امام انظار البرلمان ولامن ساكن يتحرك !
مئات المليارات من الدولارات تخصص لبناء جيش فتذهب المليارات في عقود فاسدة امام البرلمان ولامن ساكن يتحرك !
الطائفية المقيتة تزداد تأجيجا وتنهار البنى المجتمعية للبلد امام انظار البرلمان . ولامن ساكن يتحرك !
احزاب تعمل بدون قانون فتنشر الفساد وتسطوا على اموال الشعب جهارا نهارا امام انظار البرلمان ولامن ساكن يتحرك !
ثلاث دورات انتخابية تنتج جيوش من الحمايات تسلب اموالاٍ طائلة ونواب لاهم لهم سوى الامتيازات والحفلات وبرواتب خرافية والشعب يموت جوعاً وامام انظار البرلمان ولامن ساكن يتحرك !
ازدياد حالات الاحتقان في الشارع وغياب تام للعمل المنظم وامام انظار البرلمان ولامن ساكن يتحرك !
جلسات البرلمان اصبحت ساحات للصراعات وهي بدلاً من ان تجد حلولاً لمشاكل البلاد راحت تزيد من التوتر لتدمر العباد !
نصف ميزانية الدولة تنفق رواتب وامتيازات للنواب والرئاسات والحمايات والشعب يموت جوعا وقهراً. ترى ما الفائدة من البرلمان ؟
برلمان يناقش اتفاقية تجارة مع دول لاتعرف للتجارة طريق بينما البلد يغلي . هكذا برلمان لايستحق ان يحكم الامة .
برلمان يناقش امتيازاته وحقوقه بينما البلد فيه من يبحث في النفايات عن لقمة عيش ! حقا برلمان لايستحق الاحترام .
العراق اليوم على المحك وهو في مفترق طرق مقسم ومنقسم وخالي من مؤسسات تحميه وتعيد للناس هيبتها . فما الفائدة من برلمان في مثل هذا الحال ؟
شباب العراق من جيش وشرطة ومجاهدين للحشد الوطني يموتون كل يوم بينما البرلمان والحكومة لم تتمكن من تحقيق او اصدار قرارات تعيد اللحمة الوطنية وتبعد شبح الحرب الطائفية ! بربكم هل هذا برلمان وهل هذه حكومة ؟
اكثر من 3 ملايين مواطن مهجر ونازح واكثر من 2 مليون يتيم والآلاف من الأرامل واكثر من 30% من العراقيين تحت خط الفقر بينما البرلمان في صراع على من يتسلم لجنة الخدمات ولاتوجد خدمات ! كفاكم ضحك على الناس – الحقيقة البرلمان على وضعه الحالي يمثل حلقة تثقل كاهل المواطن بل تعمق من جراحاته فهو لايقدم اي شيء بل يأخذ ولايعطي وفيه من المجرمين والقتلة ويتنعمون بخيرات الشعب بينما السجون والمعتقلات تعج بالشرفاء .فلا حاجة لنا بهذا البرلمان لأنه لايخرجنا الى البر الأمان –