شعورك بالخوف والحزن لايفارقك وانت تمشي في شوارع بغداد المظلمة صباحا من نور العدل والياسة في مقتبل عمرها من كل امل , الخوف هنا لايكون من جهة واحدة بل من كل الجهات واكثرها هو الخوف من الجهات الامنية في الشارع لانها ولسبب بسيط تتعامل بمبدا (بكيفي) الذي يقود البلد , قمنا انا وصديق لي بالذهاب الى مكان عمله في حي السكك المجاور الى وزارة الخارجية وعند وصولنا الى سيطرة وزارة الخارجية تفاجئنا بان الدخول ممنوع فاظهر صديقي الهوية التعريفية (الباج) التي تخص دائرته فلم يتكلف الجندي عناء النظر بها واكتفى بقوله (تحرك ممنوع) فقام صديقي بالسؤال لماذا ممنوع ؟ من الذي منعه اليوم ؟ اعتقد انها اسئلة خالية من اي اهانة وكان القصد منها معرفة الجهة التي امرت بهذا الغلق حتى يتم التخاطب معها بخصوص السماح بالدخول للموظفين العاملين هناك, لكن قامت القيامة على هذا السؤال فكيف ولماذا وكل ادوات الاستفهام توجهت لنا من قبل القوات الامنية مصاحبة ببعض العبارات التي اعتادت على اطلاقها القوات الامنية اثناء توفيرها الامن للمخالف في نظرهم فأردت ان اتدارك الموقف فقلت لشاب مدني واقف (ليش صايرين اعصاب) واذا بي ارتكب خطا اكبر من خطا صاحبي واذا بهذا المدني يؤشر بيده الى الضابط (ملازم اول) الواقف اشارة فهمت منها باني اتكلم كلام زائد فجائني الضابط مغبرا مكفهرا حاولت ان امتص غضبه فبادرته بالكلام وقلت لصاحبي (هذا مبين عليه خوش ولد) واذا بهذا الخوش ولد ضل يرفع بصوته ويتطاول بالكلام ويتجاسر حتى على رئيس الوزراء كونه القائد العام للقوات المسلحة وكان كثيرا مايردد( بكيفي ومحد يحاسبني) فما كان لي انا وصاحبي الا ان ننسحب وبشق الانفس من هذا الموقف لان حضرت الحامي يستطيع حسب قوله ان (يكسرنا ويخلينه منشوف الشمس) وانا متاكد انه يستطيع لما له من سلطة مطلقة داخل الشارع وعدم وجود الرقيب عليه , انا متاكد انه يستطيع ذلك لان المسئول لايسمع من العبد الفقير فكل فقير ارهابي بنظرهم ولهذا يطبقون القانون بكامله عليه اما من يكون له سند وظهر قوي فهو ينقل المفخخات من محافظة الى محافظة بأسم القانون , هو يستطيع لانه لايملك من الثقافة شي ولايعرف ما له وماعليه من حقوق وواجبات , هو يستطيع لان مديره علمه ان لك مطلق الحرية بالتصرف بالشارع مادمت تحقق الامن ولاادري هل هذه الحرية تنتفي منه في حالة عدم تحقيق الامن فلماذا هذا الاستخفاف بالشعب والتلاعب باعصابه ؟ سيادة القائد العام للقوات المسلحة ان الهوة بين الحاكم والمحكوم بدات تتسع وستصل الى مرحلة لايمكن معها راب الصدع اتمنى عليكم النظر بمعاناة الشعب المسكين الذي اوصلكم لما انتم به وان تخصصوا رقيب على قواتكم الامنية داخل شوارع بغداد الحبيبة وان تلغوا كلمة (بكيفي) من قاموس القوات الامنية.