بالتأكيد ستمنحك الكتل السياسية أو غالبيتها تأييدها لمنصب رئيس الوزراء.. وفق الاتفاقات على برنامجك الحكومي الذي ستتفق عليه الكتل.. ولا أريد أن أتدخل في هذا البرنامج.. أو حتى اعلق.. أو ابدي رأياً في البرنامج.. فتدخلي لن ينظر إليه تماماً.. فبرنامج هو حصيلة اتفاق الكتل السياسية.
إلا إنني أؤكد إن رئيساً للوزراء في هذه المرحلة الدقيقة والاستثنائية في تاريخ العراق والمنطقة.. تتطلب وضع مصلحة العراق أولاً.. ليس قولاً أو شعاراً.. بل حقيقة وفعلاً.. وإلا لن يكون العراق مستقراً وستتوقف الأعمال.. وستكون التظاهرات والاعتصامات هي سيدة الموقف.. ولن تكون كالتظاهرات الحالية.. ولن تسكتها قرارات مستعجلة أو ترقيعية.. أو قوة السلاح.
ولا تصدق إن الكتل ستقف الى جانبكَ.. عندما تشتد الحالة.. ولا تصدق إن شيوخ العشائر سوف يستطيعون تقديم العون لك.. وأمامك تجربة تظاهرات البصرة.. ترك ألعبادي وحده.. وانتهى بلا ضجيج.. من جانب آخر هذا ليس تهديداً.. فأنا لا املك حزبا.. ولا ميليشة.. ولا شيخ عشيرة.. وليس لي علاقات دولية أو إقليمية.. حتى إنني لا أملك مسدس للدفاع عن نفسي.. كلامي هذا هو الحقيقة.. وليس غيرها.
ضع موازنة بين متطلبات البرنامج الحكومي.. وبين متطلبات الكتل السياسية.. ومتطلبات الجماهير.. مع الانحياز لمتطلبات الجماهير.. التي خسرت كل شيء خلال ال 15 سنة الماضية.. وخلال سنوات القهر والظلم ألصدامي.. والحصار الدولي الشامل.
أختر وزراءك من بين أفضل الوزراء.. وطبق مقولة “المجرب لا يجرب”.. ولا تقل هناك مجربين جيدين.. فأقول لك الشعب لا يؤمن بأي أحد مجرب.. ولا تختار وزيراً عليه شبهات فساد.. ولا تختار وزير مما يعيشون في الغرب الأوربي.. ويأتون للعراق فقط خلال فترة الانتخابات.. وعندما يفشلون فيها يعود بخفي حنين.. ولا تختار من لا يضع مصلحة العراق أولاً.. من خلال واقع ال 15 سنة الماضية.
لا تعد بلا تنفيذ.. ولا تنشغل بخطابات لا داعي لها.. اعتقد إن مؤتمراً صحفياً أسبوعياً ولمدة ساعة واحدة فقط يكفي.. فالجماهير شبعت خطابات من صدام.. ومن قبلكَ.. بل أقول لك صدقاً.. إن الجماهير لن تسمع خطاباتك.. ولا تقرأها.. ولا تصدق بها.. حتى لو نفذت ما تقوله.. فهي لا تصدق بكلام وخطابات المسؤولين..حتى لو نفذت!
لا ترفع أي شعار.. يسجل عليك.. فلا تقل سنحارب الفساد.. ولا تقل سنجري إصلاح وترشيق حكومي.. ولا تقل سنقضي على ما تبقى من داعش.. ولا تقل سنقضي على الجريمة المنظمة والخطف والسرقة.. ولا تقل سنحقق العدالة في الرواتب.. ولا تقل سنوزع أراضي للمواطنين.. ولا.. ولا.. ولا.. بل اجعل عملك يتكلم.
أجعل من سكوتك.. وعملك بلا ضجيج.. وبلا إعلام مزوق.. عامل نجاح ومحبة المواطنين.. فالمواطنون لا يؤمنون بالإعلام.. ولا بالخطابات.. أبدأ عملكً بالحاجات الفعلية (الخدمات.. البطالة.. توفير المدارس والسكن.. محاربة حقيقية للفساد وكبار الفاسدين.. البناء والأعمار.. اختيار قيادات إدارية وتكنوقراط ونزيهة للوزارات والمؤسسات).
أعرف جيداُ ومقتنع انكً لا يصيبك الغرور.. ولا يمنحك المنصب غطاءً أو هيبة.. غير هيبتكً واحترامكً لنفسكً.. لكن لا تتواضع لحد تعصر.. ولا تعاند حد الكسر.. ولكنك عاند لمصلحة وطنك وشعبك.
بقيً أن أقول لك.. وأنا خجلاً من القول.. كن قوياً وحازماً تجاه طلبات الكتل والسياسيين والنواب غير المشروعة.. ولا تخشى تهديد الكتل والسياسيين والنواب.. بالتلميح أو التهديد باستجوابك.. أو حتى أقالتك ظلماً.. فهي قوة لك وليس ضعفاً.
ـ ولا تهرب.. ولا تستقيل.. و لا تنسى عراقيتك.. إن كنتً على حق.. والجماهير على حق.. فصارح الجماهير بصدق وأمانة.. لتقف الى جانبكً.. أمام أصحاب المقاعد العتيقة.. وحيتان الفساد الكبيرة.. فبأول ضربة لفاسدين كبار.. ستهرب مافيات الفساد كالجرذان.
لا أريد أن أطيل بالكلام.. فالقيادات والمسؤولين تريد المختصر.. والإشارات.. والسلام.. وإنا منتظرون.