آخر تحديث:
داخل السومري
يمر العراق هذه الأيام في فترة من أحلك وأخطر فترة زمنية مر بها خلال تاريخه المأساوي. فهذا الإسلام وأرهابه يعود من جديد كما غزانا قبل أربعة عشر قرنا وطمس مهد الحضارات، بل عاد بأشد وأبشع هجمة متوحشة سادت المنطقة الشرق أوسطية وغطتها بغيوم حالكة السواد وأخرجتها بعيدا عن مسيرة التحضر الإنساني.
فهذا عراقنا اليوم قد اطبقت عليه يد التخلف الإسلامي المتمثل بحزب الدعوة وقيادته العميلة، والصبي المدلل عمار الذي خرج من جو الدلال وجعل من نفسه آمرا ناهيا بمصير هذا الشعب المغلوب على امره، وبعد ان استحوذ على امبراطورية عقارية بغير حق أخذ يساوم قتلة أبناء الرافدين ويشد من ازرهم على المزيد من قتل العراقيين وتحت عناوين يخرجها من عقله المدلل، ولعل آخرها زيارته للملك الهجين الذي يحكم شعبا مليئا بالحقد على الشعب العراقي لأنه أطاح بحبيبهم الدكتاتور جرذي العوجة. اما الجاهل والمتخلف الآخر الذي صعد على اكتافنا لا بسبب كفاءاته بل بسبب انتمائه الى عائلة دينية كما هو حال ابن عمه عمار المدلل. والكلام يطول عن هذه النمايم المنحطة من الجانب الشيعي.
لنأخذ الجانب الأخر من المشهد العراقي الا وهو أبناء الوطن في المنطقة الغربية. أبناء المنطقة الغربية عانوا الكثير من ضخ السموم الوهابية الطائفية التي زرعت في قلوب الكثير منهم الحقد والكراهية ضد إخوانهم في الوطن من الطائفة الشيعية، وكنتيجة لغسيل الدماغ هذا تقبل اخوتنا من أبناء الغربية وجود الدواعش بين ظهرانيهم وتقبلوا ان يقوم الشيشاني والأفغاني والباكستاني والأعرابي بقتل اخوتهم في الوطن من أبناء الوسط والجنوب الى ان شوفتهم داعش الإسلام على حقيقته فخرجوا على داعش واستغاثوا بأخوانهم من أبناء الحشد الشعبي لتخليصهم من داعش واجرامها، الا قياداتهم العميلة التي ظلت على عمالتها لمحور الشر المتمثل بتركيا والسعودية وقطر.
الشريحة الأخرى المهمة والمكملة لنسيج شعب وادي الرافدين هي شريحة الشعب الكردي. الاكراد هم الامتداد السومري الذي لم يتمكن الغزو الاعرابي من استعرابهم وبقوا على سومريتهم حالهم حال الشريحة المسيحية والمندائية والأيزيدية. كم انا اعتز وافتخر بهذه الشرائح العراقية التي أبقت على هويتها الرافدينية ولم يتمكن الاعراب الغزاة من استعرابهم.
عراقنا الحبيب هذا فقد رونقه الحضاري الرافديني منذ ان تم غزوه من قبل مجموعة بشرية متوحشة لم تبن لنفسها أي ثقافة إنسانية غير ثقافة السيف الذي بحده يتم السلب والنهب وقطع الرقاب، وقد عزز هذه الثقافة المتوحشة هو تبني الإسلام ونحن نعرف ضعف الانسان تجاه الدين، فتمت الكارثة وناخت جمال التخلف البدوي على ارض مهد الحضارات، وأخذوا بتقطيع الجذور التي تربطنا بثقافتنا الرافدينية والبسونا ثوب التخلف البدوي، وحل بنا ما حل من قتل وسبي وتشريد وتشرذم على مدى هذا التاريخ من الاحتلال البدوي الذي هو أسوأ من الاحتلال المغولي.
عراقنا، ياعراقيون، مهدد بالضياع الابدي ان لم نلتفت الى خطورة هذا الموقف ونتمسك بجذورنا الحضارية ونرمي بثوب التخلف البدوي والى الابد ونساير المسيرة الإنسانية المتقدمة ونبني عراقا ديمقراطيا على أسس حضارتنا الرافدينية التليدة.