يا ليت البارزاني يعيد حساباته ولا يذهب بعيدا … بقلم مثنى الطبقجلي

يا ليت البارزاني يعيد حساباته ولا يذهب بعيدا … بقلم مثنى الطبقجلي
آخر تحديث:

في تصريح هو الاول من نوعه وخطيرا بابعاده ومراميه .. اعلن رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود بارزاني ان الاقليم سيسخر كل امكانياته للدفاع عن النساء والاطفال والمواطنين الابرياء الكرد في /كردستان الغربية/ …. ولكن الى اين وكيف ومتى .؟
وجه الغرابة والخطورة في هذا التصريح إن لم تتناوله لغة النقل والترجمة وتتلاعب به باهوائها ،ان السيد مسعود يُقرن الانسانية هنا بنظرة سياسية متجاوزا بها اطار الدولة العراقية، راسما ومؤكدا من جديد خريطة الوطن الكردي الكبير، حلم القيادة التاريخية للاكراد ، ولوكان ذلك على جثث شعبنا في سوريا حيث اوهام المتوهمين تبشره باكتمال مقدمة الشكل الجديد للتلاحم المصيري القومي .للكرد فيها.. والذي يمكن له ، ان يعمم بكل الاتجاهات .؟
التدخل الشاذ بالشان السوري وبكل بالوسائل المتاحة ، هذا إن صدقت الاخبار ،لم يات من فراغ ،فهذا الكلام الخطير لم يرد على لسان وزير خارجية الدولة الاتحادية هو شيار زيباري، لكي نقول انه يشكل موقفا رسميا للحكومة العراقية او انه ورد في سياق التصريحات الكثيرة للسيد المالكي ،بل ان الاول اعطى الضوء الاخضر للجميع ،حينما صرح ان الحكومة العراقية غير قادرة على منع المتدخلين بالشان السوري وكانه يغمز من باب خفي الى هذا التدخل الكردي العراقي ..
تصريح رئيس الاقليم بنفسه ،هو كلام ذا ابعاد سياسية عميقة وبعيدة في آن واحد ويعد تدخلا واضحا في الشان الداخلي لدول الجوار، وهو ما يتنافى والدستور .. لاكن وجه الغرابة ان احدا من المسؤولين العراقين وبضمنهم وزير الخارجية لم ينصح السيد البارزاني ويوضح له ان كلاما مثل هذا قد يستعدي على العراق وكردستان تحديدا هذه الدول وان الحكومة المركزية ليست لها القدرة على الدفاع عن الاقليم لو نزلت بهم نازلة .. لانهم اليوم يتوسلون بالمحتل القديم ان يعود ادراجه .. واي عودةتنتظره لو فكر…!!
واذا كانت هذه التسمية تلك كردستان الغربية راسخة بالاذهان كما هي خرائطها معلقة على الجدران ،فان هذا يعني ان هناك كردستان شرقية واخرى شمالية وبالتاكيد هناك جنوبية تضم المناطق المتنازع عليها ولربما حتى تصل الاهواء الى اجزاء من بغداد، طالما ان الحكومة المركزية ضعيفة ومنخرطة في قتال شعبها حتى الموت .فالى اين تسير الامور بالعراق .؟
ولنفترض ان الوقائع والصور والاخبار التي اوردتها الفضائيات حول الشان الكردي في سوريا ،مُتلاعب بها وهي مجرد تقارير صحفية وافلام فضائيات وقد تكون مفبركة فنيا وممنتجة لحسابات معينة ، فهذا لايبيح لاحد تجاوز المحضورات بالتدخل بالشان الداخلي للدول المجاورة ، والاكتفاء باستقبال اللاجئين منهم وتقديم الخدمات والطلب من الامم المتحدة والوكالات المتخصصة التدخل والتحرك ضمن اختصاصتها ،لوضع حد للحيف الذي يعاني منه كل شعب سوريا وليس الاكراد فقط..؟
واذا صح ما ورد في تصريحك من تحذير ودعوة الاقليم للتدخل بكل امكانياته في الشان السوري ولم يكن هناك تحريف او تلاعب بمضمون التصريح فان اقليم كردستان حينما سيسخر كل امكانياته للدفاع عن النساء والاطفال والمواطنين الابرياء الكرد في /كردستان الغربية/”فهذه دعوة للحرب واثارة لمزيد من الحروب السورية الداخلية ،التي قد تشمل المنطقة باسرها..
ولا اعتقد ان كردستان التي نهضت من تحت غبار حروب داخلية ،قادرة على تحمل اعباءا مثل هذه ،وهي لازالت تستلم رواتب موظفيها من بغداد؟؟ وشعبك والاقليم احوج ما يكون الى كل دينار عراقي يصب في بناء نهضة علت اركانها وقوائمها فاحذر وحاذر .. من الانجرار لها يا ابا مسرور .. يا صديق الامس..
قطعا يا دولة رئيس الاقليم ان هذه التسمية التي اطلقتها وورد نصها في خبر لوكالة الانباء الوطنية العراقية نينا ،فيها من الخطورة على الامن الوطني بمكان وتعد خروجا عن الدستور حينما دعوت اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي الكردي،امس الى “تشكيل لجنة خاصة لزيارة /غرب كردستان/ للوقوف على اوضاع الاكراد في سوريا”.
و يا ترى هل اخذتَ موافقة الحكومة المركزية وانت جزءا من منظومتها الاتحادية ..؟ في دعوة عابرة للحدود مثل هذه ..؟ ،ومن المؤكد ان دعوتك الصريحة تلك ، هي مناسبة خطرة ترى فيها دولا مثل ايران وتركيا وحتى سوريا رغم ضعفها للتدخل بشؤونها وخلطا للاوراق فيها .. مالذي يجري يا ابا مسرور..؟ اين هم المستشارون ..؟ ،واي الحسابات يجري إعدادها في منطقة تلتهب غضبا على حكامها وهي مقبلة بلا شك على غضب ما بعده من غضب ..؟ فتريث ..
واذا كان السيد البارزاني كما هو واضح قد امتلك القوة والارادة فهل َصًدق ما يتراءى له ان البعير السوري سيسقط عند اقدامه جاثيا ،وقد اثخنته الجراح بعدما اصابت نظيره العراقي مقتلا .. السؤال لماذا لم يقل الكلام نفسه ويواجه ايران بكردستان الشرقية حيث لازال الاكراد يتذكرون جمهورية مهاباد التي دمرها الفرس في القرن التاسع عشر .. وهي اي تلك البقاع ذات الاغلبية الكردية لازالت تئن حتى الان ،من جراح الامس وطواغيت الفرس اليوم ..؟
،اليس كان الافضل له ان يشير لها من هذا الباب على اقل تقدير ، بدلا من تلك الزيارات المكوكية للقيادات الكردية التي كانت تطوف بين اربيل والسليمانية وطهران ..فيما كانت ايران تجز رؤوس الوطنيين الاكراد..يوميا.؟وتدك مدنكم بالمدفعية والطائرات..!!
ولان الدين النصيحة ..فان الامن والاستقرار مطلوب لشعبك ،فانا على يقين انك لو اشرت لها بايماءة واحدة وحاولت ان تغضبها ، فان مدفعية ايران ستضرب القرى الكردية ليل نهار ولو كررتها شمالا فان تركيا ستجتاح مدنك الواحدة تلو الاخرى، واما لو طالبتنا جنوبا فمدينة بغداد مفتوحة لك تستقبلك بالاحضان فلماذا يا ابا مسرور تفتح عليك كل النيران ..
[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *