بغداد/شبكة أخبار العراق- يراقب عراقيون بروز اسم عماد الخرسان الى الواجهة بعد غياب لسنوات طويلة واعرب كثير منهم عن دهشتهم لهذا الاختيار المفاجيء للرجل واناطة مسؤولية الامانة العامة لمجلس الوزراء به، فيما راح البعض يبحث ويستقصي السيرة الذاتية له ويشير الى ان تعيينه بهذا المنصب لم يأت مصادفة وان الاميركان ومنذ ثلاثة أشهر وضعوا خطة للتغيير حيث انهم جهزوا ٥٠ شخصية لتولي مناصب حساسة في الدوله تضمن مرحلة انتقالية واهمها تغيير رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي تسربت انباء ان الخرسان هو البديل عنه، فيما وصفه البعض بأنه رجل اميركا وانه سينفذ اجندتها لا سيما بعد دخول روسيا على خط القتال ضد داعش وان وجوده سوف يكبح جماح الحكومة العراقية اذا ما ارادت او فكرت في التقارب مع روسيا.الى ذلك استغرب ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدر بزعامة مقتدى الصدر تعيين عماد الخرسان أميناً عاماً لمجلس الوزراء، من دون التشاور مع الكتل السياسية أو مجلس النواب، على الرغم “حساسية” الموقع، وقد رجح الأول أن يكون ذلك “إرضاءً” لأميركا، فيما لوحت الثانية بأنه يكون لها موقف في البرلمان بشأن الموضوع.وأشار عدد من الاعلاميين، أن معلوماتهم عن عماد الخرسان أنه عضو بالحزب الجمهوري الأميركي. وقالوا: “نعتقد أن أميركا بعد التدخل الروسي ومحاولات الحشد الشعبي كيل المديح لروسيا التي بدأت تضرب داعش في سورية واصبحت تظهر اكثر مصداقية من أميركا التي يراها قادة الحشد غير جادة وتريد أن تدوم الحرب لسنوات، وأن التقارب مع روسيا لا تريده اميركا لذلك ارتأت تعيين شخصياتها لكبح جماح الحكومة بالتوجه الى روسيا وهو ما سيعطي الرأي العام فكرة ان اميركا هي التي اسست داعش وهي التي لا تريد للعرب خيرا وخاصة للعراق وسورية”.وختموا بالقول: “أظن الآتي سيكون أسوأ بعد ان قام المتحاصصون بنهب العراق وخيراته وان هناك مخططات سيئة ستنفذ لخراب العراق”.من جهته اكد محمد إبراهيم، استاذ جامعي، انه يشعر ان العراق مقبل على كارثة، وقال: “فوجئت بهذا التعيين للخرسان خاصة ان كل ما قيل عنه انه اميركي الجنسية والروح والاقامة وان علاقته بالعراق ماهي الا علاقة موظف يؤدي واجبه فيه لصالح الذين علموه وهم الاميركان، وانا أتساءل لماذا في هذا الوقت الحساس ؟ بالتأكيد ان وراءه ما وراءه فهل يريدون الاميركان اقصاء رئيس الوزراء العبادي عن المسؤولية واناطتها بالخرسان فيكون العبادي ظلا له وهو الذي بيده زمام الحكم؟”.وأضاف: “لا استطيع بالضبط أن ارى المستقبل بشكل صحيح ولكن في كل الأحوال أن الأمور لن تذهب الى الاستقرار وسط عواصف وازمات تضرب البلد فيما الدول الخارجية لا تفكر الا في مصالحها في العراق”. الى ذلك أكد سلام الساعدي، باحث إسلامي، أن ما قيل عن علاقة الخرسان بالمرجع الشيعي علي السيستاني ما هي الا اخبار كاذبة، وقال: “يقال أن عماد الخرسان، المعيّن بمنصب أمين عام مجلس الوزراء، كان يمثل حلقة الوصل بين السيستاني وسلطة الاحتلال الاميركي الممثلة بالسفير بول بريمر. الا ان كتاب النصوص الصادرة عن السيستاني في المسألة العراقية، والذي هو من إعداد حامد الخفاف احد الناطقين بأسم السيستاني يورد وثيقة وتعليق للمرجع، ينفي فيها ان تكون المرجعية قد تبادلت رسائل مع بول بريمر عبر عماد الخرسان، أو غيره، والنفي يشمل الأميركيين وغيرهم.واضاف: “في الكتاب يوجد ملحق بعنوان (تعليقات على مذكرات بريمر) ذكر فيه ان “ما أورده بريمر في مذكراته عن رؤى السيستاني ومواقفه، هو في الغالب غير دقيق، وغير صحيح، وورد احياناً بصورة مشوهة، ولعل السبب في ذلك ان (بول بريمر) لم يمتلك طريقا للتواصل المباشر مع المرجعية.وتابع: “يبدو ان هناك من يشتغل في الخفاء لاثارة المزيد من الازمات في العراق والاساءة الى المرجعية الدينية من خلال هذا الكلام مثل هذا”.إلى ذلك، قال الكاتب والإعلامي، رافد جبوري، عن الخرسان انه رجل من زمن بريمر، وأضاف: “لا اعرف عن عماد ضياء الخرسان الا ما كتبه عنه بول بريمر، رئيس سلطة الائتلاف الذي حكم العراق بين عامي (2003-2004).كان مبعوثا دائماً على ما يبدو بين بريمر والمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي رفض استقبال الأميركيين او الحوار المباشر معهم”.واضاف: “لست متاكدا ان كان الخرسان عضوا في حزب الدعوة لكنني لاحظت من اشاد به من قبلهم وما كانوا ليسكتوا عن تعيينه لو أتى بغير رضاهم.المهم انه يأتي من زمن الضياع الاول زمن الاجتثاث الاول وقتل المصالحة قبل ولادتها وحل الجيش العراقي بدلا من دعمه كمؤسسة وطنية غير طائفية والسياسات المعروفة الاخرى التي دمرت هياكل دولة كانت من أعمدة الشرق الأوسط رغم كل أمراضها وعيوبها. السياسات تلك انتقدها امامي وفي اكثر من مناسبة سياسيون بل ودبلوماسيون أميركيون في مناسبات وأوقات مختلفة بعد عام 2004″.وتابع: “كان الخرسان مبعوثا لبريمر وقريبا منه وقد لا يجعله هذا مسؤولا بالضرورة عن كل ما فعل ولكنه يأتي من ذلك الزمن وتلك المجموعة ليستلم ما الت اليه الأمور اليوم في بلد الضياع. بل أن تقارير صحافية تتحدث عنه مرشحا في الحقيقة لحكم العراق، لمنصب رئاسة الوزراء وليس فقط الأمانة العامة”.والخرسان هو عراقي يحمل الجنسية الاميركية كان قد جاء الى العراق مع الاحتلال في عام 2003 حيث كلف من قبل الحكومة الاميركية بتولي هيئة اعادة اعمار العراق و كان يرتبط ارتباطا مباشرا بجاي غارنر الحاكم العسكري الاميركي للعراق ثم لاحقا مع بول برايمر الحاكم المدني للعراق.. وتلك الهيئه كان مقررا لها أن تتولى ادارة اعادة اعمار العراق من قبل مختصين عراقيين بعيدا عن أي انتماءات سياسية او دينية, لكنها وبمجرد وقوع الاحتلال واتمامه فقد اهملت ولم يعد لاراء اعضائها من الخبراء العراقيين اي صدى لدى العسكريين الاميركان وانتهى الامر بانهاء اعمالها بعد عام في 2004 حيث فضل بعض اعضائها البقاء في العراق بعد ان ضمنوا مناصب حكوميه فيما قرر البعض الاخر العوده الى دولهم التي جاءوا منها ومنهم عماد الخرسان.
يحدث فقط في العراق..الخرسان من ساعي بريد الى امين عام مجلس الوزراء!
آخر تحديث: