150 عاما على صدور صحيفة الزوراء العراقية بقلم احمد صبري

آخر تحديث:

يستذكر الصحفيون العراقيون في الخامس عشر من شهر يونيو/حزيران من كل عام رواد الصحافة العراقية، وأبرز أعلامها على مدى 150 عاما الماضية، في تقليد مهني يعبر عن الوفاء والعرفان لدور هؤلاء في مسيرة الصحافة في العراق.
ويأتي استذكار صدور أول صحيفة في زمن الوالي العثماني مدحت باشا في 15/6/1869 وهي الزوراء الذي تحول إلى عيد الصحافة العراقية الذي تزامن مع التحديات التي تواجه الصحافة الورقية بفعل ثورة الاتصالات وصدود القراء عنها، ما وضعها في تحدي البقاء ومواجهة اشتراطاته.
وعندما نتوقف عند ذكرى التأسيس وتحديات عزوف القراء عن بلاط صاحبة الجلالة، فإننا نرصد تصدر الصحافة الإلكترونية المشهد الإعلامي بعد أن أزاحت السلطة الرابعة (الصحافة الورقية) لتحتل مكانها. ورغم ذلك فإن الصحافة الورقية تقاوم الغول الإعلامي الجديد بالبحث عن أساليب متطورة لمواجهة هذا الغول للبقاء قريبة ومعبرة عن حاجات قرائها رغم أن بعضها يحتضر ويقاوم.
والحديث عن مسيرة العمل الصحفي يدعونا للتوقف عند كوكبة مرموقة من الصحفيين الرواد لدورهم المتميز في إغناء وتطوير الصحافة الورقية رغم قلة الإمكانات المالية والفنية، إلا أنهم واصلوا المشوار.
وهنا نتوقف عند أحد أبرز روادها كان له حضور وما زال برغم تجاوزه عقد الثمانين من عمره المديد، وهو الرائد سجاد الغازي عميد الصحافة العراقية.
وتعود معرفتي بالغازي إلى أربعة عقود عندما التقيته عند افتتاح اجتماعات النادي الدولي للصحفيين الزراعيين الذي عقد في بغداد، ومنذ ذلك التاريخ وعلاقتي بأبي عماد تتعمق وتتطور، لا سيما وأننا ورثنا منه تقاليد مهنية في مسار عمل نقابة الصحفيين العراقيين واتحاد الصحفيين العرب، وكان للغازي الدور المؤسسي لنقابة الصحفيين الذي وضع مع زملائه أسس انطلاقها لتكون علامة مشرقة في مسيرة العمل النقابي العربي.
وبصمة الرائد سجاد الغازي في مسار العمل النقابي كانت واضحة، وساعدتنا نحن الذين استلمنا الراية من بعده في مهمتنا، فسرنا على وفق نهجه وطريقته بالعمل النقابي لأنه كان يدرك أن النقابة العراقية هي عمود الجسم الصحفي العربي، وأمل الصحفيين العرب في رؤية اتحادهم مؤثرا وقويا ومدافعا عن حقوقهم المشروعة طيلة تكليفه بمهام الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب بعد استشهاد أمينه السابق حنا مقبل.
وعندما نتحدث عن دور الرائد سجاد الغازي في مسيرة اتحاد الصحفيين العرب، فإننا نتوقف عند دور رئيسه المرحوم سعد قاسم حمودي، وأيضا الراحل طه البصري، وطيب الذكر صباح ياسين، والراحلون ضياء عبدالرزاق حسن ولطفي الخياط وفلاح العماري وعشرات الرواد الأحياء منهم والأموات كان لهم الدور المشهود في مسيرة العمل الصحفي ودعم ورعاية اتحاد الصحفيين العرب في بغداد.
وتغمرني السعادة بوفاء وعرفان جيل الصحفيين الشباب بدور الرائد سجاد الغازي من خلال نيله قلادة الإبداع من قبل مؤسسات عراقية وعربية باعتباره قامة عراقية كبيرة وازدادت سعادتي عندما اطلعت على شهادات مجموعة من الصحفيين الشباب أو ممن عاصروا الغازي في رحلته الصحفية، ووجدت فيها عرفانا ووفاء لرائد قدم لجيل الصحفيين ومسيرة العمل النقابي الكثير الكثير.
[email protected]

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *