40 مليون دولار يومياً خسائر العراق من قطع الانترنيت
آخر تحديث:
بغداد/ شبكة أخبار العراق- جاء قرار قطع الإنترنت عن العديد من المحافظات العراقية وخصوصًا في الوسط والجنوب لتشعل الاحتجاجات الغاضبة ضد الحكومة وتدني الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي، حيث شهدت أغلب المدن ضعفا عاما في خدمة الإنترنت تزامنا مع التصعيد الحاصل في تظاهرات محافظات وسط والنجف وكربلاء وميسان وذي قار واخرها بغداد.كما ادى هذا القطع الى خسائر كبيرة للشركات في العراق تقدر بمليارات الدولارات نتيجة لتوقف عملها الذي يعتمد بصورة كبيرة على خدمة الانترنت، اذ عدت الشركات ان هذا الامر بمثابة حرب اقتصادية واضحة وتخريب للبيئة الاستثمارية التي سيكون نتيجته تعطيل القطاعات المهمة في البلاد.واجابت وزارة الاتصالات في بيان لها بشأن الموضوع، إنه “لا يوجد قطع متعمد بل هناك ضعف في الخدمة نتيجة صيانة وإدخال الخطوط الناقلة الجديدة للخدمة، مضيفة ان الكوادر الهندسية تعمل منذ فترة على إدخال الخط الناقل الوطني الجديد للخدمة”. وكشفت دراسة اجرتها مؤسسة، نيت بلوكس “”NetBlocks الراصدة لحالات غلق الانترنت، بان إقدام العراق على غلق الانترنت ” قد يكلف اقتصاده المتعثر مايقارب من 40 مليون دولار باليوم جراء فقدان صفقات تجارية وتحويلات وفرص استثمارية .”وبعد هذا القطع الغير مبرر، قامت الجهات المعنية باعادة خدمة الانترنت ولكن مع حجب تام لمواقع التواصل الاجتماعي، فيما عزى بعض السياسيون والمسؤولين الحكوميين هذا الحجب الى انه هو العلاج الوحيد الذي تستطيع الحكومة فعله لمواجهة الشائعات التي ينشرها بعض “المندسين والمخربين”،على حد تعبيرهم. الى ان التظاهرات التي خرجت منذ 6 تموز2018 ولغاية الان لم يمنعها هذا الامر من الاستمرار، بل زادها قوة اكبر وكأن الامر لايهم وان هناك اصواتا تستطيع ايصال ماتريد علنا وليس معتمدة على مواقع التواصل، مما ادى بالبعض للاستعانة بتطبيقات وبرامج الكترونية أخرى مثل برامج VPN لغرض كسر الحظر وفتح المواقع المحظورة من قبل الجهات الحكومية التي لا احد يعلم من هي الى الان ان لم تكن وزارة الاتصالات نفسها. باسم انطوان، خبير اقتصادي عراقي، قال في حديث صحفي له اليوم، ” لقد ارتكبت الحكومة العراقية خطأً فادحاً بهذا الفعل لان كثير من صفقات التحويل التجارية تجري عن طريق الانترنت، بالاضافة الى إن غلق مواقع الانترنت سبب خسائر كبيرة للعراق”، مؤكدا انه”وفي الوقت الذي تعتقد فيه الحكومة بانها نجحت في شيء فإنها قد خسرت في الجانب الآخر كثيراً من الايرادات كانت ستدخل لها وكذلك خسارة القطاع الخاص لكثير من إيراداته أيضاً .” وتعد هذا ليست بالمرة الاولى التي تستخدم فيها الحكومة هذه الاجراءات حيث لجأت الى استخدام نفس الأسلوب أيضاً اثناء فترة الامتحانات العامة لطلبة الصفوف المنتهية لمنعهم من الاطلاع على أي أسئلة مسربة، وكذلك كأسلوب لمنع تداول معلومات امنية . فيما يعد بعض الناشطين والباحثين في الشأن العراقي ان هذه الخطوة هي لمنع رؤية التصرفات والاعتداءات التي تقوم بها بعض الجماعات ضمن القوات الامنية من اساليب قمعية بحق المحتجين لمنع انتشار التظاهرات في مناطق مختلفة، اذ ثبت ذلك بكثير من مقاطع الفديو التي انتشرت مباشرة بعد استطاعة البعض من الحصول على خدمة الانترنت. من جانبها قالت الخبيرة الاقتصادية، سلام سميسم، في تصريح لها، ان “الاجواء المضطربة امنيا وانقطاع خدمة الانترنت لاتحقق بيئة مناسبة ومستقرة للاستثمار او اي تعامل اقتصادي مع العراق، كون اغلب الشركات الاستثمارية والتحويل المالي من داخل وخارج العراق والتعاقدات والمباحثات تجري عبر خدمة الانترنت والمراسلات، وبدونه تنقطع هذه الاتصالات ويصبح البلد بيئة طاردة للاستثمار والتعامل الاقتصادي الخارجي”. واضافت، ان “دائرة الاستثمارات في البنك المركزي تعتمد معاملاتها على وجود خدمة الانترنت، لانه يدخل في البيع و الشراء والتواصل مع البورصات العالمية في طوكيو وغيرها، وجميعها توقفت منذ الاسبوع الماضي وكذلك التحويلات المالية التي تجري داخل وخارج العراق من بغداد الى البصرة واربيل وغيرها من المحافظات توقفت وتحملت خسائرها شركات الصيرفة والتحويل المالي والمصارف الخاصة”. وفي ذات الشأن طالبت مفوضية حقوق الانسان في العراق الحكومة، بوقف قطع خدمة الانترنت فورا، عادة اياها خطوة سلبية تجاه حريات الشعب والتظاهرات المطالبة بالحقوق التي كفلها الدستور والقانون.كما دعا المرصد العراقي للحريات الصحفية في نقابة الصحفيين العراقيين، الحكومة العراقية بالكشف عن الجهات التي تقف وراء حجب الانترنت، معتبرا ان حجب الخدمة إنتهاك لكرامة الشعب وحقه في الحصول على المعلومة، مشيرا الى ان هذا الإجراء جاء بنتيجة عكسية، وبدلا من أن يكون عاملا مساعدا في تخفيف الإحتقان الشعبي فإنه أدى الى نقمة عامة لدى فئات إجتماعية مختلفة تستخدم الفضاء الألكتروني في مختلف وسائله للتواصل، لمعرفة ما يجري من أحداث”.ويعتبر الانترنت متنفسا وعالما افتراضيا ربما يذهب بالانسان العراقي بعيدا عن خراب وطنه الذي لم يجد فيه منقذا يضع نقطة النهاية لمأساته المستمرة.