55 … بقلم د.عماد الصباغ

55 … بقلم د.عماد الصباغ
آخر تحديث:

قد يبدو العنوان غريباً، و لكنه ليس كذلك فهو، و إن كان يبدو بريئاً، يحمل في جوانبه معنى أكبر مأساة يمر بها شعب من الشعوب في العصور الحديثة، و هو الشعب العراقي هذا الرقم اللعين يمثل عدد السنوات التي مرت على شعب العراق و هو يرضخ تحت سياط القمع و الإرهاب و السلب و النهب و المحسوبية و المنسوبية

هذا الرقم يمثل بداية النهاية لهذا البلد المسكين حيث بدأ يعاني أكثر مما عانى أي بلد آخر في العالم سواء في أسيا أو أريقيا أو أميركا الجنوبية، و هو الشعب الذي تكلف عدد ضحايا يقارب ما تكلفه العالم بكامله خلال الحرب العالمية الثانية

هذا الرقم اللعين يمثل وصول حثالة الحثالة إلى قمة هرم السلطة في العراق و جلوسهم هناك رغم تغيير الجلود المتعفنة من فترة إلى أخرى، و لكن يبقى الخرة نفس الخرة ( عذرا على الألفاض المؤلمة و لكني لم أجد وصفاً ملائما لحكام العراق منذ 1958 أفضل من هذا، فعذرا) و القصد قد يبرر سوء اللفظ

كيف وصل الساقطون و أبناء الساقطات إلى السلطة في العراق صباح 14 تموز 1958 هو مسألة غير متفق عليها لحد الآن، و لكن أفضل الإحتمالات هو أنه نتيجة لصراع الأم 6 و السي آي أي (المخابرات البريطانية و المخابرات الأمريكية) و الذي جاءت نتيجته في صالح المخابرات البريطانية التي ضحت بنظام و رجال متوافقين معها بهدف إيصال مجموعة عملاء تافهين ساقطين إلى السلطة بعدما نجحت المخابرات الأمريكية في إيصال عملائها إلى قمة هرم السلطة في مصر في العام 1952

منذ 14 تموز 1958ى الأسود إستمرت الإنقلابات المتبادلة التي دبرتها المخابرات البريطانية و المخابرات الأمريكية في العراق. ففي صباح 8 شباط 1963 أوصل الأمريكان عملائهم بقطار خاص إلى الحكم في العراق. فرد البريطانيون صباح يوم 17 تشرين الثاني 1963 بإعادة عميلهم العتيد إلى السلطة، و في 17 تموز 1968 عاد الأمريكان و عملائهم، الذين تمردوا عليهم فيما بعد فتعاونت المخابرتان لإيصال فريق متعدد العمالات إلأى السلطة إثر الإحتلال العلني الذي حصل عام 2004

و لا زال هذا الرقم اللعين يشبع العراقيين ذلا و عذابا و قهرا و سلبا و نهبا و أزاد عليها: القتل على الهوية، و الطائفية، و العشائرية، و التفجيرات و العوات اللاصقة و الكواتم و السير إلى المراقد 4 مرات في السنة، و الشفط و اللفط الذي لا مثيل لهما

إصرخوا معي: لعن الله 55، لعن الله 55، لعن الله 55

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *