مرتجى الغراوي
في مشهد قل نظيره وربما غاب عن كثير ممن يرتقي المنبر او المنصة ليلقي جملهُ الإرشادية والوعظية على عامة الناس يدعوهم بها الى اقامة الصلاة واداء الحج والصوم وغيرها من العبادات ، كل هذا جيد وليس بالامر السيء لكن معظم الخطباء ورجالات الدين غاب عنهم او غيبوا عن الناس عبادة مهمة انها فريضة الامر بالمعروف.تلك الفريضة التي تنطوي تحتها كل معاني الكمال والقرب الى الله فكلما كان الانسان يعمل بهذه الفريضة ويكف الاذى عن مجتمعه كلما كان قربه من الله اكثر من ذاك الذي اشقي من كثر السجود والركوع والخشوع في منتصف الليل المظلم.
قبل ايام انتشر مقطع فديوي على مواقع التواصل الاجتماعي لامرأة سورية أعطت درساً عظيماً في النهي عن المنكر عندما لقنت الأوباش الدواعش في إحدى المدن السورية حينما دعتهم للعودة الى الله وقد أعطت وصفاً عميقا عن مدى بعد هؤلاء عن الله وعن الرحمة الربانية التي تتجلى في الخالق ودعوتها تلك نابعة من صميم بصيرة أعطتها القدرة والشجاعة بان تقف بوجه هذه الثلة الباغية غير آبهة بما سيصنع بها هؤلاء وهي تعلم بجرمهم وعدم توانيهم بتقطيع أشلاءها ، وكلماتها تلك ستبقى درساً ليس للدواعش وحدهم وانما لاولئك الخطباء بأن يتقمصوا دورهم الحقيقي في إرشاد البشرية الى وجه الصواب وعدم سفك الدماء.
لقد أدت تلك السيدة الجليلة دورها في فضح داعش ولم يهتز لها بدن حين ارتشفت بوابل من الكلمات وصفتاً اياهم بدولة البغاء والكفر ، لكن المهم لدينا الان هو ان نجد عجوزاً كتلك العجوز السورية لتلقن “سياسيينا” سياسي الصدفة الذين وصلوا الى دفة الحكم في يوم كانوا يحلمون بأن يصحبوا مدراء اقسام ، وفي ليلة وضحاها يجدون انفسهم يعتلون هرم الدولة وتخصص لهم ارتال الحمايات وانواع المصفحات وتقبل أياديهم من قبل المرتزقة.
(ياسياسي الــــ!!!!) متى ستصحوا ضمائركم التي نامت وأضمحلت ولا اضنها ستصحوا يوماً ، الا يكفيكم تفرجاً على ابناء شعبكم الذين قضوا ضحايا لطيشكم منذ عشرات السنين فشهداء “سبايكر” و “الصقلاوية” و “طيارنا العراقي مروان” وغيرهم ممن بذلوا الغالي والنفيس من اجل تراب هذا الوطن ، كل هؤلاء لم يستطيعوا ان يزحزحوا ضمائركم التي انمحت واندثرت كأندثار جثث هؤلاء الابطال.
نعم ايها العراقيين انكم كـ”حَبٍ” بين فكي رحى ، ففكـٍ يمثل طخمة من سياسي الصدفة الذين لا هم لهم سوى تخم بطونهم ، و الفكــُ الاخر فك الارهاب الذي اسفك دماءكم على طول السنين الماضية . والملفت ان هذين الفكين “سياسي الصدفة والارهاب” لم ولن يطحن احدهما الاخر وانما اجتمعا سوية لطحن هذا الشعب المظلوم ، لذا ارجعوا الى الله ياسياسيينا … ارجعوا الى الله.