هايدة العامري
بداية ماسأكتبه في هذا المقال ليس تحليلا سياسيا وأنما معلومات مستقاة من مصادر متعددة وهذه المعلومات تطابقت من مختلف الجهات المتابعة للشأن العراقي وللتطورات في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي وخصوصا بعدما وصل التصعيد السياسي والعسكري الى مديات غير محسوبة فالمنطقة مشتعلة من كل الجهات من العراق واليمن وسوريا ولبنان الذي يعتبر حديقة خلفية لهذه البلدان ولكنه يتأثر بكل الذي يحصل من حوله ولولا أتفاق الجنتلمان بين السعودية وأيران وبرعاية أميركية على عدم تفجير الوضع في لبنان لانه بلد لايحتمل التفجير لكان لبنان الان مثل الجمرة المشتعلة ومصر التي لاتستطيع التدخل بسبب وضعها الداخلي المتأزم ومعركتها ضد ألارهاب رغم أن المصريين قد يتدخلون أن أحسوا أن النار قد تمسهم بصورة مباشرة وليبيا الدولة الجارة لمصر والتي أصبحت داعش والقاعدة ومثيلاتها هي القوة المسيطرة على الارض هناك والسعودية التي هزتها الانفجارات الاخيرة وأصبحت تحس أن نار الصراع الطائفي قد تنتقل لها بصورة أو أخرى واليمن الذي لن ولم يتم حسم موضوعه ألا سياسيا والحل العسكري هناك مستحيل رغم التدخل العربي المتمثل بعاصفة الحزم التي حلم بها بعض الحالمين من سنة العراق ولكن المراقب البسيط هنا يتسائل وأين أميركا من هذا الصراع الذي يعصف بالمنطقة وهل سنستمر طويلا على هذا النحو عراقيا وشرق أوسطيا؟
لنحلل أولا طبيعة الصراع القائم هل هو صراع سياسي أم صراع طائفي بين الشيعة والسنة كما هو ظاهر للعيان؟ حقيقة الصراع أنه صراع سياسي بأمتياز وصراع مصالح دولي تتداخل فيه مصالح أميركا وأوربا وأيران ودول الخليج وأصله هو صراع على حقول البترول والغاز الذي سيصبح هو الثروة الحقيقية للبلدان والذي تدل ألاستكشافات فيه على أنه من ضمن الدول الخمسة الاولى في أحتياطي الغاز الطبيعي وهناك دول مثل قطر يهمها أن يبقى العراق بعيدا عن أستثمار الثروة الغازية فيه وتريد أن تنفذ مشاريع مد أنابيب الغاز وصولا لحوض البحر المتوسط عبر سوريا وصولا الى لبنان كما منعت مد أنابيب الغاز الروسي الى باقي الدول عبر أفغانستان وطبعا كل ذلك بناء على مشاريع ضخمة تتداخل فيها مصالح شركات أميركية وأوربية كبيرة جدا ولاأريد ألاطالة في هذا الموضوع ولكن لنتكلم بصراحة متناهية فأميركا هي من صنعت داعش وأن أخترق ألايرانيون بعضا من أجنحة داعش وأثروا عليها وأستثمروهم خدمة لمصالحهم في سوريا والعراق وأميركا كما سبق وقلت لكم في مقال سابق كان عنوانه(عودة الوعي لشيعة العراق بقرار أميركي) لن تسمح بأن يتسلط على العراق شذاذ ألافاق وبعض المتخلفين والجهلة والذين يداهنون تارة أميركا وتارة أيران وأميركا وصلت لقناعة بأن مفتاح السيطرة على المنطقة هو أشعالها وأشغالها بحريق طائفي طويل ألامد يحرق ألاخضر واليابس ويجعل الجميع مفلسين سياسيا وأقتصاديا ويخرجون ماتم خزنه في السنوات الماضية وهو ماسيحصل لجميع دول المنطقة جميعا ناهيك عن كلف أعادة ألاعمار الباهضة التي ستجعل دولا مثل سوريا واليمن توافق على تقديم تنازلات سياسية وأقتصادية لاميركا وماتزامن أنخفاض أسعار النفط والذهب والمعادن ألاخرى تزامنا مع تاريخ سقوط الموصل وصلاح الدين كان محض صدفة بل كان مخططا له بعناية ولكن هنا يطرح السؤال نفسه هل أميركا فعلت كل ذلك بمفردها؟ الجواب بكل بساطة هو أن المتخلفين والجهلة والعملاء المكلفين بتنفيذ أجندات أميركا هم من ساعدوا ونفذوا الخطة ألاميركية وههم أساسا لايعلمون ولايفقهون ماهم فاعلين وماهم منفذين وهنا لاأتكلم عن أفراد بل أتكلم عن دول وجماعات وماسكوت وعدم تدخل سلطنة عمان في كل هذه الصراعات والمشاكل ألاقليمية الا لكونها لديها واجب أخر مكلفة به وماأجتماع دبلوماسيين أميركان بممثلين عن الحوثيين أول أمس في مسقط ألا جزء من هذا الدور ناهيك عن ضمان عدم وصول النار المشتعلة الى دولة ألامارات المتحدة ودبي كونها تمثل ثقلا أقتصاديا عالميا وكذلك ألاردن الي تعتبره الولايات المتحدة منطقة محرم ألاقتراب منها لكونها قريبة جدا من أسرائيل ولتداخلها جغرافيا مع عدد من دول المنطقة ولكون وضعها ألاقتصادي الهش لايتحمل نتائج هذه الحرائق فكيف يتحمل أن يكون الاردن لاسمح الله في وسط النار المشتعلة وأما السعودية فتتحمل هزات بسيطة مثل الذي حصل في الدمام والخبر وماحصل هناك هو يشبه رسم الطابع الذي يجب أن يدفعه الشخص عند تمشية معاملة له
ونعود الى المنفذين والمساهمين بتنفيذ المشروع ألاميركي وخلق تنظيم داعش بين ليلة وضحاها فداعش تم وضع بذرتها ألاساسية وتكوينها عندما تم تهريب ألالف سجين من سجن أبو غريب في عملية هروب لايعلم أحد كيف تمت الا الله ولم نسمع بأي نتائج ومحاسبة لاحد عن هذا الموضوع الخطير جدا وهذا طبعا يتحمله شخصيا نوري المالكي رئيس الوزراء الذي صدق أن ألاميركان كانوا يتغاضون عن تصرفاته بل ووصل الى لحظة أنه صدق أنه الشخص الوحيد في العالم الذي يستطيع تنظيم العلاقة ألاميركية ألايرانية وهو من وضع أكاليل الزهور على قبور الجنود ألاميركان وبعدها وجد نفسه غير مرحب به في الولايات المتحدة ألاميركية بل ووجد نفسه وهو الفائز ألاول بألانتخابات البرلمانية ولم يستطع الحصول على منصب رئيس الوزراء لولاية ثالثة وهو ماكنت كتبته له قبل سنتين ونصف ولم يصدقه لاهو ولاغيره وهو ظن عندما أطلقت الولايات المتحدة يده في قمع معارضيه وزجهم بالسجون وقمعه لتظاهرات عام 2011 وضربه لبعض الرموز السنية أنه هو الشخص الوحيد الذي يحظى بدعم أميركا وأيران وهو ماكان يعتبره العارفون ببواطن الامور نكتة سياسية بل ووصل الغباء السياسي عنده أنه تخلص من الدكتور علي الدباغ الذي يمتلك علاقات سياسية ودولية لايمتلكها المالكي نفسه وكل ذلك كان خوفا من الدباغ لانه سمع أن الدكتور الدباغ رجل طموح وخاف منه من أن يصبح مرشح تسوية مقبول من الجميع وليس كما أشيع عنه من أنه تورط في صفقة ألاسلحة الروسية المشبوهة وهذه هي حقيقة ألامر واما السنة في العراق فقد كانوا يصدقون أقوال ألاميركان ولكنهم كانوا يتسائلون دائما أنهم يسمعون أقوالا ولايرون أفعالا من الاميركان وفي الحلقة القادمة سنكشف لكم ماسيحصل حسب المخطط ألاميركي وكيف سيتخلص العراق مما هو فيه الان ولكن بعد فترة من الزمن ستمتد الى الرئاسة الاميركية القادمة وبعد أن تنتهي أميركا من جعل المتطرفين والسذج والجهلة وقودا لحربها ومصالحها وكيف سيتبرأ ألايرانيون مما سيحصل وحمى الله العراق والعراقيين