عبد الحمزة السلمان
عندما تشعر مجموعة أو شعب كامل, بأن ما كان يطمح له لم يتحقق, و أن الحكومة أو السلطة الحاكمة بعيدة عنه, ولا تعمل لخدمته, أو تحقيق ما يربو إليه, بعد فترة طويلة من تسلم السلطة, وتعاقب الحكومات, و أن هذه السلطة منتخبة بإختياره, يحق لهم مطالبتها بحقوقهم .
ما يحدث في العراق.. يريد الشعب العراقي توفير الخدمات والكهرباء, وتوفير فرص عمل للشباب, حق مشروع, ولكن هناك مشاكل تطرح, هل هذا التوقيت مناسب مع حربنا على الإرهاب ؟ .
يحاول عدونا سحب الحرب, من المنطقة الغربية إلى الوسط والجنوب, مستغل طيبتهم, والفطرة التي يتصفون بها, و إشغالهم لخطف ثمرة النصر منهم, لكونهم سند المرجعية وسور الوطن, وركيزة القوة للحشد الشعبي, رغم مشاركة جميع أبناء الشعب العراقي بكافة طوائفه, للدفاع عن العراق, لكن يبقى دور أبناء الوسط والجنوب متميز .
علينا أن نكون حذرين من العدو, و أمريكا و أذنابها في الخليج, اللذين يعملون جاهدين, لجعل المنطقة غير مستقرة, ونقل المعركة مع الإرهاب, من المنطقة الغربية إلى الوسط والجنوب, لإشغال أبناء العراق, وتشتيت قواهم, لغرض إنقاذ العصابات الإرهابية, من قبضة العراقيين, بعد إلحاق الهزيمة بهم .
صبر العراقيين ومعاناتهم لسنوات طويلة, ألا يجب أن يستمر, لغاية تحقيق النصر الكامل, وتحرير العراق ؟ هذا يعني عدونا بات هزيلا, ويعاني من خيبة الأمل والخسران, يدفع بأذنابه للطبقات الفقيرة, والتي هي بعيدة عن حقيقة الأمر, للتمادي والمطاولة على سلطة القانون, بأمور مشروعة يأييدها الرأي العام .
نمر بأصعب الفترات, من أجل القضاء على العصابات الإرهابية, وتحرير الأرض كاملة, يسعى العدو لتفكيك وحدة صفوفنا, التي جمعها مؤتمر الوئام, ولقاءات أبناء العشائر وشيوخها, علينا الحذر في البيت والشارع, وبجميع تصرفاتنا .
المطالبة بالحقوق؛ بإسلوب حضاري ومثقف, وإعلام المسؤول عن غضبنا, كان المفروض أن يسبق هذا الوقت ضد الفاسدين والفاشلين ومن سلم أرض العراق للعصابات الإجرامية, أما اليوم يجب المحافظة على روح الإنتصارات, في جبهات القتال, وتحرير العراق, والدفاع عن مقدساتنا .
نتظاهر حتى نقوم بالتخريب والضرر بالممتلكات العامة, طريقة خاطئة, وكذلك الوجود العسكري داخل المدينة وشوارعها, يجب التعاون معه, لغرض حفظ النظام, وما يحدث من مشاكل مسيسة, من قبل جهات وأحزاب لها أغراض خاصة تريد هلاك الشعب, تسعى لتكالب الأحداث المستمرة عليه, من كل الجهات .
العراق وشعب العراق! يمتلك الحضارة والأخلاق, والرقي الثقافي والعلمي, ومنهم علماء العالم, ينظر الغرب بترقب والتعجب من نجاحكم, وفكر القادة والمرجعية .
رغم أن المطالبة بالحقوق مشروعة, وتأييدها المرجعية والرأي العام, يجب أن لا تؤثر على روح النصر, ومعنويات المقاتلين في الجبهات, وواجبنا شد عزيمتهم, والتفكير بهم, والإنتباه للأيادي الخفية, لأعداء الإنسانية .
يجب أن لا نخطأ في المطالبة بحقوقنا, كما أخطأنا في الإختيار لممثلينا, في الإنتخابات التي تدخلت بإرادة الشعب, أيادي خفية, تسعى لتحقيق مصالحها.