عباس الكتبي
حسب علمي، هناك 5 من الحكام، الذين حكموا وطغوا في البلاد، أفصحوا عما بداخلهم، علناً أمام الناس.
هم كل من: نمرود، وفرعون، ومعاوية، وصدام، والمالكي( عليهم لعنة الناس والملائكة أجمعين)! سنن يتبع بعضهم بعضا.
الأول( نمرود) حين قال: (أنا أُحيي وأُميت)، وعندما أحتج عليه النبي أبراهيم( ع)، بالمنطق، والدليل العقلي، غضب عليه نمرود، وأمر بأحراقهِ، ثم رموهُ بالمنجنيق وسط نار هائلة، ولماذا هذه النار الضخمة مع إنهّ شخص واحد؟ الجواب: هذا هو دأب الطواغيت، تلفيق الجرم وتضخيمة، زورا وبهتانا، تبريرا للقضاء على الخصم!
الثاني( فرعون) قال: (أنا ربكم الأعلى)، وعندما أخبروه المنجمين، سيولد مولود يكون زوال ملكك على يده، قام يبقر بطون الحوامل، يقتل الرجال، ويستحيي النساء، حتى خرج النبي موسى( ع) من داخل بيته، فقضى على فرعون وجنوده، بعد ان كلمهُ بلين ورفق، ونصحه ووعظه.
الثالث( معاوية): عندما صالحهُ الأمام الحسن عليه السلام على شروط، وأخذ منه العهود والمواثيق على ذلك، إلاّ إن معاوية بعد أستلامه الخلافة قال( ما مضمونة): مخاطبا أهل العراق كل العهود التي عاهدت عليها الحسن بن علي بن أبي طالب، تحت قدمي، وأني ما قاتلتكم لكي تحجوا، أو تصوموا، أو تصلوا، وأني لأعلم أنكم تفعلون ذلك، ولكني قاتلتكم لأتمّر عليكم!
خالف تللك المواثيق المغلظّة، وراح يطارد أصحاب الأمام، كحجر بن عدي، وعمروا بن الحمق، وغيرهم، الى أن قضى عليهم بالمكر والخديعة، وكان آخرهم الامام الحسن عليه السلام، فدس أليه السم!
الرابع( المجرم صدام) ومقولته المشهورة: أنهم جاءوا ليبقوا( يعني البعث)، وإن تركوا العراق، سيتركونه أرضا بلا شعب! وله قول أيضا: سأحرق الأخضر واليابس من بعدي! وأخذ يعيث بالعراق ظلما وفسادا، وأول ما بدأ بحكمه، معاداته لرجال الدين والعلماء، فقتل السيد محمد باقر الصدروأخته معه(عليهماالرحمةوالرضوان)الى ان قتل أعداد كثيرة منهم!
هؤلاء الأربعة من طواغيت التاريخ، أظهروا نزعتهم النفسية التسلطية، وحبهم وتمسكهم بالملك والأمارة، أمام الجماهير، وتابعهم، ووافقهم، وشاركهم، المالكي في هذه السنّة التاريخية، فله قول شهير: (بعد ما ننطيها) وقد قاله على قناة فضائية! وبذلك يكون هو( الخامس).
كما إنّه أخذ سنّة من كل واحد منهم: فسنتّه من نمرود، سياسة الأحراق بالنار، فله تصريح قال فيه:(أنا الذي أمسك بزمام الدولة، وفي حال مغادرتي سوف تفكك)، وفسّرت أحدى المقربات منه معنى التفكيك( جزيت خيرا) عندما قالت: سنفتح أبواب جهنم، على كل من يريد ان يبعد المالكي عن السلطة! ولا شك أن نار نمرود، لا شيء أمام جهنم!
قيل: ايضا له تصريح هو( سأحرق العراق، ان لم أُعطي رئاسة التحالف)!أنا لا أشك في هذا التصريح، فهو لليوم، معطل أختيار رئيسا للتحالف الوطني، لأن دولة القانون لا تحضر، والمالكي هو رئيسها! يريد بذلك تمزيق البيت الشيعي، الذي لاقى ما لاقى، من الظلم والأبادة عبر مر التاريخ، وكذاك يريد أن يفككه ويضعفه أمام القوى الأخرى! ظنا منه العودة الى السلطة!
أمّا سنتّه من فرعون هي: الملاحقة، والأنتقام، من كل أحد، يهدد بقاءه في السلطة، تارة بالتهم القانونية المفتعلة، وتارة التصفية الجسدية بكواتم الصوت، وتارة أخرى بالتشهير والتسقيط، حتى خرج رجل عليه، من البيت الحزبي، فقضى على حلمه في البقاء بالسلطة!
أمّا سنتّه من معاوية هي :نكث المواثيق والعهود، فكم عهد وميثاق، أعطاه للتحالف الوطني، ولم يلتزم به، والمواثيق التي وقعها في أربيل، لتشكيل حكومة شراكة وطنية، تنصل منها وانكرها، وما زال يكذب، ويكذب، حتى أصبحت هذه الصفة القبيحة عادة له، ثم تحولت طبع، وقيل: أبو طبع ما يبدل طبعه!
أمّا سنته من صدام: معاداته للعلماء، وعدم أحترامهم وتقديرهم، فعندما ندد الشيخ المرجع بشير النجفي، بظلم المالكي وفساده، وتفرده بالسلطة، وحرّم أنتخابه، وهدد بالنزول الى الشارع، أن عاد المالكي للسلطة، غضب السيد المالكي، وبعث قوة من بغداد، لمحاصرة بيت الشيخ، وأعتقال عدد من طلابه، بعد مهاجمتهم في مدارسهم، وبيوتهم المستأجرة!
هذه هي سنن المالكي، ومازال يحيك المؤآمرات ضد حكومة العبادي، كفانا الل… شره وشر أيتامه!